حركة حماس، هو اختصار الأحرف الأولى من (حركة المقاومة الإسلامية).
شعار حركة المقاومة الإسلامية حماس. |
وقد جاء هذا الاختصار بكلمة لها معني أيضا في اللغة العربية وللمفارقة فإن معني الاختصار نفسه يتماشي مع الحركة وطبيعتها.
تصنفها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وكندا واليابان (منظمة إرهابية) بسبب مقاومتها المسلحة ضد إسرائيل.
وبالطبع نحن هنا لن نسأل عن مواقف أوروبا وأمريكا أو كندا واليابان مما تفعله إسرائيل وما تصنيفه لديهم؟... فهذه أسئلة لا جواب لهم عليا ولا فائدة من طرحها أصلا.
مؤسس حركة حماس:
مؤسس حركة حماس هو الشيخ الشهيد أحمد ياسين.
ويمكنكم الإطلاع على تفاصيل عملية اغتياله بواسطة مروحيات أباتشي الهجومية الإسرائيلية وكذلك بعض التفاصيل المهمة عنه من خلال تقريرنا: (اغتيال الشيخ أحمد ياسين .. كيف ومتي ولماذا؟).
في منزل هذا الرجل القعيد اجتمع عددا من قادة الحركة الإسلامية في غزة كان من أبرزهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي حيث قرروا تأسيس الحركة.
متي تأسست حركة المقاومة الإسلامية حماس؟:
ربما سيكون من الدقيق القول أن حركة حماس خرجت من رحم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كما أن الانتفاضة الفلسطينية الأولى نفسها خرجت من رحم حماس.
في العام 1987، وكنتيجة للعديد من الظروف انفجرت الانتفاضة الفلسطينية الأولى والتي ظهرت فيها وأظهرتها حركة حماس.
تاريخيا يعتبر العاشر من ديسمبر / كانون الأول عام 1987 هو الوقت الذي تأسست فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس، وإن كانت الحركة الإسلامية قد قضت ما يقارب عشر سنوات سابقة على هذا التاريخ في التواجد وضم الاتباع والمؤيدين لها بأنشطة اجتماعية وخيرية وتعليمية وخصوصا داخل قطاع غزة.
لمن تتبع حركة حماس؟:
فكريا تنتمي حركة حماس إلى (جماعة الإخوان المسلمين) المصرية والتي تأسست على يد (حسن البنا) في عشرينيات القرن العشرين.
بدا ذلك واضحا حتى في ميثاق تأسيسها الذي قالت فيه أنها جزء من هذه الجماعة مضيفة (أن الجهاد هو سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا)... إنه أحد أشهر شعارات الجماعة في مصر.
كما أنه وفي فترة السبعينيات من القرن الماضي، عملت حماس كجزء من الإخوان المسلمين في الأردن بحسب ما أورده الكاتب زياد أبو عمرو في دراسته عن حركة المقاومة الإسلامية حماس، مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 13، شتاء عام 1993.
كما جاء في نفس البيان الذي أعلن عن ميلاد الحركة، أن هدفها هو تحرير فلسطين بالكامل من (النهر إلي البحر)... مستشهدا بالأحاديث النبوية الشريفة عن أن الساعة لن تقوم حتى يتقاتل المسلمين مع اليهود، ويكون النصر الساحق للمسلمين.
خلال السنوات الأخيرة، بدا أن الحركة تحررت من ارتباطها التنظيمي مع الجماعة الام، وأصبح لها كيان مستقل، كما حرص زعيمها الحالي في غزة (يحيى السنوار) على تحسين علاقاته مع مصر.
أيضا فإن هدفها في تحرير فلسطين بالكامل قالت الحركة أنها قد (تقبل تأجيله) بناء على إبرام هدنة طويلة الأمد بشرط أن تقام خلالها دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو سنة 1967.
هل حركة حماس شيعية ام سنية؟:
بانتمائها إلى الإخوان المسلمين فإن حركة حماس هي حركة سنية بشكل واضح لا جدال فيه.
