سيسجل في التاريخ يوم الاحد ٢٩ يناير ٢٠٢٣ إنه اليوم الذي نفذت فيه الطائرات الإسرائيلية هجوما ضد إيران.
لحظة انفجار مصنع عسكري في مدينة أصفهان الإيرانية، في هجوم تشير الدلائل لكونه من تنفيذ إسرائيل. |
وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية (Wall Street Journal) نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن إسرائيل كانت وراء هجوم استهدف إيران ليل السبت.
وأضافت وول ستريت جورنال أنه وبحسب أشخاص مطلعين على تفاصيل العملية فإن الهجوم الإسرائيلي يأتي فيما تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل ثنائي عن ما أسمته ((طرق جديدة لاحتواء طموحات طهران النووية والعسكرية)).
فيما أضافت صحيفة (هآرتس) وهي واحدة من أهم صحيفتين في إسرائيل أن الهجوم الذي وقع بالطائرات بدون طيار تم ليلا ((العملية وقعت ليل أمس السبت)).
وكانت السلطات في طهران قد أعلنت إن الدفاعات الجوية الإيرانية قد أحبطت هجومًا بطائرة مسيرة على منشأة ذخائر بجوار موقع تابع لمركز أبحاث الفضاء الإيراني في مدينة أصفهان جنوب العاصمة طهران، وهو أحد المؤسسات الإيرانية المفروض عليها عقوبات أمريكية بسبب ما اتهامات الولايات المتحدة له بالاشتراك في برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وقالت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان رسمي أنه قد تم اسقاط الطائرات الثلاثة التي نفذت الهجوم الذي وقع بحسب البيان حوالى الساعة ١١،٣٠ بتوقيت إيران، مضيفة أن كل ما حدث هو مجرد "بعض الأضرار" التي أصابت سقف المنشأة.
وفي حين أكدت إيران أن الهجوم الذي وصفته بـ (الجبان) لن يبطئ نشاطها النووي، فإن إسرائيل رفضت التعليق على ما قيل عن وقوفها وراء الهجوم، سواء بالنفي أو التأكيد.
يأتي هذا الهجوم بعد نشر صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية الشهيرة ما قالت أنه تصور لضربة إسرائيلية لإيران في عملية أسماها الصحيفة Operation Wrath of God أو (عملية غضب الله).
تقرير بدأته الصحيفة الإسرائيلية بداية دينية، عندما وضعت جزء من (سفر التكوين) وبالتحديد الإصحاح الثاني عشر: ((وقال الرب لأبرام: وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض))... مؤكدة أن الهجوم الإسرائيلي ضد إيران يحمل صبغة دينية يهودية لا تنكر.
نفس الصحيفة قالت أن مصادرها الخاصة أفادت بأن الهجوم الفعلي الذي تم تنفيذه اليوم كان ناجحا بشكل هائل وأوقع خسائر كبيرة عكس ما قالته إيران.
بالطبع، تتضارب الروايتين الإيرانية والإسرائيلية، ولكن الفيديو المنشور على الإنترنت يظهر أن هناك (شيء ما حدث هناك في أصفهان)، وإن كان لا يمكن التحقق من مدى الضرر الذي أحدثته الغارة بشكل مستقل.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن الإسرائيليين نفذوا هجومهم بثلاث مسيرات (طائرات بدون طيار) حاملة للقنابل، نجحوا في الوصول إلى أصفهان الواقعة في قلب إيران وتنفيذ الضربة.
وأظهرت لقطات فيديو صورت الهجوم انفجارا كبيرا في مكان مرتفع من المنشآة العسكرية الواقعة على طريق رئيسي في شمال أصفهان.
وسمع في مقطع الفيديو ذاته رجل يقف على جانب الطريق بينما كانت حركة مرور السيارات تستمر، سمع يقول إن صواريخ مضادة للطائرات أطلقت قبل سماع دوي انفجار. ثم سمع صوت نفس الرجل يهتف واصفا الهدف: "إنها طائرة بدون طيار ، إنها طائرة بدون طيار".
بعض القنوات الإيرانية على تطبيق تيليجرام Telegram ، بما في ذلك قناة Sepah Cyberi، التابعة للحرس الثوري الإيراني، اتهمت إسرائيل ومن أسمتهم (عملائها داخل البلاد) بالوقوف وراء الهجوم وحذرت من أن "التجارب السابقة أظهرت أن إيران ستنتقم".
وجاء في أحد التعليقات تحذير يقول: ((انتظروا طائرات مسيرة مارقة تضرب ناقلات النفط الصهيونية)).
وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ في نهاية شهر مايو من العام الماضي 2022 ما قيل وقتها أنها (تدريبات ضخمة تحاكي ضرب إيران)، تدريبات اسمتها Chariots of Fire Drill أو (عربات النار) باللغة العربية، وقمنا في المعرفة للدراسات وقتها بإعداد تقرير عنها يمكنكم الوصول إليه "من هنا" .. حيث أشرنا لاحتمال قرب تنفيذ إسرائيل هجمات عسكرية ضد إيران، وهو ما حدث اليوم بالفعل.