في كتابه (سير أعلام النبلاء) يقول عنه شمس الدين الذهبي: ((هو السلطان الكبير، الملك العادل، عضد الدولة أبو شجاع ألب أرسلان محمد بن السلطان جغريبك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن تقاق بن سلجوقي التركماني الغزي، من عظماء ملوك الإسلام وأبطالهم)).
قصة ألب أرسلان الحقيقية في التاريخ:
مخطوطة تابعة للمكتبة الوطنية الفرنسية، يظهر فيها ألب أرسلان وهو يذل الإمبراطور رومانوس الرابع، يعتقد أنها رسمت في الربع الثاني من القرن الخامس عشر، public domain، via wikimedia commons. |
تشير كتب التاريخ إلي أن مولد ألب أرسلان كان سنة 1030 ميلادية، فيما حدثت وفاته في الفترة بين نوفمبر عام 1072 وحتى يناير عام 1073، أي أنه مات ولم يكمل ثلاثة وأربعين عاما من عمره.
خلال عمره القصير هذا، كان ألب أرسلان هو ثاني سلاطين الأتراك السلاجقة، حيث امتد حكمه زمنيا تسعة سنوات بين عامي (1063 : 1072).
فيما امتد حكمه جغرافيا على ما ورثه من أراضي السلاجقة شاسعة في خراسان وغرب إيران وقتما كانت لا تزال سنية المذهب، مستمرا في غزو جورجيا وأرمينيا ومعظم آسيا الصغرى (التي فاز بها السلاجقة من البيزنطيين).
الصراع على العرش:
ورث ألب أرسلان هذا الحكم كابرا عن كابر، فهو حفيد (سلجوق) مؤسس الدولة السلجوقية.
لكن هذا الميراث لم يكن مباشرا .. فبعد موت والده عام 1601، خلفه عمه والذي سرعان ما مات عام 1603 دون أن يترك وليا للعهد.
وهنا يظهر في الصورة (سليمان) أخو ألب أرسلان وحاكم (كرمان) الواقعة في جنوب إيران حاليا، ليصعد منها ويعتلي عرش السلاجقة.
الأمر الذي لم يرضي ألب أرسلان فتحالف مع عمهما الثاني وكان يدعي (قتلمش)، فحاربا سليمان وأخذ منه ألب أرسلان السلطنة.
وتقول بعض المصادر التاريخية أن عمه (قتلمش) قام ضده بعد ذلك، وجمع جيشا قوامه 90 ألف مقاتل، في حين كان ألب أرسلان في جيش يقف عدده عند 12 ألف فقط، ومع ذلك فقد استطاع هزيمة عمه الذي وجد ميتا بعد المعركة.
لم يكن هؤلاء فقط من أزاحهم ألب أرسلان في طريقه نحو العرش، بل هزم أيضا أحد أبناء عمه السلطان الراحل الذي سعي للسيطرة على ملك أبيه.
معركة ملاذكرد:
لكن ألب أرسلان لم يحتفظ بملك أباءه وأجداده كما انتزعه من أخوه وعمه، بل وسع أراضي دولته، وهزم أعدائها، وإن ظل انتصاره قبل وفاته بعام واحد -بالتحديد عام 1071- على البيزنطيين في (معركة ملاذكرد) ينظر إليه على الدوام باعتباره أعظم انتصاراته.
كان الانتصار في ملاذكرد هو مفتاح دخول السلاجقة إلي الأناضول، ما مهد الطريق بعد ذلك لقيام الدولة العثمانية نفسها.
ما هي العلاقة بين أرطغرل وألب أرسلان؟:
هناك من يعتقد بوجود علاقة بين أرطغرل وألب أرسلان وهو اعتقاد خاطئ تسبب فيه حرف (أ).
ذلك لأن الحاكم السابق لألب أرسلان كان عمه (توغريل) ويكتب وينطق أيضا (طغرل).
فيما أرطغرل هو شخصية تاريخية يعتقد أنها عاشت ولدت بعد وفاة ألب أرسلان نفسه بنحو مائة وعشرين عاما، وحسب المصادر التاريخية فهو والد السلطان (عثمان الأول) مؤسس الدولة العثمانية.
في النهاية .. يسعدنا تلقي تعليقاتكم وأسئلتكم حول الموضوع... مع تحيات (المعرفة للدراسات).