في خطوة هامة في مسيرة عملاق صناعة السيارات الألمانية مرسيدس بنز، كشفت الشركة عن علامة سيارات Mythos الجديدة.
بين مختلف أنواع السيارات تظل مرسيدس ملكة متوجة، وفخرا لمدينة ميونخ، وألمانيا بأكملها، peterolthof، (CC BY-ND 2.0)، via Flickr. |
مرسيدس بنز قالت أن هذه العلامة الجديدة، ستمثل طموحاتها "طويلة المدى" أن تتحول إلي العلامة التجارية الأكثر قيمة بالنسبة للسيارات الفاخرة في العالم.
الفخامة في كل شيء:
حتى المكان الذي أعلنت منه شركة مرسيدس بنز عن إستراتيجيتها الجديدة بإنتاج سيارات عالية الفخامة، جاء من منطقة كوت دازور الفرنسية، والتي تعرف بأنها أحد أفخم وأرقي الوجهات السياحية في أوروبا، وربما في العالم،
ففي مؤتمر حمل اسم "اقتصاديات الرغبة"، كشفت مرسيدس أنها قد حددت إستراتيجية جديدة لعملها، بأن تتحول مرسيدس-بنز إلي شركة متخصصة في صناعة السيارات الفاخرة، كما قدمت بعض التفاصيل عن مسارها الجديد.
إذ ستركز مرسيدس-بنز أكثر على مدى الرفاهية في في سياراتها، رفع محفظتها من علامات السيارات التي تنتجها عبر إضافة العلامة الجديدة Mythos، كما ستسرع من مسارها نحو تحويل كامل سيارات مرسيدس إلي سيارات تعمل بالبطاريات الكهربائية، وأن تستهدف الشركة تحقيق ربح أعلى من الناحية الهيكلية.
سيارات أكثر ربحية:
تريد مرسيدس بنز أن تعيد تقسيم شكل إنتاجها من السيارات، بحيث تقوم بتخصيص أكثر من ٧٥٪ من استثماراتها لتطوير سيارات لقطاعات السوق الأكثر ربحية، ما يعني أن معظم سيارات مرسيدس من الآن فصاعدا ستكون سيارات أعلى سعرا، ولن تهتم إلا بالصفوة من الناس الذين على استعداد لدفع مبالغ فلكية مقابل سيارات عالية الفخامة.
كجزء من هذه الإستراتيجية التي صقلتها الشركة، تهدف مرسيدس-بنز إلى زيادة حصة مبيعات سياراتها المتميزة بحوالي ٦٠٪ بحلول عام ٢٠٢٦، مقارنة بأرقام مبيعاتها عام ٢٠١٩.
لتحقيق ذلك الهدف، فإن مرسيدس-بنز تعتزم القيام بتحسين كبير في جودة وفخامة سياراتها، ما يضمن لها زيادة في ربحيتها كشركة.
من ضمن أسباب مرسيدس لإتباع هذه الإستراتيجية، أنها عندما ستركز استهدافها لقمة السوق وأثرى المستهلكين، فإن الشركة ستتمكن من تحقيق نتائج وأرباح مالية ضخمة، لأن مثل هذه الفئة، لا تتأثر كثيرا بصعوبات يمر بها السوق والاقتصاد العالمي حاليا.
هناك شريحة من السوق لا يهمها ارتفاع السعر، كل ما تشغل بالها به هو العلامة التجارية وماذا سيقدمه لها المنتج، لمثل هؤلاء ستعمل مرسيدس في السنوات القادمة، khykhan10 ، Pixabay License. |
أما الشق الثاني من إستراتيجية مرسيدس-بنز بأن تصبح كل السيارات التي تنتجها كهربائية بشكل كامل، فيجب أن يتم بحلول عام ٢٠٣٠، فترة الثمانية سنوات المتبقية ستكون بمثابة فترة إنتقالية، ريثما تتجهز الأسواق للسيارات ذات البطاريات الكهربائية، وتنتشر محطات الشحن الخاصة بها وكذلك قطع الغيار وفنيين الإصلاح وغير ذلك من قضايا ما بعد البيع.
إذن بجانب الفخامة، تريد مرسيدس تحقيق الاستدامة، بأن تتحول إلي شركة محايدة كربونيا CO₂-neutral.
يشير مصطلح "الحياد الكربوني" إلى أن تساوي صافي انبعاثات الكربون من جهة ما "شركة ، مصنع ، وحتى دولة كاملة" تساوي الرقم صفر، ويتم ذلك عن طريق موازنة كمية مقاسة من الكربون التي تم إطلاقها من أنشطة تلك الجهة، مع كمية مكافئة تم عزلها أو تعويضها، أو شراء ائتمانات كربون كافية لتعويض الفارق.
