المعالج NVIDIA A100 Tensor Core GPU، هو أحد أحدث ما تقدمه لنا شركة (إنفيديا) الأمريكية الشهيرة، المتخصصة في إنتاج معالجات الرسوم وبطاقات العرض المرئي.
المعالج NVIDIA A100. |
دعونا إذن نتعرف أكثر على معالج NVIDIA A100، الذي تقول شركة إنفيديا أنه يتميز بمعدل تسارع غير مسبوق من قبل، والذي يمتلك إمكانيات قيل أنها ستجعله يمنح القوة لسباق تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي يدور حاليا... لكنها قوة تنحصر حوله فقط دون عن بقية المعالجات.
تسارع غير مسبوق:
في البداية من الصعب أن تجد سرعة مثل تلك التي يقدمها.
حيث يوفر إنفيديا A100 أداءً أعلى بما يصل إلى 20 ضعفًا عن الجيل السابق من المعالجات طراز NVIDIA Volta.
وبهذه السرعة، يكون معالج NVIDIA A100 قادر على منح أعلى أداء ممكن للأجهزة التي تستعمله، وهي تقوم بمهام معقدة ومهمة مثل:
- تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
- تحليل البيانات.
- الحوسبة عالية الأداء (HPC).
ونحن هنا لا نتحدث عن حواسيب عادية أو هواتف ذكية نستخدمها نحن.. لكن نقصد الأجهزة العملاقة الأفضل في العالم، والتي تمتلكها فقط الحكومات أو الشركات الكبرى، والتي تقوم بأعمال ضخمة للغاية.
دعونا نضرب هنا مثالا عمليا، فشركة إنفيديا نفسها اختارت NVIDIA A100 ليكون هو المعالج الخاص بمنصة مركز البيانات التابع لها والذي تحتفظ فيه بكل بيانات الشركة، وخصوصا أسرارها، والابحاث التي تجريها.
أيضا فإن برامج مثل شات جي بي تي ChatGPT، تعتمد في تطورها على نماذج (التعلم الآلي) التي تصبح أسرع وأكثر دقة بفضل المعالجات القوية مثل NVIDIA A100، وبالتالي تتطور أكثر وتعطي إجابات أكثر دقة.
والسرعة هنا ليست مجرد رفاهية، ذلك لأن شركات مثل مايكروسوفت وجوجل تتسابق حرفيا من أجل دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي مع محركات البحث الخاصة بها، ومن سيتفوق في هذا السباق، سيربح سوق البحث عبر الإنترنت وما يتبع ذلك من كعكة الإعلانات عبر الإنترنت التي لا تقدر بثمن.
لذا لا تستغرب عندما تعرف أن سعر المعالج الواحد طراز NVIDIA A100 قد تخطي العشرة آلاف دولار أمريكي.
تنتج شركة نفيديا الأمريكية أفضل المعالجات في العالم، لدرجة أن الحكومة الأمريكية تحظر تصدير بعضا منها لروسيا والصين، Trusted Reviews، (CC BY-NC-ND 4.0). |
بخلاف هذا، فإن المعالج A100 يضاعف من ذاكرة وحدة معالجة الرسومات أو الجي بي يو GPU ، وهي واحدة من أهم تقنيات الحوسبة في عالم اليوم، فهي الوحدة المسئولة عن تشغيل ومعالجة الرسوميات، كما إنها المسؤولة عن تشغيل الألعاب، إنشاء المحتوى، التعلم الآلي، والمزيد والكثير من الأشياء.
ومع ذلك كله يظل المعالج أقل من نظيره الأسطوري NVIDIA H100 .. المعالج الذي يمتلك قدرات دفعت الحكومة الأمريكية لإصدار قرار بحظر تصديره إلى الصين وروسيا.
في الوقت نفسه حاولت شركة إنفيديا الضغط وبشدة على الحكومة الأمريكية وهو ما أثمر عن موافقة الحكومة الأمريكية على السماح للشركة بتصدير المعالج الأقل تطورا من طراز A100 الذي نتحدث عنه في هذا التقرير. ولكن بحد أقصى عند تاريخ 1 مارس 2023، ما يعني أنه أصبح أيضا محظور تصديره إلى الصين أو روسيا في وقتنا هذا.
تقسيم القدرات:
ويبدو أن شركة إنفيديا كانت تعلم جيدا أن المعالج NVIDIA A100 ذو قدرات هائلة، لذا فقد وفرت فيه كذلك ميزة تقسيم قدراته إلي سبع أجزاء متماثلة.
التكنولوجيا التي تم تصميم وتصنيع NVIDIA A100 من خلالها هي تكنولوجيا دقيقة للغاية، تستطيع أن تجعل كل جزء من هذه الأجزاء السبعة يقوم بعبء عمل شيء معين، دون أن يحدث تداخل في عملها ببعضها البعض.
أيضا، فإن A100 قادر على التخلص من التعليمات التي لم يعد نموذج الذكاء الاصطناعي في حاجة إليها، هذا يرفع من قدرته على أداء مهامه بنحو 50%... نحن نتحدث بالفعل عن شيء ثوري من ناحية الابتكار بالفعل.
المعالج الأسرع:
لا عجب في ذلك، فالمعالج A100 تم طرحه في طرازين أولهما 40GB والثاني 80GB.
الطراز 80GB يُطلق أسرع عرض نطاق ترددي للذاكرة في العالم بأكثر من 2 تيرابايت في الثانية (TB / s).
هذه الامكانيات العالية للمعالج هي ما تفتح المجال واسعا أمام تحليل أي كمية بيانات مهما كانت هائلة، وكذلك هي نفسها التي تفتح المجال أمام برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ما تنتجها شركات مايكروسوفت وميتا وألفابت وغيرها.
منافس قادم بقوة:
برغم كل تلك الامكانيات الهائلة للمعالج NVIDIA A100، فعلي ما يبدو أن هناك منافس قادم وبقوة.
إذ أعلنت شركة جوجل عن انتاجها (حاسوب عملاق) جديد سيحظي بمعالج أسرع وأقل من حيث التأثير على البيئة مقارنة مع NVIDIA A100.
تريد جوجل أن تمتلك هذا الحاسوب ما يعطيها أفضلية على الشركات المنافسة لها والتي تعتمد على المعالجات التي تصنعها انفيديا.