أبرمت المملكة العربية السعودية تعاقدا مع شركة MARSS الفرنسية المتخصصة في تطوير وإنتاج معدات وأنظمة المراقبة، يقضي بتسليم المملكة معدات مراقبة تعمل بالذكاء الاصطناعي artificial intelligence (AI)، وتستمد طاقتها اللازمة لتشغيلها من الطاقة الشمسية تصنعها الشركة الفرنسية من طراز RADiRguard.
كأبراج المراقبة في العصور الوسطى، تنتشر منظومات RADiRguard لحماية الحدود والمنشآت الحيوية، (MARSS Group). |
وتستطيع منظومات RADiRguard التي تعمل بالطاقة الشمسية، والتي تنتجها شركة MARSS الفرنسية (اسم الشركة باللغة العربيّة: المريخ) أن توفر القدرة على مراقبة الحدود السعودية، أو محيط الأماكن الهامة التي توضع بها، على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع.
منظومات RADiRguard تحمي السعودية:
بحسب إعلان شركة MARSS الفرنسية، فإن السعودية وقعت عقدا يقدر بالملايين بعملة (اليورو)، لشراء ٥٠ وحدة من منظومات RADiRguard.
منظومات RADiRguard هي منظومات تعمل بالذكاء الاصطناعي لمراقبة ما يحيط بها، فتصلح لمراقبة وتأمين المناطق المحيطة بالمنشآت الهامة على سبيل المثال: المدن الكبرى، المطارات، المنشآت النفطية، القواعد العسكرية، الموانئ.
ولأداء مهمتها، زودت منظومات RADiRguard بالعديد من أجهزة الاستشعار التي تجعلها قادرة على تنفيذ مهام الكشف والاستطلاع، بحيث تتكون كل وحدة RADiRguard من:
- رادار قصير المدى ثلاثي الاتجاهات مدمج بالوحدة، قادر على إجراء ١٥ عملية مسح في الثانية الواحدة، وتعقب أكثر من هدف في وقت واحد (لم يتم الإفصاح عن عدد الأهداف التي يستطيع رصدها في ذات الوقت).
- كاميرات مراقبة تقوم في الوقت ذاته بتسجيل فيديوهات لما ترصده (يوجد كبسولة مخصصة لوضع الكاميرات داخل كل وحدة تستطيع حمل ٤ كاميرات في ذات الوقت مع مجال رؤية ٩٠ درجة، ما يعني أن ٤ وحدات كافية لكشف ٣٦٠ درجة بالكامل).
- أنظمة رصد تعمل بالأشعة تحت الحمراء infrared (IR).
- نظام مراقبة تحديد الهوية بترددات الراديو: وهو نظام يعمل على كشف هوية الطائرات عبر ترددات اللاسلكي أو الراديو.
تتكون منظومات RADiRguard من كاميرات وأجهزة رصد بالأشعة تحت الحمراء في أعلاها، وفي المنتصف الرادار، وفي الأسفل المعدات الإلكترونية لتنظيم وجمع معلومات الرصد والمراقبة التي جمعتها، (MARSS Group). |
بفضل هذه المكونات المتعددة تصف شركة MARSS المريخ الفرنسية منظومات RADiRguard بأنها حل مراقبة لمحيط المناطق الهامة، قابل للتطوير، متعدد الإمكانات، يستطيع كشف وتحديد الأهداف بشكل موثوق قبل الوصول إلى محيط المنطقة التي يراقبها.
الوحدة الواحدة من منظومات RADiRguard تستطيع توفير كشف ومراقبة لمنطقة بمساحة ٤٠٠٠٠م² (بأبعاد ٤٠٠ م × ١٠٠ م).
منظومة الذكاء الاصطناعي RADiRguard:
أصبح الذكاء الاصطناعي artificial intelligence (AI) جزءا هاما في الكثير من الأشياء في عالمنا اليوم، بداية من الهاتف الذكي الذي غالبا ما تقرأ تقريرنا من خلاله، وحتى منظومات الجيوش الحديثة.
إذ تستطيع المنظومة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي artificial intelligence (AI) أن تقوم بتصنيف التهديدات القادمة نحو محيط الهدف الذي تحميه.
فمثلا لو كان في الجو قذيفة صاروخية لكنها ستسقط بعيدا عن الهدف، وفي نفس الوقت طائرة بدون طيار تتجه إليه مباشرة، ففي هذه الحالة سيتمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد أن الطائرة بدون طيار هي الخطر الذي يجب التصدي له.
وهي بذلك تتشابه في هذا الشق بالتحديد مع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، وإن كانت القبة الحديدية منظومة دفاع جوي كاملة وتمتلك صواريخ تطلقها ضد أهدافها وليست منظومة استطلاع ورصد فقط تقوم بنقل المعلومات للمنظومات الصديقة التي تمتلك النيران القادرة على تدمير الأهداف.
نعود مجددا لمنظومات RADiRguard، والتي وكما قلنا تعمل بالذكاء الاصطناعي artificial intelligence (AI).
خوارزميات الذكاء الاصطناعي في المنظومة تعمل أيضا بطريقة (التعلم الآلي) المدمجة بالمنظومة وتحمل اسم Nidar.