يتم تحقيق ذلك من خلال حزمة متكاملة ومترابطة من السياسات، بداية من تمويل مشروعات إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة التي لا تتسبب في انبعاثات كربونية، مثل السيارات الكهربائية في حالة مرسيدس، وكذلك كإنتاج الطاقة من مصادر مثل الرياح والشمس والمياه، وأيضا تنفيذ مشروعات تحسين كفاءة الطاقة التي تقلل من الانبعاثات من مصادر إنتاج الطاقة التقليدية التي تتسبب في انبعاثات الكربون.
من الممكن أيضا، وللوصول إلى هذا الهدف، استخدام "الأغطية النباتية" عبر زراعة أعداد ضخمة من الأشجار تقوم بسحب الكربون إليها خلال عمليات التمثيل الضوئي.
تريد مرسيدس أن تصبح محايدة كربونيا مع حلول عام ٢٠٣٩.
ما كان دائمًا جوهر علامتنا التجارية في مرسيدس، سيظل الآن أيضًا جوهر استراتيجيتنا الجديدة، إنه المنتجات الفاخرة، نحن نعمل على زيادة تركيز عملنا ومجموعة منتجاتنا في الفخامة، هذا من أجل تعظيم إمكانيات مرسيدس-بنز حتى في ظل الظروف الصعبة، في قلب هذه الظروف المحيطة، هدفنا في مرسيدس أن نصنع أكثر السيارات المرغوبة عالميا.
أولا كالينيوس، رئيس مجلس إدارة مجموعة مرسيدس-بنز.
التركيز على ثلاث فئات:
مرسيدس أعلنت أنها ولتحقيق هذه الإستراتيجية، فإنها ستركز على ثلاث فئات من سياراتها، ستقدم بها مزيج محسن وعالى الفخامة يرضي جميع أذواق الفئة العليا من المستهلكين الذين باتت تركز عليهم.
سيارة مرسيدس Mercedes-AMG GT 53، صورة من معرض جنيف للسيارات، Alexander Migl، (CC BY-SA 4.0)، via wikimedia commons. |
والحقيقة أن مرسيدس قررت التركيز على الرفاهية والفخامة كنتيجة لزيادة طلب العملاء على هذه الفئات من السيارات.
ففي مبيعات عام ٢٠٢١ ، سجلت مرسيدس-بنز الفئة- S زيادة بنسبة ٤٠٪ في مبيعاتها، في حين سجلت مرسيدس- AMG ومرسيدس-مايباخ أيضًا أرقامًا قياسية جديدة، إنها ثلاثة من أرقي طرازات مرسيدس.
بحسب توقعات شركة مرسيدس، فمن الآن فصاعدًا ، تتوقع الشركة نموًا هائلا في قطاع السيارات الراقية، وستستخدم ذلك كفرصة لإعادة تشكيل هيكل مجموعة منتجاتها.
العالم كله بالطبع يعرف معني علامة مرسيدس بنز على أي سيارة، لذا تعتزم مرسيدس استخدام قوة علامتها التجارية بشكل أكثر فاعلية للاستحواذ على أكبر قطعة من كعكة سوق السيارات الفاخرة المتنامي وسط المصاعب الاقتصادية العالمية عقب جائحة فيروس كورونا كوفيد-١٩، وما تلاها من الغزو الروسي لأوكرانيا.
من الآن فصاعدا، ستركز مرسيدس-بنز على ثلاثة فئات من السيارات هي Top-End Luxury سيارات الفخامة الراقية، سيارات الفخامة الأساسية Core Luxury، سيارات Entry Luxury وتعني الفخامة الابتدائية.
سيارات الفخامة الراقية Top-End Luxury:
تشمل مجموعة المنتجات في فئة Top-End Luxury سيارات الفخامة الراقية من مرسيدس:
- جميع سيارات مرسيدس من العلامات التجارية Mercedes-AMG مرسيدس أي أم جي و Mercedes-Maybach مرسيدس مايباخ.
- الطرازات الراقية من مرسيدس اي كيو Mercedes-EQ، بما في ذلك مرسيدس اي كيو اس EQS و EQS SUV.
- طرازات مرسيدس-بنز الفئة- S والفئة- G بالإضافة إلى سيارات الدفع الرباعي الفاخرة GLS بالحجم الكامل.
- السيارات من الفئات محدودة الاصدار أو التي تطلب من عملاء معينين بمواصفات محددة.
