في الواقع معظم المبرمجين ينقصهم العديد من الأشياء، وكثيرا ما يبحثون على جوجل ، وعلى موقع Stack Overflow الشهير المتخصص في طرح الأسئلة وتلقي الإجابات في كل شيء يخص البرمجة.
 |
| تعد الخبرة من أهم المسائل التي تجعل الشخص محترفا في البرمجة، لكن ليس من الضروري أن تمارسها عشرات السنين حتى تصبح مبرمج محترف، صورة بالذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت copilot، خاصة بالمعرفة للدراسات. |
لكن ما قد يميز بعض المبرمجين ويجعلهم مبرمجين محترفين هو أنهم يمتلكون طريقة مختلفة للتعامل مع المشكلات، وهو الأمر الذي لا يأتي إلا بالمعرفة الكبيرة والخبرات المتراكمة.
في هذا التقرير سنحاول أن نعطيك النصائح التي تجعل عقلك يصل إلى مستوي عقول المبرمجين المحترفين.
كيف يفكر المبرمج المحترف؟:
بشكل ما تعتبر البرمجة رسالة تريد أن تصل بها إلى هدف معين، أو حديث توجهه إلى شخص ما.
إذ يقوم المبرمج بإعطاء تعليمات إلي جهاز الحاسوب حتى ينفذ مهمة ما.
وهكذا فإن اللغة التي يتحدث بها المبرمج هي (الأكواد) حيث تتحول به أفكاره إلي شئ يمكن للكمبيوتر أن يفهمه.
وإذا كنت تتحدث -سواء بلغتك الام أو بلغة أجنبية- فليس من الضروري أن تعرف معاني كل الكلمات فيها .. بل يكفيك أن تعرف القدر الكافي من اللغة الذي تتمكن من خلاله من توصيل أفكارك لكي يفهمك المستمع.
كذلك الأمر عندما تكون مبرمج، فإن الأمر لا يتعلق بحفظ الأكواد واستخدامها، بل بمعرفة أساسيات لغة البرمجة التي تستخدمها وكيف تطبق ذلك.
أيضا، فإن المبرمج المحترف يستطيع أن يفهم كيف يقوم بتقسيم المشاكل الكبيرة إلى أجزاء أصغر، ومن ثم تطبيق مبادئ البرمجة مع كل جزء منها، وهذا أيضا يسهل عليه بشكل ما عمله، فلن يكون مضطرا ليحفظ كل شيء.
ببساطة لكي تكون مبرمج محترف عليك أن تعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع المشاكل في كل مرة تواجهك فيها.
لذا فإن من أهم النصائح التي يمكن أن نوجهها إليك في هذا الصدد هي أنه وقبل أن تتعمق في تعلم لغة برمجة معينة، فإنه قد يكون من المفيد بشدة أن تفهم المفاهيم الأساسية للترميز Coding.
قبل أن تفكر في تعلم لغة برمجة محددة، تعلم وأفهم القواعد الأساسية والعامة للبرمجة نفسها، والتي ستجدها بالاطلاع على أشياء مثل علوم الكمبيوتر computer science، تطوير الويب web development، علم البيانات data science).
قبل أن تتعلم لغة برمجة، تعلم أولا المفاهيم المشتركة التي تظهر في مختلف تلك المجالات.. باختصار قبل أن تشيد المبني ضع الأساس.
القدرة على تقسيم المشكلات:
لن تكون مبرمج محترف إلا إذا كنت قادرا على تقسيم المشاكل التي تتعرض لها خلال العمل.
وكما افترضنا سابقا أن البرمجة هي بشكل ما خطاب توجهه إلى الكمبيوتر .. فلنضرب هنا مثالا بالحديث العادي بين شخص يسمي (أحمد) يريد من شخص يسمي (أيمن) أن يقوم بفتح علبة البسكويت.
يمكن هنا أن يقول أحمد: (افتح علبة البسكويت) .. هذا شيء معتاد في حديثنا البشري.
لكن عندما تخاطب الكمبيوتر، فإن عليك أن توضح له خطوات فتح علبة البسكويت.
فكأنك ستقول له .. افعل ما يلي:
- امسك علبة البسكويت.
- قم بوضع مكان فتحها بين أصابع يديك.
- قم بسحب مكان الفتح من الاتجاهين.
وهكذا ..
نصائح لتصبح مبرمج محترف:
بالمناسبة .. فإن الأمر الملاحظ في بيئة العمل التي تجمع بين المبرمجين، أن لكل منهم في المعتاد وجهة نظر تختلف عن وجهة نظر زميله ولكل منه طريقته الخاصة في العمل.
من خلال الممارسة العملية وحدها، تستطيع أنت أيضا أن تطور إدراكك للبرمجة، وستصبح قدراتك على حل المشاكل المعقدة أسهل وبكثير.
