لم يكد يتم الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى توالت ردود الفعل الإسرائيلية على تلك الخطوة التي فاجئت الكثيرين.
تسود إسرائيل في الوقت الحالي حالة من الغضب، ومحاولات لاستغلال عودة العلاقات بين السعودية وإيران للهجوم السياسي بين أطراف متناحرة. |
جيروزاليم بوست، وهي جريدة من أقدم الصحف الإسرائيلية إذ صدرت عام ١٩٣٢، أي قبل قيام إسرائيل نفسها كدولة، قالت أن طهران والرياض، أرسلا مسؤولين لإجراء محادثات في الصين، حيث عادت العلاقات الإيرانية السعودية في نهاية المطاف.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: ((تم التوصل إلى الاتفاق بعد محادثات في بكين بين كبار المسؤولين الأمنيين من القوتين المتنافستين في الشرق الأوسط)).
كشف موقف الولايات المتحدة من الاتفاق السعودي - الإيراني:
وأضافت جيروزاليم بوست، أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على علم بالمحادثات بين البلدين.
وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن الصحيفة الإسرائيلية الشهيرة نقلت التصريحات الرسمية الصادرة عن واشنطن والتي جاءت تؤيد الاتفاق السعودي الإيراني بهدف خفض التصعيد في الشرق الأوسط.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض (جون كيربي) قد قال يوم الجمعة إن السعودية أبلغت حكومة الولايات المتحدة بمناقشاتها مع إيران لإعادة العلاقات الدبلوماسية لكن الولايات المتحدة لم تشارك بشكل مباشر في المحادثات.
واختارت جيروزاليم بوست أن تضع عنوان (عهد دبلوماسي جديد في الشرق الأوسط في أعقاب التقارب الإيراني السعودي) لتحليل لها نشرته عن هذا التطور الهام.
دمروا جدار الدفاع الإسرائيلي:
ونقلت جيروزاليم بوست تعليق (يائير لبيد) رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي وصف ما حدث بأنه: "صفقة سعودية إيرانية تدمر جدار الدفاع الإسرائيلي ضد إيران".
أما صحيفة (هآرتس) فقد أشارت إلي أن وزيرا خارجية البلدين الشرق أوسطيين سيجتمعان في المستقبل القريب، وستعيد الدولتان فتح سفاراتهما في غضون شهرين، أي في ربيع هذا العام.
فشل إسرائيل:
بنفس المعني، نقلت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) عن (نفتالي بينيت)، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق قوله أن: "الصفقة السعودية الإيرانية نجحت في إفشال الجهود الإسرائيلية لبناء تحالف مناهض لطهران".
واستغل بينيت الإعلان عن عودة العلاقات بين السعودية وإيران، للهجوم على غريمه ومنافسه السياسي، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، قائلا أن هذا الأمر يعد "فشلا ذريعا لنتنياهو".
ولم يفت وزير الدفاع السابق الإسرائيلي السابق (بيني غانتس) أن ينضم لحفلة الهجوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما قال إنه يعتقد أن نتنياهو تخلى عن أمن إسرائيل ومواطنيها.
وتلقي المعارضة الإسرائيلية باللوم على نتنياهو قائلة إنه أهمل إيران مع التركيز على قانون الإصلاح القضائيالذي يصير بدوره احتجاجات كبرى ضده في إسرائيل.
بل إن الانتقادات جاءت من معسكر نتنياهو نفسه، إذ دعا (يولي إدلشتاين) وهو عضو بارز في الكنيست عن حزب الليكود الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلي بدء محادثات داخلية للتوحيد ضد ماوصفه بأنه "تهديد وجود لدولة إسرائيل".
ذات الصحيفة وفي تقرير خاص لها أشارت إلي الأثر السلبي لتلك الخطوة على ما كانت تحلم إسرائيل به من إقامة علاقات مع العديد من الدول العربية وبالخصوص دول الخليج العربي، والسعودية بالذات.
الصحيفة اختارت عنوان ((إعادة العلاقات السعودية الإيرانية تضيف إلتواء جديد في طريق التواصل العربي الإسرائيلي)) لتضع تقريرا هاما تناول تأثير هذه الخطوة على إسرائيل.
ونقلت في التقرير وصف أحد المحللين الإسرائيليين للاتفاق الذي توسطت فيه الصين بأنه "نصر دبلوماسي واضح لإيران" و "ضربة" لنتنياهو.
عن عودة العلاقات بين السعودية وإيران:
- كانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) هي أول من أعلنت عن عودة العلاقات بين السعودية وإيران.
- كانت العلاقات مقطوعة بين البلدين منذ عام ٢٠١٦.
- شكر (علي شمخاني) وهو سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ، الصين على الوساطة بين الطرفين.
- أكدت الخارجية السعودية الاتفاق في بيان مشترك مع إيران والصين.