لم يمنع ذلك حماس من الاستفادة من العداء بين إسرائيل وإيران ذات الأغلبية الشيعية في الحصول على دعم من الأخيرة، تنوع بين التدريب والتسليح وتطوير أساليب عملها.
بدأت تلك العلاقة بين حماس وإيران التي تقوم على مبدأ (عدو عدوي صديقي) منذ العام 1979 عندما نجحت الثورة الإسلامية في الإطاحة بحكم (محمد رضا بهلوي) الشاه الأخير لإيران.
كتائب الشهيد عز الدين القسام:
رأت حركة حماس أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد للتخلص من الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
وبناء على ذلك.. أسست الحركة جناحها العسكري والذي أطلقت عليه اسم (عز الدين القسام) وهو رجل دين سوري الأصل، تعلم في (الأزهر الشريف) في مصر، ثم عاد ليقود أحد اوائل حركات المقاومة المسلحة ضد الاحتلال البريطاني والوجود الصهيوني في فلسطين، وسقط شهيدا في معركة ضد القوات البريطانية في سنة 1935.
نشطت كتائب عز الدين القسام في المقاومة والعمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين منذ العقد الأخير في القرن العشرين، وكان أبرز نجاح لها هو إجبار إسرائيل على الإنسحاب من قطاع غزة في صيف عام 2005، ليكون القطاع هو أول عربية يتم تحريرها من إسرائيل بالقوة منذ تحرير جزء من صحراء سيناء المصرية في حرب أكتوبر 1973، وأول أرض فلسطينية تحرر بالقوة على الإطلاق.
قوة حماس العسكرية:
بمرور السنوات، تنامت قوة حماس العسكرية شيئا فشيئا.
في البداية كانت الحركة كلها لا تملك إلا قطعة سلاح واحدة، وهي اليوم تملك قوة عسكرية قادرة على القتال ضد الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر دون أن ينال منها أو يحقق هزيمتها.
على الطريق، كانت هناك العديد من العلامات البارزة من أبرزها المهندس (يحيى عياش) الذي يعتبر الأب الروحي لقدرات حماس في مجال صناعة العبوات الناسفة، والتي استخدمت على نطاق واسع في تسعينيات القرن العشرين وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.
كما تنبغي الإشارة إلي الجهاز الأمني التابع للحركة والذي تم تأسيسه منذ بدايتها ويعرف باسم (مجد) والذي كان قائده الأول هو نفسه زعيم الحركة في غزة حاليا (يحيى السنوار).
هذا الجهاز نفسه هو الذي قام بتوزيع بيان إنشاء الحركة وبالتحديد في 14 ديسمبر 1987 أي بعد أربعة أيام فقط من تأسيسها.
حركة حماس وفتح:
العلاقة بين حركة حماس وفتح تتسم بالاضطراب الشديد، فهي بين التعاون كما حدث في مرات عديدة مثل ما حدث بين الرئيس الراحل ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين في مطلع الانتفاضة الثانية.
كما تعاون الطرفين في إنشاء حكومة فلسطينية بقيادة (اسماعيل هنية) بعد فوز حماس بالانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، لكنها حكومة لم يكتب لها العيش طويلا، كما أن الانتخابات نفسها لم تقام من يومها حتى الآن.
وفي مرات أخرى، يسود التنازع بين الطرفين، مثلما حدث في سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007.
في خلال معركة (طوفان الأقصى) ظهر انقسامات داخل فتح نفسها إزاء الموقف الواجب اتخاذه من حماس.
النقطة المثيرة للاهتمام هو أنه ومنذ عام 2007، وبعد سيطرة حماس على غزة، فقدت فتح تواجدها داخل القطاع رويدا رويدا حتى بات غير موجود تقريبا.
على الجهة المقابلة، ونتيجة لنشاط حماس في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي .. فإن نفوذها في (الضفة الغربية) معقل فتح يتزايد برغم كل محاولات إسرائيل وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية من أجل قمعه.