يمكن تنصيب منظومة RADiRguard داخل الهدف المراد حمايته أو حوله، (MARSS Group). |
المقصود بالتعلم الآلي هنا، هو أن بعض المنظومات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تستطيع أن تعلم نفسها بنفسها أو تحسن أدائها بدون الحاجة إلى تدخل بشري.
على سبيل المثال، قد يدخل الطرف المعادي سلاحا جديدا إلى المعركة لم ترصده المنظومة من قبل، فيستطيع نظام التعلم الآلي أن يسجله ليتعامل معه في المرات القادمة بنجاح.
بفضل نظام التعلم الآلي أيضا تستطيع منظومات RADiRguard أن تعلم نفسها بنفسها كيفية القيام بعمليات الرصد والمراقبة في أكثر الظروف تعقيدا دون توجيه الإنسان.
لا تتوقف مزايا Nidar عند هذا الحد، بل يقوم كذلك بتقديم طافة البيانات والمعلومات التي ترصدها المنظومة إلى الوحدات الصديقة للتعامل معها، ويستطيع أن ينقل هذه البيانات إلى مراكز القيادة والسيطرة أو وسائل الدفاع الجوي المسلحة، بل وحتى إلى شاشة خوذة طيار يحلق بمقاتلته فوق سماء المعركة ويستطيع بتسليحه الاشتباك مع الهدف المعادي.
بجانب كل هذا، يمكن للمستخدم البشري أن يري ما ترصده منظومة RADiRguard من خلال أجهزة ذات واجهة مستخدم تعمل باللمس، تماما كواجهات المستخدم في الهواتف الذكية، وتقول شركة MARSS الفرنسية أن واجهتها سهلة بحيث يستطيع الضابط أو الجندي المكلف استعمالها بسهولة بقليل من التدريب أو بدون تدريب مطلقا.
وبخلاف البيانات وما ترصده معدات الرصد المتطورة، فلا تنسي أن منظومة RADiRguard مزودة بكاميرات بانورامية، هذه الكاميرات تنقل ما ترصده مباشرة إلى الشاشة، ما يمكن مشغل المنظومة من التعرف على الهدف بشكل فوري بمجرد النظر.
وبخلاف الرصد البشري، فإن الذكاء الاصطناعي artificial intelligence (AI) أيضا يقوم بتحليل الفيديوهات التي تسجلها المنظومة ويعمل على تصنيف الأهداف المرصودة.
ضد تهديدات الحوثيين:
وعن العمر الافتراضي لوحدات RADiRguard، قال متحدث باسم شركة MARSS المريخ الفرنسية لموقع جينز البريطاني، التابع لمؤسسة جينز البريطانية أهم مؤسسة أخبار وتحليلات عسكرية في العالم، أنه من المفترض أن يتجاوز عمر وحدة RADiRguard خمس سنوات.
بدعم وتوجيه إيراني تستخدم ميليشيات الحوثي الصواريخ المتعددة الأنواع في الهجوم على أهداف داخل السعودية. |
وأوضح المتحدث باسم الشركة الفرنسية أنه لا يستطيع تقديم المزيد من التفاصيل بشأن العقد الذي أبرمته شركته مع السعودية.
لكن الشركة تقدم معلومة مهمة أخرى في ملفها الدعائي عن منظومات RADiRguard، بأنها تقدم معادلة إمكانيات رصد متطورة بأسعار معقولة، وفي ذات الوقت فمن السهل للغاية نقلها وتركيبها في الأماكن المعرضة للخطر حسب تطورات المعارك، إذ يوضع حول المنطقة المراد حمايتها وليس بداخلها.
هذه الإمكانيات توضح لنا رغبة السعوديين في امتلاك معدات رصد ومراقبة متطورة تساعد في رفع مستوي دفاعاتهم الجوية ضد تهديدات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار التي اعتاد الحوثيين الموالين في إيران على استهداف المملكة بها.
وبما أن المنظومة لا ترصد الطائرات فقط بل كذلك السفن فإنها ستكون مفيدة للغاية في مياه الخليج العربي الضيق، وكذلك ترصد الأهداف البرية من السيارات والشاحنات وحتى المشاة بل والحيوانات.
عن شركة MARSS المريخ الفرنسية:
شركة MARSS المريخ الفرنسية، والتي تعاقدت معها السعودية لاقتناء منظوماتها RADiRguard، هي شركة متخصصة في مجال توفير التقنيات والبرامج الذكية الجاهزة والقادرة على دمج عمل أجهزة الاستشعار وأجهزة المراقبة بغرض حماية المناطق الهامة.
وتنتج شركة MARSS المريخ الفرنسية معدات تستطيع العمل على الرصد والمراقبة في البر والبحر والجو بل وحتى تحت سطح الماء، ما يعطي عملائها القدرة على الاستجابة بسرعة وفعالية وتغيير الأوضاع من أوضاع حرجة إلى القدرة على حماية الأهداف والمناطق الهامة.
تقول شركة MARSS التي تتخذ من إمارة موناكو مقرا لها، مع مكاتب تنتشر في إيطاليا والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، عن نفسها أنها تجعل المدن أكثر أمانا ليعيش فيها الناس بسلام، مع انتشارها لحماية نحو ٦٠ منشأة في عدد من دول العالم عبر القارات الخمس.
الشركة تعمل في هذا المجال منذ ما يزيد عن ١٥ عام، وتقول أن ١٠٪ من موظفيها من قدامي المحاربين.