لتصل إلى هذه النقطة .. إليك بعض النصائح:
1. تحدث عن المشكلة:
 |
| استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير مهاراتك كمبرمج، هو أمر مهم بالنسبة للكثير من المبرمجين في عالم اليوم، صورة بالذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت copilot، خاصة بالمعرفة للدراسات. |
في البداية، يعد التحدث عن المشكلة التي تواجهك أمرا مهما للغاية.
سواء فعلت ذلك مع أحد زملائك أو طرحتها على هيئة سؤال في Stack Overflow أو Codecademy community بل ويمكنك في هذا الصدد الاستفادة من تقريرنا: ((كيف يمكن لبرنامج ChatGPT مساعدتك في تعلم المزيد من لغات البرمجة؟)).
تعلمنا المحادثات شيئين (أولا: كيف نشرح المشكلة بوضوح) و (ثانيا: كيف نتوصل إلي حلها؟).
بالمناسبة .. إذا وجدت نفسك تتحدث مع نفسك عن المشكلة وكيف تجد حلا لها .. فهذا أيضا يفيد في كثير من الأحيان.
2. التعاون والعمل مع مبرمجين آخرين:
قد تشاهد المبرمجين أحيانا وهم يعملون بمفردهم على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
وفي حين أن بعضهم يكون ضمن جزء من فريق عمل في شركة، وقد يعمل مع زملائه حتى عن بعد، فمع ذلك فحتى من يعملون بمفردهم أو لحسابهم الخاص لا يتوقفون أبدا عن التعلم من بعضهم البعض.
لكن فائدة العمل مع مبرمجين آخرين تتضاعف عندما تكون المشكلة معقدة.
ففي هذا الوقت، يساعد جمع أفضل الأفكار من أكبر عدد ممكن من الأشخاص على الوصول إلى الحل الملائم.
لهذا السبب بالتحديد، ظهر ما يعرف باسم (البرمجة الزوجية pair programming) وهو أسلوب عمل شهير في البرمجة، حيث يتشارك اثنين من المبرمجين العمل على نفس جهاز الكمبيوتر لحل مشكلة ما أو لإنجاز عمل مطلوب.
في أسلوب العمل هذا، يقوم أحدهما ويدعي القائد أو السائق (the driver) بكتابة الكود، في حين يقوم الثاني والذي يسمي الملاح (the navigator) بمراجعة الكود المكتوب من أجل التقاط أي مشكلة أو حتى اقتراح تحسينات.
كل بضعة دقائق يقوم كليهما بتبديل الأدوار، ما يتيح لكلاهما الفرصة للعمل بشكل متكامل مع زميله، ويعطي أسلوب العمل حيوية كبيرة.
في أسلوب العمل هذا سيتعلم كل واحد منهما كيف يفكر زميله، وما هي طريقته في حل المشكلات، ما يجعل كل واحد منهم يتعلم طرق إضافية للتعامل مع أي أزمة يواجهها في البرمجة.
3. العمل بأسلوب خطوة بخطوة:
سواء كنت مبرمج محترف بالفعل وتبدأ مشروعا كبيرا أو ما زالت في خطواتك الأولى وواجهت مشكلات أصابتك بالقلق والتوتر وأخذت تسأل نفسك كيف تتعامل معها؟.
في هذه الحالة فإن أفضل طريقة تتغلب بها على تلك المشاعر هي تقسيم المشكلة الكبيرة إلي عدد من المشكلات الصغيرة والبدء في التعامل معها وحلها واحدة تلو الأخرى.
يساعد حل مشكلة تلو الأخرى على جعل المشكلة الكبيرة التي كانت تصيبك بالتوتر تتضاءل حتى تختفي تماما، وهكذا فباتباع أسلوب خطوة بخطوة يمكنك أن تتقدم نحو الامام.
وتذكر أن هذه التقنية ستظل مفيدة حتى في تحقيق أهدافك ولو لم يكن هناك مشكلة تواجهك بالفعل .. وكنت فقط تريد أن تحقق شيئا ما.
4. التفكير في طرق حل المشاكل المشابهة:
في كثير من الأحيان يواجه المبرمجين حالة يعرفونها جيدا.
يحدث ذلك عندما تمر عليهم مشكلة كانوا قد واجهوا مشكلة شبيهة لها من قبل ولكنها فيما سبق كانت أسهل وأكثر بساطة.
من الوسائل الناجحة في هذه الحالة هو إعادة التفكير في الطريقة التي استخدمها المبرمج لكتابة الكود الصحيح في المرة السابقة.
ببطء ولكن بثبات ستتمكن من تنفيذ نفس الخطوات على المشكلة الجديدة الأكبر والاكثر تعقيدا.
5. أكبر قدر ممكن من الممارسة وأقل قدر من الحفظ:
إن محاولتك كمبرمج أن تحفظ الأكواد البرمجية هو أمر صعب وأحيانا يجعلك تنزلق في إضاعة الوقت.
بدلا من ذلك ركز على الأساسيات، تعلم المبادئ والأفكار التي تقوم عليها البرمجة، وسوف تصبح شخصا قادرا على الوصول في عمله إلي ما هو أبعد من مجرد تذكر أكواد كنت تحفظها.