هذه ليست مركبة فضائية، وإنما سيارة مرسيدس-بنز AMG Vision Gran Turismo، Shelby Asistio، (CC BY-SA 2.0)، via wikimedia commons. |
على سبيل المثال، تقول الشركة أنها طورت مكونات نظام الدفع في سياراتها Vision AMG من الصفر، وأصبح جديدا بشكل كامل.
تطوير نظام الدفع من الصفر في سيارات مرسيدس Vision AMG لم يكن تطوير النظام الأساسي فقط، لكنه شمل كذلك تطوير البطارية عالية الجهد المخصصة لتقديم أداء عالي، وحتى نظام القيادة الثوري، كل هذا تم تطويره ومن الصفر.
سيكون القلب القوي لسيارات مرسيدس Vision AMG، هو محرك Axial Flux المبتكر الذي طورته شركة ياسا YASA الفرعية المملوكة بالكامل لمرسيدس-بنز.
ميزة هذا المحرك أنه يأتي بتصميم مضغوط وخفيف الوزن، على عكس معظم المحركات الكهربائية الكبيرة حجما والثقيلة وزنا، ما يجعله يوفر قدرا كبيراً من الطاقة للسيارات التي ستحمله.
سيكون لدينا أيضا إصدارات أكثر من الفئة عالية الفخامة والرقي مرسيدس مايباخ.
وسيقود إصدارات مرسيدس مايباخ، السيارة مرسيدس مايباخ EQS SUV التي من المقرر إصدارها في الأسواق العام المقبل ٢٠٢٣، كما ستتواجد السيارة مرسيدي مايباخ SL بفرص منافسة قوية للغاية، أما مايباخ G فستتجلي فيها بحسب مرسيدس قدرة أسطورية كسيارة كهربائية.
سيارات الفخامة الأساسية Core Luxury:
في هذه الفئة سنجد الطرازات التي تشكل جوهر واسم وعراقة مرسيدس.
تشمل سيارات الفخامة الأساسية Core Luxury حاليًا نطاقات طرازات مرسيدس-بنز الفئة C والفئة E ومشتقاتها.
مرسيدس بنز C 180، صورة من M 93، Germany (CC BY-SA 3.0 DE)، via wikimedia commons. |
عادةً ما تتمتع هذه الطرازات بأكبر حجم مبيعات، وبفضلها صنعت مرسيدس مجدها، وأصبحت أحد مصادر فخر وسمعة الصناعة الألمانية.
هذه الفئة ستكون هي صاحبة الجدول الزمني الأسرع في تحويلها إلي سيارات تعمل بالبطاريات الكهربائية.
ستتمتع هذه الفئة بنظام EVA2 المصمم أصلا للسيارات الكهربائية، وكذلك ستحظي بنظام التشغيل الجديد لسيارات مرسيدس MB.OS (Mercedes-Benz Operating System).
ومن المقرر أن تطرح الفئة E الجديدة في الأسواق العام المقبل وستحدد الطريق للمضي قدمًا في هذا القطاع بالنسبة لمرسيدس.
كما خصصت مرسيدس طراز آخر مصمم خصيصًا للسوق الصيني.
سيارات الفخامة الابتدائية Entry Luxury:
سيارات الفخامة الأساسية Entry Luxury ستكون بمثابة نقطة الدخول الجديدة لمن يريد شراء سيارة من مرسيدس-بنز، مع الجيل القادم من سياراتها التي ستركز فيها أولا وأخيرا على الرفاهية والفخامة.
في قسم سيارات الفخامة الأساسية Entry Luxury ، ستقلل مرسيدس-بنز عدد طرازاتها من سبعة إلى أربعة، مع رفع التكنولوجيا والفخامة لهذه السيارات بشكل كبير.
على سبيل المثال، فإن نظام التشغيل الجديد لسيارات مرسيدس MB.OS (Mercedes-Benz Operating System)، سيتم إطلاقه في عام ٢٠٢٤ على متن هذه السيارات.
ستركز مرسيدس بنز إذن على إعادة التموقع في أعلى درجات سوق السيارات، وستعمل على تلبية طلبات وطموحات العملاء المميزين، لتصنع زبائنها الذين لا تهمهم كثيرا تقلبات الأسواق العالمية.
في النهاية، فإن الشخص العادي، والذي يعرف أصلا أن مرسيدس بنز هي مرادف الفخامة والجودة والقوة، فإنه سينتظر ليري إلي أي مدى من الإبهار والانطلاق ستنطلق عملاق صناعة السيارات الألمانية.