وليام أمير ويلز هو لقبه الرسمي، أما أسمه فهو وليام آرثر فيليب لويس، الأبن الأكبر للملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، وزوجته الراحلة الأميرة ديانا.
الأمير وليام يغادر البرلمان البريطاني بعد إلقاء والده خطاب العرش، Copyright House of Lords 2022 / Photography by Annabel Moeller. ukhouseoflords، (CC BY 2.0)، via wikimedia commons. |
الأمير المولود في العاصمة لندن بتاريخ ٢١ يونيو ١٩٨٢، وصل إلى ولاية العهد في بريطانيا في اليوم التالي لوفاة جدته الملكة إليزابيث الثانية، ضمن القرارات الأولى للملك تشارلز الثالث.
من هو الأمير وليام:
صاحب السمو الملكي، الأمير وليام، هو الوريث الحالي للعرش البريطاني، باعتباره الأبن الأكبر للملك تشارلز الثالث، من زوجته الأميرة ديانا أميرة ويلز الراحلة.
تلقي الأمير تعليمه المبكر في مدرسة (ويثيربي)، في العاصمة البريطانية لندن، ثم انتقل منها إلى مدرسة لودجروف، ومن ثم تخرج من كلية إيتون وهي أهم كلية تدرس في بريطانيا، إذ تخرج منها ٢٠ رئيس وزراء حكموا بريطانيا، حتى عهد بوريس جونسون، رئيس الوزراء الذي تقدم باستقالته من منصبه في يوليو ٢٠٢٢. كما تعد رسوم ومصاريف الدراسة فيها من بين أغلى الكليات في المملكة المتحدة.
الأمير وليام متزوج من كاثرين أميرة ويلز الحالية منذ العام ٢٠١١، وأنجب منها ثلاثة أطفال هم الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس.
ويقيم الأمير وليام مع أسرته الصغيرة في قصر كنسينغتون، المقر الرسمي للعائلة المالكة البريطانية.
كاثرين .. زوجة مثالية:
لدي وليام نقطة قوة كبيرة في علاقته بالشعب البريطاني، إنها زوجته ((كاثرين)).
كاثرين التي صعدت خطوة بجانب زوجها الأمير وليام، فلم تعد دوقة كامبريدج، بل صارت هي أيضا كاثرين أميرة ويلز، نفس اللقب الذي كانت الأميرة ديانا تحمله حتى بعد طلاقها من تشارلز الثالث، وظل فارغا حتى بعد موت ديانا.
أمنت كاثرين لزوجها شعبية هامة، بحفاظها على تقاليد عائلة وندسور الحاكمة في بريطانيا منذ أكثر من ألف عام، وفي ذات الوقت للصورة الذهنية المرسومة عنها كسيدة إنجليزية تهتم بأبنائها، وكأميرة تندمج مع الشعب في العديد من المناسبات.
الأميرة كاثرين، أو كاتي كما تنطق في كثير من الأحيان، ينظر إليها بصفتها أحد نقاط قوة الأمير وليام، بل والملكية البريطانية ككل، Carfax2، (CC BY-SA 3.0)، via wikimedia commons. |
إنها على أرض الواقع تكاد تكون النقيض الفعلي لميغان ماركل، زوجه الأمير هاري، الشقيق الأصغر للأمير وليام، وأحد أسباب توتر واحتقان العلاقة منذ سنوات بين الشقيقين إبنا تشارلز الثالث وديانا.
لنضرب مثالا عمليا في هذا الصدد، فالأميرة كاثرين هي أول من ستحمل لقب (أميرة ويلز) منذ وفاة الأميرة ديانا.
فبرغم من أن الأميرة ديانا قد توفيت ليل الاحد، الحادي والثلاثين من أغسطس عام ١٩٩٧، إلا أن لا الملك تشارلز الثالث ولا أمه الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، فكرا حتى مجرد التفكير في منح زوجته الثانية (كاميلا) لقب أميرة ويلز بسبب الحساسية الشديدة في ذلك الملف.
شعبية كاثرين جعلت من المقبول، بل من المنتظر لدي الكثيرين وخصوصا من مؤيدي الملكية البريطانية، أن ترث هي لقب أم زوجها الراحلة التي لقبت بعديد من الألقاب التي عكست شعبيتها الجارفة مثل أميرة القلوب وأميرة الشعب.
على أرض الواقع، تحتاج عائلة وندسور إلى كاثرين أميرة ويلز أكثر من أي شخص آخر، فهي أول مثال للزوجة المثالية بالمقاييس البريطانية التقليدية منذ أكثر من ربع قرن من الزمان.
ولعل ذلك كان واضحا حتى في خطاب الملك تشارلز الثالث وهو يعلن تعيين الأمير وليام أميرا لويلز، حين قال: ((مع كاثرين بجانبه، سيواصل أميرنا الجديد وأميرة ويلز، كما أعلم ، إلهام وقيادة مناقشاتنا وحوارتنا في قضايانا الوطنية)).
رسميا، سيحصل الزوجان أيضًا على لقبي (دوق ودوقة كورنوال)، وهما لقبان كانا في السابق يحملهما الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، التي حصلت حاليا على لقب الملكة.
