بحسب قاموس جامعة كامبريدج البريطانية، فإن السادية sadism هي الحصول على المتعة –الجنسية في بعض الأحيان- عن طريق القيام بتصرفات قاسية أو إيذاء شخص آخر.
يعد التقييد بالحبل أحد أهم مظاهر السادية الجنسية، Cobanyastigi، public domain. |
ويصنف الشخص بأنه
"سادي" سواء قام بالفعل أو حتى كانت لديه "النية" للقيام به،
وسواء كان الإيذاء للآخرين بهدف المتعة، لفظيًا أو جسديًا.
وتعد السادية الجنسية sexual
sadism هي أحد أشهر
صور السادية وأكثرها إثارة لاهتمام الناس، وتعرف بأنها حصول الشخص السادي على
المتعة الجنسية من خلال إلحاق الأذى البدني أو النفسي بشخص آخر (الزوجة أو الزوج).
وتدخل السادية الجنسية
بهذا الشكل ضمن مجموعة الأمراض النفسية BDSM
بحسب تصنيف منظمة الصحة النفسية الأمريكية، ويشير مصطلح BDSM إلي مجموعة من الممارسات الجنسية الغير
اعتيادية.
هذا وقد تتطور السادية
إلي الحد الذي تصل به إلي ارتكاب ما تعتبره القوانين جرائم، مثل إحداث إصابات بجسد
الشخص الآخر، والتي تصل أحيانا إلي درجة الإصابات الخطيرة، كما قد يتورط الشخص السادي
في جرائم عنف لاسيما الاغتصاب.
السادية الجنسية:
بحسب الموسوعة
البريطانية britannica،
فإن السادية الجنسية، هي اضطراب نفسي، يتم فيه إشباع الرغبة الجنسية من خلال إلحاق
الألم بشخص آخر.
وقد ظهر هذا المصطلح لأول
مرة في أواخر القرن التاسع عشر، على يد عالم النفس الألماني "ريتشارد فون كرافت
إيبينغ"، في إشارة منه إلي (ماركيز دي ساد).
كان ماركيز دي ساد فيلسوفا ينتمي إلي الطبقة الارستقراطية الفرنسية في القرن الثامن عشر، وعرف عنه ممارسة التصرفات الجنسية العنيفة بغرض المتعة، سواء في حياته الواقعية حيث كان يجلد الفتيات.
كما ظهر ذلك واضحا حتى في كتاباته التي دعا فيها للتلذذ بالمتعة دون قيود، لذا
اختار عالم النفس الألماني اسمه ليسمي به هذا الاضطراب فتحول "ماركيز دي
ساد" إلي "السادية"، كعار سيظل يلاحق صاحب الاسم طوال التاريخ.
وتتعدد صور السادية
الجنسية إلي الاستمتاع بإذلال الزوج أو الزوجة، وذلك حسب الشخصية السادية فالسيدات
أيضا معرضات لأن يكن ساديات.
صورة أخرى تتمثل في
الاستمتاع بشعور الشخص الآخر بالخوف، أو أي شكل آخر من أشكال الأذى النفسي
للإنسان، يشعر السادي جنسيا بالمتعة بل بالرضا والسلام الداخلي حينما يهين الشخص
الآخر أو يعنفه بالكلمات.
وبالطبع تتعدد الصور
الاستمتاع بالإيذاء المادي على جسد الزوجة أو الزوج، مثل الضرب والتعنيف البدني
بمختلف أشكاله والذي قد يصل أحيانا إلي حد التقييد أو حتى الجلد بالكرباج.
طبيا، يشخص الأطباء
الشخص بأنه مصاب بالسادية الجنسية، عندما يمارس هذه التصرفات بشكل متكرر وبدون
موافقة من زوجته أو زوجه، كما يتم التشخيص أيضا في حالة إن كانت التخيلات السادية
تسبب مشكلات اجتماعية أو في العمل أو الوظيفة.
وتجدر الإشارة هنا إلي
أن الشخص السادي جنسيا لا يشترط أن يكون ساديا في باقي نواحي حياته، بل قد يشعر
بالانزعاج ويلوم نفسه إذا أحس أنه سبب ألما لأحد الأشخاص، بل إن بعض
المصابين بالسادية يكاد يكون من المستحيل على معارفهم أو أصدقائهم مجرد تصور
أنهم ساديين جنسيا.
مدى انتشار السادية:
بحسب دراسة من إعداد
"وحدة أبحاث الطب الشرعي، معهد أبحاث الصحة العقلية، جامعة أوتاوا، أونتاريو،
كندا" وأشرف عليها الطبيب النفسي الكندي الشهير بول فيدوروف، فإن المدى
الحقيقي لانتشار السادية بصورها المختلفة غير معروف، ومع ذلك فإنه ما من طبيب نفسي
إلا وستعرض عليه العديد من حالات المرضي الذين يعانون من السادية، سواء كانوا هم
أنفسهم الساديين، أو الأشخاص الذين يتعرضون للأذى منهم.
ونعيد التأكيد هنا أنه
من الخطأ حصر تصورنا عن السادية في "السادية الجنسية"، فهناك صور أخرى
متعددة لها، فصاحب العمل الذي يتمتع بإذلال أو إهانة العمال البسطاء لديه سادي
أيضا، وكذلك الزوج الذي يتمتع بضرب زوجته خارج العلاقة الزوجية هو سادي. لكن من المفهوم أن معظم البحث
قد تناول قضية السادية الجنسية فحسب.
