مع الإعلان يوم أمس عن جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رغبته في "تحقيق السلام دون تأخير".
وامتدادا للإتهامات الروسية للقوات الأوكرانية بإرتكاب (جرائم حرب)، نشر موقع RT الروسي تقريرا يحمل اتهامات للقوات الأوكرانية باستهداف سيارات الأسعاف العسكرية الروسية ، والتي تحمل المصابين الروس، وتضع علامة الصليب الأحمر.
وكانت روسيا قد نشرت يوم أمس فيديو يظهر تعذيب الأسرى الروس على يد قوات أوكرانية بشكل مفرط في الوحشية، وتعهدت بملاحقة الجناة حسب قول رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين.
وبرغم أن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال أنه لم يشاهد فيديو تعذيب أسرى الحرب الروس في أوكرانيا، لكنه أكد في الوقت نفسه على أهمية احترام اتفاقية جنيف لأسرى الحرب.
أعراض تسمم:
هذا وقد ظهرت على الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش ومفاوضين أوكرانيين "أعراض تتفق مع الإصابة بحالة التسمم".
وقالت صحيفة (الجارديان) البريطانية الشهيرة أن أبراموفيتش فقد بصره لعدة ساعات، بحسب من سمته الصحيفة "مصدر مطلع على الحادث".
كما قالت صحيفة الاندبندنت أن الأعراض قد ظهرت كذلك على اثنين على الأقل من كبار أعضاء الوفد الأوكراني الذين كانوا مجتمعين مع مالك نادي تشيلسي الانجليزي.
وبحسب التقارير، فإن أعراض الرجال الثلاثة قد تحسنت بشكل كبير، ولم يعد هناك خطر على حياتهم، ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام الغربية تتهم موسكو أنها قد تكون وراء الحادث، مشيرة لوجود خبرة روسية تزيد عن قرن من الزمان في التسميم، منذ تأسيس مختبر التسمم X في موسكو بواسطة فلاديمير لينين في عام ١٩٢١.
وتتهم الدول الغربية منذ سنوات النظام الحالي للرئيس فلاديمير بوتين، بالوقوف وراء عمليات تسميم متعددة لمن عارضوا حكمه، بما في ذلك عمليات استخدم فيها غاز الأعصاب نوفيتشوك.
سير المعارك:
وعلى صعيد القتال المستمر منذ أكثر من شهر، أطلقت القوات الروسية وابلًا من الصواريخ على عدة مدن في أنحاء أوكرانيا خلال هذه الليلة.
دمار في عمارة سكنية في كييف (شارع أولكسندر كوشيتس ، 7-أ) بعد قصف روسي، Kyiv City Council، (CC BY 4.0)، via Wikimedia commons. |
هذا وقد زعمت عدد من التقارير من الجانب الأوكراني، أن القوات الأوكرانية نجحت في استعادة مدينة إيربين القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف من قبضة القوات الروسية.
وبرغم ماسبقت أن أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية عن تركيز عملياتها على شرق أوكرانيا، فإن الهجمات الروسية تشمل مختلف مناطق أوكرانيا ، ما قد يعني أن الروس يتصرفون بشكل ديناميكي مختلف عن تصريحاتهم.
فبحسب مسؤولون أوكرانيون فإن الصواريخ الروسية أصابت العاصمة الأوكرانية كييف وكذلك مدن خاركيف ولوتسك وريفني وجيتومير.
وفي ذات الوقت وبحسب ذات التصريحات، واصلت القوات الروسية محاولة التقدم نحو كييف من الشرق والشمال الغربي، في محاولة للسيطرة على الطرق الرئيسية التي تؤدي إلي العاصمة الأوكرانية.
وبعد ٣٤ يوم من القتال، أصبح من الواضح بالفعل أن الحرب قد أخذت بالفعل عددًا من المنعطفات غير المتوقعة. وذلك بعد أن اعتمد الروس أولا على خطة هجوم اثبتت الأحداث أنها كانت خاطئة، للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف.
تواجه القوات الروسية حاليا مشاكل بسبب نقص الإمدادات الأساسية وقوة المقاومة الأوكرانية وتأثير إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا.
وإذا صدقنا ما قاله مسؤولون أوكرانيون إن سبعة جنرالات روس قتلوا في ساحة المعركة، فإن هذا ينبأنا بأن الخسائر الروسية كبيرة للغاية.
ومع ذلك فقد أعلن متحدث وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، عن تدمير مستودعات ضخمة للذخيرة في مقاطعة جيتومير كانت تستخدم لإمداد القوات الأوكرانية في ضواحي كييف.
موقف أخلاقي:
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه كان يعبر عن غضبه من (الناحية الأخلاقية) ولم يكن يقصد تغييرا سياسيا أو دعوة للإطاحة ببوتين عندما قال في خطابه الحماسي في بولندا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينبغي أن يستمر في السلطة.
وقال بايدن للصحفيين "كنت أعبر عن الغضب الأخلاقي الذي شعرت به تجاه هذا الرجل"، رافضا الانتقادات التي اعتبرته قد أخطأ في توجيه هذه التصريحات. وقال إنه لا ينبغي لأحد أن يعتقد أن تعليقاته تهدف إلى الإطاحة بالسيد بوتين.
نزوح جماعي:
هذا وقد وصلت أعداد الأوكرانيين الذين أجبروا على الفرار من ديارهم إلي ١٠ ملايين، وقد بلغت نسبة الأطفال النازحين مع أهاليهم، نصف أطفال أوكرانيا.
تقييم العقوبات على روسيا:
من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيتم تشكيل مجموعة خبراء في مكتب رئيس أوكرانيا لتقييم تأثير العقوبات ضد روسيا.
وقال زيلينسكي في رسالة فيديو نُشرت على قناته على تيليغرام Telegram: "بالفعل هذا الأسبوع ، نقوم بتشكيل مجموعة من الخبراء الأوكرانيين والدوليين تحت إشراف مكتب الرئيس الذين سيحللون العقوبات المفروضة على روسيا بشكل مستمر ، ومدى تأثيرها حقًا على الاقتصاد الروسي".
وكانت أحدث العقوبات الاقتصادية على روسيا، قرار البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير إغلاق مكاتبه في العاصمة الروسية موسكو والعاصمة البيلاروسية مينسك بسبب "الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الروسي بمساعدة بيلاروسيا ضد أوكرانيا". كما خصص ٢،٢ مليار دولار لأوكرانيا وغيرها من المتضررين من الحرب.