تلعب (بيانات الطقس والأرصاد الجوية) دورا أساسيا في الطيران، وتقدم له فوائد كبيرة يعتمد عليها بشكل أساسي.
إن هذه البيانات والتي تسمي (المعلومات الجوية : Meteorological) ضرورية بشدة للطيران الآمن والفعال والاقتصادي بل وحتى الصديق للبيئة على المستوي العالمي.
مراقبي الحركة الجوية في (قاعدة شيتوسي الجوية)، اليابان، The U.S. National Archives، public domain. |
سنري كيف تحكم الشركات التي تتعامل معها باعتبارها مجرد إجراء شكلي، على نفسها بانخفاض مستواها وقدراتها التشغيلية وبالتالي أرباحها بشكل كبير.
أهمية بيانات الطقس في الطيران:
في عالم صناعة الطيران سريعة الخطى، لا تعد بيانات الطقس أمرا ثانويا، إنها عنصر أساسي لنجاح تشغيل أي خطوط طيران.
ببساطة لأن رحلات الطيران حساسة جدا لظروف الطقس.
على الجانب الآخر، فإن العديد من الجهات المسؤولة عن تقديم هذه البيانات إلي شركات الطيران تتعامل معها باعتبارها ((سلعة)).
لأن هناك منافسة أصلا بين مقدمي هذه البيانات، ومهمة شركات الطيران هي اختيار أفضل من يقوم بتزويدها ببيانات الطقس التي تخدم احتياجاتها.
لأنه وعلى الرغم من وجود وكالات وطنية للأرصاد الجوية في كل دولة مهمتها توفير مجموعة واسعة من البيانات المطلوبة، بما في ذلك الملاحظات والتنبؤات والتحذيرات، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لصناعة الطيران.
وبالرغم من وجود كذلك هيئة دولية تابعة للأمم المتحدة (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO) والتي مثلت حالة كلاسيكية من التعاون في عصر السفر الجوي في القرن العشرين بين دول العالم حول تجميع معلومات وبيانات الأرصاد الجوية وتبادلها، من أجل ضمان رحلات جوية آمنة ومريحة نسبيا في جميع أنحاء العالم، والتي لعبت دورا كبيرا في العولمة.
بالرغم من وجود ذلك كله، فقد لا يكون كافيا لشركات الطيران.
خصوصا أن بيانات الطقس التي تحتاجها شركات الطيران متنوعة ومعقدة ويجب أن تتسم جميعها بالدقة والتحديث الفوري.
كيف يؤثر الطقس على الطائرات؟:
ضع في اعتبارك أن كل ظروف الطقس التالية (سواء على الارتفاعات العالية أو حتى على مستوى الأرض) قد تشكل مخاطر كبيرة على أداء الطائرة وسلامة الركاب:
- هل هناك عواصف رعدية ام لا؟.
- الرياح وقوتها.
- الضباب.
- الثلوج وكثافتها.
- الجليد.
لذا فإن توافر معلومات محدثة عن حالة الطقس تساعد الطيارين، والملاحين، ومراقبي الحركة الجوية، ومراقبي عمليات الخطوط الجوية، والمسؤولين عن المناولة الأرضية، وغيرهم من المسؤولين عن حركة الطيران على الاستعداد لتجنب الظروف الجوية الخطيرة.
معرفة حالة الطقس مهمة أيضا في أمور قد تبدو بعيدة عن تصور الكثيرين في هذا المجال، مثل ما هي كمية الوقود التي سيتم تزويد بها الطائرة في هذه الظروف الجوية أو تلك؟.
لكنها أيضا حيوية في بعض الأمور اللصيقة بهذا المجال، مثل تزويد الطائرة ببعض التجهيزات التي تحتاجها للطيران في ظروف جوية صعبة.
المشكلة هنا أن شركات الطيران قد تنجح في اختيار من يزودهم بمعلومات الطقس الكافية لتسيير العمل في الظروف الحالية، لكن ما هو الحال إذا تغيرت تلك الظروف وسريعا؟.
مع حدوث تطور في قدرات الحواسيب، ظهرت هناك برامج وتقنيات كثير منها استغل (الذكاء الاصطناعي) تستطيع تخيل نماذج متعددة لتطور حالة الطقس، وأدي ذلك بدوره إلي ظهور خبراء متخصصين أساسا في توجيه حركة شركات الطيران خلال الظروف الجوية المعقدة والصعبة.
شركات الطيران التي بدأت تستعمل هذه الأساليب والتي تجمع بين التكنولوجيا المتطورة والخبرة البشرية، أصبح لديها المزيد من الثقة في التعامل بنجاح مع الطيران في ظروف الطقس السيئة، وأنها ستتخذ القرار الأفضل في اللحظة المناسبة، بفضل الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم، ثم الأساس المتين من المعلومات الذي تملكه.
ليس هذا فحسب، فعندما تمتلك شركات الطيران خطط طيران محدثة باستمرار حسب ظروف الرياح والطقس العام، فإن ذلك يجعلها قادرة أيضا على توجيه طائراتها بشكل يجنبها الطيران في مناطق الاضطرابات الجوية، ما يجعل الرحلة أكثر راحة حتى للمسافرين.
المسافرين الذين قد لا يدركوا أن خلف راحتهم فريق يتابع الطقس، لكنهم سيشعرون قطعا بالراحة وبتجربة طيران مريحة، لذا سيعيدون اختيار نفس الشركة في رحلاتهم المقبلة، وسيرشحونها لمعارفهم.
يعني هذا أفضل ما تتمناه أي شركة طيران .. أرباح إضافية.