علامات السادية:
هناك بعض العلامات
التي تشير إلي أن شخص ما مصاب بالسادية، ويمكن أن نحددها فيما يلي:
بالطبع لا يعد كل محبي الأفلام الدموية ساديين، لكن الاعجاب بهذه النوعية من الأفلام مجرد علامة من علامات قد تشير إلى كون الشخص سادي، LionFive / 72 images، Pixabay License. |
1.
وكما أشرنا في البداية، الاحساس بالمتعة
جراء إيذاء أشخاص آخرين.
2. بحسب دراسة تم نشرها في مجلة علم النفس Psychological Science، وهي واحدة من أهم المجلات عالميا في هذا التخصص، ظهر أن الشخص السادي أكثر ميلا لإيذاء شخص برئ، إذا ما كان متأكدا أنه سيفلت من العقاب سواء القانوني أو انتقام الضحية.
3.
غالبا ما يكون السادي شخصا غير رحيم، كما
أنه غير متسامح مع أي شخص يخطئ في حقه.
4.
عادة ما يبحث السادي عن أي فرصة لإحداث
المعاناة للآخرين، حتى ولو كان شخصا بريئا.
5.
من يجدون مشاهد الأفلام الدموية أو لقطات
التعذيب مثيرة لمتعتهم، وإن كانت هذه العلامة ليست علامة أساسية، فقد يحب شخص عادي
مشاهدة تلك اللقطات.
ونشير هنا إلي نقطة في
غاية الأهمية، أوردها دليل MSD
الإرشادي –أحد أهم وأقدم الأدلة الإرشادية الطبية التي تصدر للأطباء والصيادلة في
الولايات المتحدة وتطبع بعدة لغات عالميا-.
إذ وبحسب دليل MSD الإرشادي فإن بعض الألم في
العلاقات الجنسية لا يعد سادية ولا يشكل أي مشكلة، بل إن بعض الأزواج وبالاتفاق مع
بعضهم البعض قد يسعون للحصول على قدر من الألم في العلاقة الزوجية، لذا اطمئن
فطالما كان الأمر بقدر معقول وبحب متبادل بين الطرفين، وبموافقة الزوجة أو الزوج
فأنت أو أنتِ لستما ساديان.
السادية في عصر الإنترنت:
للأسف الشديد، فمن ضمن ما أنتجه الاستخدام
السيء للإنترنت عموما، ولمواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، كان شيوع ظاهرة
السادية.
فمن قبل، كانت السادية منحصرة داخل غرف
الأزواج المغلقة عليهم، وإذا خرجت فإنها تخرج إلي عيادات الأطباء للبحث عن علاج
لهذه الحالة المرضية.
لكننا اليوم وفي عصر انتشرت فيه قمامة الإنترنت، راجت بضاعة السادية، في صورة صفحات ومجموعات عامة أو حتى سرية، وأشخاص باحثين عن ضحايا لهم، (يمكنكم الاطلاع على تقريرنا: حتى لا تصدمنا الأجيال القادمة .. كيف كشف الإنترنت مشكلات الشباب الخفية في عالمنا العربي).
السادية والمازوخية
المازوخية هي أن يشعر الإنسان بمتعته نتيجة لقيام شخص آخر بإيلامه جسديا أو نفسيا، Drummyfish، CC0 1.0 Universal Public Domain Dedication، via wikimedia commons. |
هناك ارتباط كبير بين السادية والمازوخية،
فكلاهما يتعلق بالمتعة الناتجة عن الألم، ولا تذكر السادية عادة إلا ويذكر معها
المازوخية.
ومع هذا، فإن الارتباط بين السادية
والمازوخية، هو ارتباط الضد أو العكس، فالسادية sadism
كما عرفناها هي الاستمتاع بإلحاق الألم النفسي أو الجسدي بشخص آخر، في حين أن المازوخية Masochism
تشير إلي تمتع الشخص المصاب بها بحدوث الألم النفسي أو الجسدي عليه.
المشكلة أن السادي غالبا ما يبحث عن ضحية غير
مازوخية، وذلك لأن جزءا من الإثارة والمتعة التي يحققها تنبع من حقيقة عدم رغبة
الضحية فيما يحدث لها.
هناك ارتباط من نوع آخر بين السادية والمازوخية،
لكنه ارتباط تزاوج هذه المرة، ونقصد هنا السادية المازوخية sadomasochism،
والتي تعني أن الشخص يشعر بالمتعة نتيجة إحداث الألم على شخص آخر، وكذلك فإنه سيشعر
بالمتعة نفسها إذا قام شخص ما بإحداث الألم عليه.
هل من الممكن علاج السادية:
يمكن أن يكون علاج السادية
الجنسية دوائيًا أو سلوكيًا، أو على الأرجح سيستخدم الطبيب كلا الطريقتين وذلك
لتخفيف درجة السادية، إذ يعد العلاج الكامل للسادية أمرا صعب الحدوث.
وبرغم أن الإنترنت يعج
بأسماء بعض الأدوية التي تنشرها بعض المواقع كأدوية لعلاج السادية، فإن المعرفة
للدراسات تتمسك دوما بعدم حصول أي شخص على أي دواء وخصوصا من ضمن الأدوية النفسية
التي قد تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان بل وقد تدفعه إلي الإدمان، أو قد تتداخل
مع أدوية أخرى، نتمسك بأن مثل هذه النوعية من الأدوية لا يمكن إطلاقا أن يتناولها
أي شخص إلا بإشراف ومتابعة طبية متخصصة ومستمرة.
هذا ويشار في هذا
المقام أن عددا من الأبحاث وجدت أن تقدم العمر يرتبط بانخفاض الرغبات الجنسية السادية،
لذا فمع تقدم السادي الجنسي في العمر ستقل رغبته في إيذاء الزوج/الزوجة.