نشرت وكالة (رويترز) تقريرا استعرضت فيه ارتفاع أسعار الحج، وذلك بالنسبة للحجاج القادمين من العديد من الدول.
الكعبة المشرفة محاطة بأعداد هائلة من الحجاج، موسم حج عام 2018 ميلادية، Adli Wahid، (CC BY-SA 4.0). |
رويترز التقت بحاج فلسطيني، كان يأمل في العثور على مكان أرخص للإقامة في مكة، حيث أقدس الأماكن الإسلامية، لكنه لم يفلح في ذلك.
ارتفاع أسعار الحج:
من تيسير الدين الإسلامي على أتباعه، أنه لا يأثم الإنسان إذا لم يستطع الحج من الناحية المالية، ومع ذلك قد يدفع الكثير من المسلمين كل ما يملكونه من أجل تحقيق حلمهم بالقدوم إلي السعودية، وأداء فريضة الحج.
بحسب التقرير، فإن الحد الأدنى لتكلفة الحج هذا العام ارتفعت لتصل إلى 26 ألف ريال للحاج الواحد (يعادل ذلك 7 آلاف دولار)، ما يجعل الكثير من المسلمين غير قادرين على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
هذه هي الأسعار التي يحصل عليها الحاج إذا ما قرر اختيار أرخص أنظمة الحج.
لذا فلا غرابة إذا حاول الكثير من الحجاج، وحتى هؤلاء القادمين من الدول الغير مجاورة للسعودية، أن يقللوا من هذه الفاتورة، ولو كانت رحلتهم أكثر تعبا ومشقة.
على سبيل المثال، يعد السفر عن طريق البر وسيلة أرخص لقدوم الحاج إلى السعودية، بدلا من قدومه بواسطة الطائرات والسفر جوا.
كما يختار الحجاج وخصوصا إذا كانوا رجالا قادمين بمفردهم أنظمة تجعل أكثر من حاج يتشارك في ذات الغرفة الفندقية بدلا من أن يقيم في غرفة مستقلة تكون بسعر أعلى بكل تأكيد.
أيضا، فإن حتى موقع الفندق نفسه يمثل فارقا معتبرا في السعر، فالفنادق القريبة من الحرم المكي أسعارها تعد مضاعفة مقارنة بالفنادق الأكثر بعدا عنه.
ارتفاع كبير في أسعار الحج:
بجانب أداء الحج، يحرص القادمين على زيارة المدينة المنورة كذلك حيث الحرم النبوي الشريف وقبر النبي صلى اللّه عليه وسلم، adli wahid، via Pixabay. |
أسعار الحج هذا العام شهدت زيادة كبيرة إذا ما قورنت بالعام الماضي.
على الأقل كان الحاج الفلسطيني يستطيع بنفس المبلغ أن يأتي إلى مكة بالطيران وليس برا.
ربما يكون هناك سببا منطقي وراء ذلك، ببساطة فإن عدد الحجاج هذا العام 2023 الذي يرجح أن يصل إلى 2 مليون حاج بحسب السلطات السعودية، مما يجعله تقريبا ضعف عدد حجاج العام الماضي، يجعل الأسعار تزيد.
فالضغط على الغرف الفندقية قد أصبح الضعف، وكذلك فإن شركات الطيران التي كانت مستعدة العام الماضي أن تطرح تذاكر رحلاتها إلى مكة بأسعار أقل قليلا حتى تضمن امتلاء طائراتها، تجد الطلب هذا العام أكبر أصلا من رحلاتها، لذا فهي تستطيع أن تضع أسعارا أعلى.
برغم ذلك، يواصل المسلمون من جميع الجنسيات محاولاتهم من أجل تدبير نفقات الحج، من أجل القدوم إلى مكة، ورؤية الكعبة المشرفة، وزيارة المدينة المنورة وقبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم.
يحدث ذلك برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العديد من الدول خصوصا في أعقاب إندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير من العام الماضي.
نحن حاليا نمر بحالة من التضخم على مستوى العالم، والذي أدي بجوار زيادة أعداد الحجاج كما ذكرنا إلى ارتفاع كبير في تكاليف الحج.
ومع ذلك نجد أحد الحجاج المصريين الذين التقت معهم رويترز يقول: (حتى لو اضطررت لبيع كل شيء من أجل الحج، فسأفعل ذلك، لقد حاولت فعل ذلك قبل ثلاث سنوات).
الحج من أهم مصادر دخل السعودية:
معروضات داخل أحد أسواق مكة المكرمة. |
برغم ثروتها الهائلة التي حققتها من النفط منذ اكتشافه فيها بتاريخ 3 مارس 1938 (طالع: تاريخ النفط في السعودية.. قصة اكتشاف البترول في المملكة)، ظل الحج أحد أهم مصادر دخل المملكة العربية السعودية.
فالحج، وهو فريضة مرة واحدة في العمر على كل مسلم قادر بدنيا وماليا، يجعل الملايين من المسلمين يأتون إلى المملكة كل عام، وفي كل عام يدفعون مبالغ السفر، الإقامة، التنقل، الرسوم الحكومية.
وحتى الهدايا مثل المسابح، سجاد الصلاة، وغيرها التي يبتاعها الكثيرون منهم لإهدائها للأقارب والأصدقاء بعد العودة إلى بلادهم، وذلك برغم إرتفاع أسعارها هي الأخرى، تظل مصدرا مهما للدخل لأصحاب المتاجر في مكة والمدينة المنورة.
جنت المملكة نحو 12 مليار دولار سنويًا من 2.6 مليون حاج كانوا يزورون مكة المكرمة والمدينة المنورة للحج، و 19 مليون زائر آخرين قدموا لأداء العمرة، وفقًا للبيانات الرسمية لعام 2019، كان ذلك العام الأخير قبل أن يضرب وباء فيروس كورونا صناعة السفر العالمية.
لكن السعودية تستعيد عافية الحج والعمرة من جديد منذ العام الماضي... فهل تتوقع يوما تنخفض فيه أسعار الحج والعمرة أكثر