يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الثالث على التوالي، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى ٢٤ شهيدا بينهم ستة أطفال وإصابة ٢٠٣ آخرين.
أعلنت سرايا القدس عن عملية أسمتها (وحدة الساحات) لقصف المستوطنات الإسرائيلية ردا على العدوان الإسرائيلي، صورة من سرايا القدس الإعلام الحربي. |
أما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فقد أعلنت عن تجدد إطلاقها رشقات صاروخية استهدفت تل أبيب وعسقلان وسديروت وأسدود.
اليوم الثالث للقتال:
ومع الساعات الأولى من يوم الاحد السابع من أغسطس ٢٠٢٢، تكون جولة صراع عسكري جديد بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين قد دخلت يومها الثالث.
إسرائيل كعادتها كانت المتورطة في اشتعال القتال باغتيالها القائد العسكري الثاني في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (تيسير الجعبري)، وما تلى ذلك من قصف جوي لم يهدأ ضد قطاع غزة في عملية اسمتها (الفجر الصادق).
ولا يبدو أن وقف إطلاق النار وشيك، على الرغم من جهود الوساطة المبكرة من قبل الفاعلين الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة ومصر.
وكانت القاهرة قد حاولت تعطيل تطور الأحداث منذ البداية بحسب حركة الجهاد الإسلامي.
وتكشف تصريحات حركة الجهاد الإسلامي بأنها قد أبدت تجاوبا مع مصر، لكن إسرائيل صممت على عدوانها، تكشف عن وجود نية إسرائيلية مبيتة على العدوان.
فيما قالت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) الأمريكية، أن كلا من مصر والأمم المتحدة يضغطان على الطرفان من أجل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار.
من جانبها كشفت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن عدد الصواريخ التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي ضد أهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة قد ارتفع إلى ٣٥٠ صاروخ منذ بدء العمليات.
وبحسب خدمة الطوارئ الإسرائيلية فقد وصل عدد المصابين من الإسرائيليين جراء القصف الذي شنته حركة الجهاد الإسلامي إلى ٢١ مصابا.
في نفس الوقت، دعا السفير الفلسطيني في لندن، لتدخل المملكة المتحدة لدي إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، وإنقاذ الأرواح داخل القطاع.
وكان المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة قد صرح بأن مجلس الأمن سيعقد جلسة يوم غد الاثنين لمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة.
الخارجية الأمريكية من جانبها قالت أنها تدعم ما سمته (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها).. وحثت الأطراف على تجنب المزيد من التصعيد، متجاهلة أن إسرائيل وحدها هي من بدأت العدوان.
إسرائيل تواصل عدوانها على غزة:
كانت إسرائيل قد أعلنت في ليل السبت، أنها قد اغتالت القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي (خالد منصور) قائد المنطقة الجنوبية للحركة، والذي وصفته بأنه لا يقل أهمية عن تيسير الجعبري الذي كان يشغل منصب قائد المنطقة الشمالية.
كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن استشهاد زياد نجل القيادي في الحركة (أحمد المدلل).
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هدف إسرائيل من العملية العسكرية هو توجيه ضربة وصفها بالقاصمة ضد حركة الجهاد الإسلامي.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، فقد أكد على أن العملية العسكرية التي تنفذها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ستستمر، وذلك خلال زيارته لواحدة من بطاريات منظومة (القبة الحديدية) للدفاع الجوي والتي تواصل إسرائيل تطويرها منذ سنوات بالتعاون مع الولايات المتحدة بغرض التصدي للصواريخ والقذائف الفلسطينية.
وبرغم من الادعاءات الإسرائيلية عن استهدافها للأهداف العسكرية فحسب، إلا أن الغارات الجوية الإسرائيلية قد ساوت بالأرض عددا من منازل المدنيين الفلسطينيين، فيما لا تزال صورة الطفلة آلاء قدوم ذات الخمسة أعوام والتي استشهدت جراء القصف الإسرائيلي، عالقة في أذهان الجميع.
وكشف الدفاع المدني الفلسطيني في رفح عن انتشال جثتين لشهيدة وإبنها من تحت أنقاض منزلهما الذي قصفه الحيش الإسرائيلي.
ولا تزال حركة حماس خارج الانخراط في القتال، وسط تحذيرات إسرائيلية بتوسيع عملياتها في حال اشتراكها في المعركة.
وأشارت صحيفة ((نيويورك تايمز)) الأمريكية إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء إحجام حماس التي تحكم قطاع غزة منذ سنوات عديدة عن التدخل في سير القتال هو "الوظائف".
فالقطاع المحاصر منذ ١٥ سنة، والذي يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني يمر منذ سنوات بحالة معيشية واقتصادية مزرية، كان حوالي ١٤،٠٠٠ عامل فلسطيني منه قد حصلوا على تصاريح لدخول إسرائيل كل يوم للعمل هذا العام فقط، ما يعتبر تحول في السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، وهو الأمر الذي لا تريد حماس أن تفقده.
توترات في القدس:
في غضون ذلك، تسود حالة من القلق والتوتر من إمكانية اتساع نطاق ونوعية المواجهات مع التوترات التي تشهدها القدس المحتلة حاليا على خلفية كشف مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة هآرتس أنه لا يوجد خطط لتقييد وصول اليهود إلى الحرم القدسي.
وتخطط جماعات تنتمي لتنظيم صهيوني يسمي (اتحاد منظمات الهيكل) لاقتحام المسجد الأقصى المبارك فيما يسمى (ذكري خراب الهيكل) ما يهدد بوصول الأحداث إلى مستويات قد لا يمكن السيطرة عليها.
وتأتي ذكرى خراب الهيكل المزعوم في التاسع من آب / أغسطس من كل عام، كمناسبة لذكرى تدمير الهيكل المزعوم، ويمارس اليهود في هذا اليوم طقوس الحداد التي تتمثل بالصوم مدة ٢٥ ساعة يمتنعون فيها عن كل الرفاهيات، كما يتزامن معه دوما دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة؛ وذلك لتأدية صلواتهم وإحيائهم لذكرى تدمير الهيكل.