اختصارا، توصف الأميرة كاثرين أميرة ويلز بأنها أحيانا ما تسير على خطى الأميرة ديانا التي رحلت قبل ٢٥ عاما، لكنها "تريد أن تتطلع إلى المستقبل وهي تبتكر طريقها الخاص بها".
وليام ولي العهد وأمير ويلز:
بتاريخ التاسع من سبتمبر لعام ٢٠٢٢، وفي خطابه إلى الأمة تأبينا لوالدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، أعلن الملك تشارلز الثالث، عن منح لقب أمير ويلز لأبنه الأكبر ويليام، وتسميته وليا لعهد المملكة المتحدة.
لا توجد لولي العهد البريطاني سلطات حقيقية في السياسة البريطانية، دوره الأساسي يتمثل في دعم الأنشطة والمشاريع الخيرية، وربما ينوب عن الملك في الحضور والقيام بواجبات عامة ورسمية داخل وخارج المملكة المتحدة.
ومع ذلك فإن قائمة مهام وليام البروتوكولية والعامة، ودعم المؤسسات الخيرية والعاملة في مجال الصحة العامة والبيئة، أصبحت طويلة للغاية، على خلفية تخلي شقيقه الأمير هاري وزوجته ميغان مركل عن القيام بمهامهما كأعضاء في الأسرة الملكية.
عمه الأمير أندرو كذلك لم يعد يقوم بأي واجبات رسمية إلا نادرا، وذلك على خلفية التهم التي لاحقته باغتصاب سيدة امرأة أمريكية تدعي (فيرجينيا جوفري) وهي قاصرة بمعرفة ومساعدة المليونير الأمريكي الراحل (جيفري إبستين).
الجيل الجديد من أسرة وندسور:
يمثل وليام الجيل الجديد من أسرة وندسور الحاكمة لبريطانيا منذ أكثر من ألف عام.
فوالده الملك تشارلز الثالث ينتمي إلى الجيل القديم، بعمر ٧٣ عاما، في حين يبلغ الأمير ٤١ عاما، وهكذا يبدو وليام بمثابة الجسر بين حقبتين مختلفتين من تاريخ العائلة المالكة.
سيكون على ويليام وزوجته كاثرين العمل بجد على تعميق الثقة والاحترام في نفوس الشعب تجاه الملكية البريطانية، خصوصا بعد المشاكل الكبرى التي عصفت بأجيال سابقة من أسرة وندسور.
مهمة وليام في هذا الصدد ليست سهلة، فهو ابن الأميرة ديانا التي كانت أول وأكبر المشاكل عندما وقع انفصالها عن والده ومن ثم نهاية حياتها الدرامية داخل مرسيدس محطمة في نفق في باريس العاصمة الفرنسية.
الأمير وليام نفسه يخوض صراعا مكتوما حينا، ومسموعا أحيانا مع شقيقه الأمير هاري منذ قرار الأخير تحدي العائلة كلها والزواج من الممثلة الأمريكية المعتزلة ميغان مركل.
ومع ذلك، استطاع الشقيقان معا التغلب على أي خلافات بينهما واحترما كعادة الملوك وأبنائهم لحظات الموت.
ففي يوم السبت ١٠ سبتمبر (اليوم الثاني من وفاة الملكة إليزابيث الثانية) ظهر الأمير وليام وزوجته كيت، بصحبة الأمير هاري وزوجته ميغان، حيث استقبلوا بحرارة حشدًا كبيرًا تجمع خارج قلعة وندسور للمشاركة في توديع الملكة إليزابيث الثانية.
كانت تلك هي المرة الأولى التي يتصرف فيها الشقيقين بشكل ودي في لقاء عام منذ لقائهما في يوليو ٢٠٢١ لإزاحة الستار عن تمثال لوالدتهما الراحلة ديانا، ((للتفاصيل طالع تقريرنا: كيف تعامل الشقيقين ويليام وهاري في لقاء لم الشمل الملكي)).
القريبون من الأمير ويليام يقولون عنه أنه مدرك جيدا ولديه إحساس قوي بمسؤولياته المستقبلية، حيث من المسلم به أن تكون فترة حكم والده الملك تشارلز الثالث أقصر حتمًا من عهد جدته الملكة إليزابيث الثانية، ما يعني أنه يتصرف كوريث قريب للغاية من الصعود لعرش أباءه وأجداده، وما يمليه عليه ذلك من صفات وتصرفات معينة أهمها التصرف كشخص مسؤول.
الاهتمام بالبيئة:
من أكثر النقاط المشهور بها الأمير وليام هو اهتمامه الكبير بقضايا البيئة والحفاظ عليها.
يري الأمير وليام أن قضية الحفاظ على البيئة من أجل الأجيال القادمة هي أحد الأولويات الرئيسية بالنسبة له شخصيا، وقد ساهم بشكل كبير في دعم مبادرات تمويل الحفظ وتنمية المجتمع والتعليم البيئي في جميع أنحاء قارة إفريقيا.
أيضا، يقود الأمير وليام أحد أهم البرامج الدولية لإنهاء الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية على نطاق عالمي وهو برنامج United for Wildlife Financial and Transportation Taskforces.