جدري القرود، أو جدري القردة، Monkeypox اسم لمرض جذب اهتمام العالم كله بدون مبالغة خلال الأيام القليلة الماضية.
كانت البثور التي تظهر على جسد المصاب أحد أهم أسباب إثارة الاهتمام المشوب بالخوف بمرض جدري القرود، WHO. |
فالعالم الذي لم تندمل أصلا جراحه التي خلفها فيروس كورونا كوفيد-١٩، وما تبعها من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لم يكن يرغب بأي شكل من الأشكال أن يتفشي فيه فيروس جديد، كانت أول الحقائق الرئيسية التي نشرتها عنه منظمة الصحة العالمية WHO، أنه لا يوجد له أي علاج أو لقاح متاح لمقاومته.
لكن ما أثار الاطمئنان لدي الكثيرين أن لقاح الجدري وهو موجود ومجرب منذ عشرات السنين أثبت كفاءة عالية في الوقاية من جدري القرود، دول كثيرة يعتبر هذا التطعيم إلزاميا للأطفال فيها، وحتى ما لم يتم تطعيمه من قبل، فاللقاح متوافر ومعروف كيفية تصنيعه.
لكن هذا الاطمئنان لا يجب على الإطلاق أن يكون خادعا، لقد أثبت جدري القردة بحق خلال الأيام القليلة الماضية أنه سريع الانتشار، ولاتزال دول جديدة تدخل يوميا في قائمة الدول التي تم اكتشاف حالات جديدة فيها.
الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه حذر من أن جدري القرود قد يضرب العالم وينتشر بسرعة.
أعراض جدري القرود:
أعراض جدري القردة هي ذاتها أعراض مرض الجدري المعروفة، وإن كانت أقل حدة، ويشعر من يصاب بهذا الفيروس بهذه الأعراض:
- الحمى (ارتفاع درجة الحرارة).
- التعب.
- القشعريرة.
- آلام في الجسد.
أما العرض الذي يظهر على من يتطور لديه مرض جدري القرود، فهو ظهور بثور على الوجه واليدين بكثافة، وقد تنتقل إلي أجزاء أخرى من الجسم.
بخلاف فيروس كورونا الذي اختلف العلماء حول الحيوان الذي نقله للإنسان فإن جدري القرود معروف الحيوان الذي تسبب في نقل المرض إلي البشر، nmbotela، Pixabay License. |
تم اكتشاف مرض جدري القردة لأول مرة في العام ١٩٥٨، عندما تفشي مرض تتشابه أعراضه مع أعراض مرض الجدري.
حدث ذلك في مختبرات كان موضوع بداخلها أعداد من القردة للأغراض البحثية والتي اصيبت بالمرض، ومن هنا جاءت تسمية جدري القرود.
أما أول حالة إصابة بشرية بجدري القردة، فقد تم اكتشافها في جمهورية الكونغو الديمقراطية في العام ١٩٧٠.
منذ ذلك الحين ، تم الإبلاغ عن جدري القرود في العديد من بلدان وسط وغرب إفريقيا الأخرى: الكاميرون ، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار ، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، والجابون ، وليبيريا ، ونيجيريا ، وجمهورية الكونغو ، وسيراليون. تقع غالبية الإصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
لذا فإن جدري القردة، يعد مرضا أفريقيا بامتياز، بل وعرف كمرض في غرب ووسط أفريقيا تحديدا دون بقية القارة السمراء، وهذه هي المرة الأولى التي يراه العالم غازيا سريعا لأوروبا وآسيا وبقية قارات العالم.
بل إنه وبشكل علمي، فهناك نوعان من سلالات الفيروس: واحدة كانت تنتشر وسط إفريقيا والأخرى في غرب إفريقيا وهي أقل حدة من الأولى.
هذا الإنتشار هو ما جعل العلماء في حالة طوارئ (وهو التعبير الذي استخدمته دورية نيتشر Nature البريطانية إحدي أخم وأعرق الدوريات العلمية)، إنهم يحاولون فهم مالذي حدث وجعل هذا الفيروس الكامن في أدغال إفريقيا منذ عقود يقرر الانتشار وبهذه الطريقة السريعة حول العالم.
أسباب الأصابة بجدري القرود:
بداية، فإنه من الممكن التقاط جدرى القرود من الحيوانات البرية المصابة به.
هناك اعتقاد خاطيء لدي البعض يربط بين مرض جدري القرود وبين الشذوذ الجنسي، rawpixel, vention (source), Public Domain Dedication. |
هذا ويُعتقد أنه ينتشر عن طريق القوارض ، مثل الجرذان والفئران والسناجب.
ما يجذب الانتباه هذه المرة هو الحديث عن انتشار الإصابة بجدري القرود بشكل أكبر بين فئة الشاذين جنسيا (نود التأكيد أن المرض قد يصيب أي شخص، وكل ما في الأمر أن هناك تقارير تحدثت عن انتشاره فقط بنسبة أكبر لدي هؤلاء حتى لا يساء الفهم من البعض ويربط المرض بالشذوذ الجنسي، فهذا غير صحيح).
فعلى سبيل المثال، قالت السلطات في بلجيكا أن هناك ثلاثة حالات تم تسجيل إصابتها بجدري القرود كانت متواجدة في أحد المهرجانات التي يحضرها الشواذ الذكور.
إن ما يؤكد أن مرض جدري القرود يمكن أن ينتقل من إنسان إلي آخر، وليس مرضا يخص فئة معينة، هو ما نعرضه من أسباب الإصابة بمرض جدري القردة، من إنسان إلي آخر التي أعلن عنها المَرْكَزْ الأُورُوبِي لِلْوِقَاية مِنْ الأَمْرَاض وَمُكَافَحَتِها، وهي:
- لمس البثور التي قد تظهر على جسم المريض، هذه البثور قد تسقط أيضا، إذا سقطت فلا تلمسها بشكل مباشر، لأنها تسبب العدوى حتى بعد سقوطها من جسم المصاب.
- الرذاذ الذي يخرج من المصاب.
- الاتصال الجنسي بين الشاذين من الذكور.
هل يعتبر جدري القرود مرض قاتل:
مرض جدري القرود ليس من الأمراض التي إن اصيب بها الشخص، نقول أنه قد اصيب بمرض قاتل، بل على العكس من ذلك فهو مرض يمكن الشفاء منه.
في العام ٢٠٠٢ على سبيل المثال، ظهر جدري القردة في أمريكا بعد استيراد القوارض من أفريقيا. تم الإبلاغ عن حالات في كل من البشر وكلاب البراري الأليفة.
هذا وقد جاءت جميع الإصابات البشرية حينها بعد الاتصال بحيوان أليف مصاب وتعافى جميع المرضى.