في كل دول العالم، تعد الموانئ البحرية بمثابة النافذة التي تطل منها على العالم، خصوصا وأن ((النقل البحري)) هو أهم وأرخص وسائل نقل البضائع والسلع حول العالم.
 |
| لقطة جوية لميناء الشويخ، صورة من مؤسسة الموانئ الكويتية. |
وتزداد هذه الأهمية في ((الكويت)) الدولة التي ارتبطت في نشأتها وتطورها بشكل واضح مع الموانئ.
في قلب مدينة الكويت، وداخل منطقة الشويخ الصناعية، يقع ميناء الشويخ، إنه أهم ميناء تجاري في دولة الكويت.
وتختلف المصادر حول مساحته، فبعضها يحدد أن مساحته الإجمالية تبلغ 3,2 مليون متر مربع.
فيما ترفع مصادر أخرى الرقم إلى 4,4 مليون متر مربع، لكنهم جميعا يتفقون أن مساحة حوض المياه في ميناء الشويخ تصل إلى 1,2 مليون متر مربع.
بهذه الأرقام .. يعد الشويخ عصب الحياة للاقتصاد الكويتي، وربما للمجتمع الكويتي بشكل عام، فهيا بنا نلقي نظرة على الميناء الذي يواصل العمل منذ عام 1960.
رحلة إلى ميناء الشويخ:
من أجل الوصول إلى الميناء أو الخروج منه، يتعين على السفن أن تمر عبر قناة ملاحية محفورة داخل (خليج الكويت) والمعروف ايضا باسم (جون الكويت).
يبلغ طول تلك القناة حوالى 8 كيلومترات، وعمقها 8.5 متر عند أدنى مستوى للمد المائي.
معظم حركة السفن من وإلى الميناء تكون خلال فترة الذروة الأسبوعية والتي تمتد من يوم الأحد وحتى الخميس من كل أسبوع.
أرصفة ميناء الشويخ:
 |
| لافتة تشير إلى الطريق المؤدي إلى ميناء الشويخ، Samira Akil Zaman، CC BY-NC-SA 2.0 DEED، via Flickr. |
يوجد في ميناء الشويخ 21 رصيفًا لتحميل وتفريغ السفن.
من بينها 14 رصيفًا بعمق 10 أمتار (وهم الرصيف رقم 1 إلى الرصيف رقم 14).. والمقصود بالعمق هنا هو أقصى عمق يستطيع بدن السفينة الإبحار فيه بدون خطر الاصطدام بالقاع.
وتتوزع باقي الأرصفة بالشكل التالي:
- أربعة أرصفة بعمق 8.5 متر (وهي الأرصفة رقم 18 -21).
- ثلاثة أرصفة بعمق 6.7 متر (أرصفة 15، 16 ،17).
في التطبيق العملي، تقل هذه الأرقام قليلا، أيضا لأغراض السلامة وأمان السفن.
إذ يمكن لميناء الشويخ استقبال السفن التي يبلغ غاطسها 7,5 متر مهما كانت حالة المد والجزر في المياه، وفي أوقات ارتفاع المد، يرتفع الرقم ليصبح بمقدور الميناء استقبال السفن التي يبلغ غاطسها 9,5 متر.
ولأن ميناء الشويخ يصنف باعتباره (ميناء مد وجزر) فإن السفن ذات الغاطس الكبير يقتصر فترات دخولها إليه عند فترة (المد العالى للمياه) والتي تحدث مرتين يوميًا.
وتوفر خدمة (النشرة البحرية) من (إدارة الأرصاد الجوية) التابعة للإدارة العامة للطيران المدني بدولة الكويت معرفة بأوقات المد والجزر في ميناء الشويخ بشكل يومي مما يمكن السفن القادمة إليها من معرفتها، وهي خدمة متوفرة للجميع مجانا من خلال ((هذا الرابط)).
هذا بالطبع بجانب ما يتوافر أصلا من خدمة ((النقل والإرشاد البحري)) في ميناء الشويخ، وهي خدمة يمكن للسفن والبحارة التواصل معها عبر برج مراقبة الميناء على القناة 11 / 16.
تطوير ميناء الشويخ:
كما قلنا، فقد بدأ تشغيل ميناء الشويخ في العام 1960، لكن ومنذ هذا التاريخ، لم يكن للميناء نظام منهجي لعمليات الصيانة، ولم يخطط له ولم يخضع لعمليات تطوير أو إصلاح كبيرة منذ بدء تشغيله.
لكن يبدو مؤخرا أن الكويتيين يريدون تغيير هذا الأمر.
وفقا لما نشرته صحيفة (القبس) الكويتية الشهيرة، فقد أطلعت على وثيقة تكشف عن خطة (هيئة الموانئ الكويتية) لبناء مدينة لوجيستية متكاملة في ميناء الشويخ بتكلفة تصل إلى 200 مليون دينار (ما يعادل 649.3 مليون دولار أمريكي).
ومن المقرر الانتهاء من هذا المشروع بحلول عام 2028، حيث سيشمل مستودعات متعددة الطوابق، ومباني إدارية وخدمات مساندة وقاعات.
يأتي ذلك بعدما منحت نفس الجهة (هيئة الموانئ الكويتية) مشروع تأهيل وتطوير أرصفة ميناء الشويخ إلى شركة هيونداي الكورية، وهو المشروع الذي بدأ تنفيذه بالفعل في مارس عام 2023.
نحن نعتقد أنه ما زال أمام الكويت فرصة أكبر لمزيد من التطوير لموانيها البحرية خصوصا لما تتمتع به من موقع إستراتيجي، وإعادة بعض التجارب الخليجية الناجحة، مثل تجربة (جبل علي) في الإمارات.
على الكويت أن لا تكون خجولة وأن تقتنص الفرص، بحرا في الشويخ وغيره من الموانئ وجوا في ((الخطوط الجوية الكويتية)).
