مع التوقعات التي تشير إلي أن الملكة إليزابيث الثانية ستدعم نجلها الأمير أندرو في دفع تسويته مع الأمريكية فيرجينيا جوفري، التي اتهمته بممارسة أفعال جنسية معها دون موافقتها وهي لم تبلغ السابعة عشر، وذلك لغلق القضية التي كانت منظورة أمام القضاء الأمريكي.
نستكشف كيف يتم تمويل النظام الملكي في المملكة المتحدة.. ومن أين تأتي أموال الملكة؟.. في تقرير رائع اعدته صحيفة (التليجراف البريطانية).
أموال الملكة:
أصبح من شبه المؤكد أن تساعد الملكة إليزابيث الثانية ، ابنها الأمير أندرو ، في دفع تعويضات خارج المحكمة تقدر بملايين الجنيهات الاسترلينية، لكي تتنازل الأمريكية فيرجينيا جوفري عن قضيتها ضده.
خطوة الملكة إليزابيث الثانية، جددت التركيز العام خصوصا في المملكة المتحدة على الشؤون المالية للأسرة المالكة، وعلى وجه التحديد للملكة نفسها.
وتتلقى العائلة المالكة ثروتها من مجموعة متنوعة من المصادر، أبرز تلك المصادر ما يعرف باسم (المنحة السيادية)، والتي تُمنح كدفعة واحدة كل عام من قبل الحكومة البريطانية.
ومع ذلك، لدي الملكة أيضًا دخلاً خاصًا بعيدا عن المنحة السيادية، هذا الدخل يأتي معظمه من ملكيتها لدوقية لانكستر -ويُعتقد أنها ستستخدم الدخل الخاص بدوقية لانكستر لتمويل تسوية ابنها الدوق-.
وفيما يلي نقدم لكم مصادر الدخل الذي يقدم المال المتدفق لخزائن الملكة.
المنحة السيادية:
تتلقى الملكة دفعة مالية سنوية من الحكومة في شكل (المنحة السيادية)، والتي تُستخدم أساسا لتمويل قيام الملكة بالواجبات الرسمية.
هذه المنحة السيادية تأتي من تخصيص حوالى ١٥ في المائة من أرباح شركة كراون العقارية الشهيرة لصالح الملكة.
هذه الشركة تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي والممتلكات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وتشمل قائمة ممتلكاتها هذه شارع ريجنت بلندن، وهو أحد أشهر شوارع لندن وأحد أكثرها اكتظاظا بحركة السياح.
كما تمتلك الشركة قاع البحر ونصف الشواطيء حول إنجلترا وويلز، وبفضل ذلك كانت هي الشركة التي منحتها الحكومة عقد توليد الطاقة الكهربائية من الرياح البحرية.
تمتلك صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية، العديد من مصادر الدخل التي تدر عليها مبالغ وفير كل عام، Presidencia de la República Mexicana، (CC BY 2.0)، via wiki commons. |
وبرغم أن نسبة ١٥٪ من أرباح شركة كروان العقارية تعتبر مبلغا ضخما، إلا أنه ومنذ عام ٢٠١٧، تقرر زيادة المنحة السيادية التي تخصصها الحكومة للملكة لتصل لنسبة ٢٥ في المائة من أرباح الشركة، وذلك من أجل تمويل تجديد قصر باكنغهام.
ومن المقرر أن تظل نسبة الملكة في أرباح الشركة عند هذا المستوى (٢٥٪) حتى عام ٢٠٢٧.
وفقا للأرقام، وصل المبلغ الذي تلقته العائلة المالكة البريطانية من المنحة السيادية للعام المالي (٢٠٢٠ - ٢٠٢١) إلي ٨٧،٥ مليون جنيه إسترليني.
تكون هذا المبلغ من منحة أساسية قدرها ٥١،٥ مليون جنيه إسترليني لتمويل السفر الرسمي وصيانة الممتلكات وتكاليف المعيشة لأسرة الملكة. في حين كان هناك ٣٥،٥ مليون جنيه إسترليني أخرى، هي المخصصة لتجديد قصر باكنغهام.
هناك كذلك ما يسمي (الدخل المكمل للمنحة السيادية) ويأتي هذا الدخل بالتحديد من التذاكر والرسوم التي يدفعها الزوار للقصور الملكية البريطانية، لكن هذا البند قد حدث له انخفاض بنسبة ٥٣٪ في عام ٢٠٢١ ليتوقف عند ٩،٤ مليون جنيه إسترليني ، بدلا من ٢٠،٢ مليون في العام السابق.
يرجع السبب في ذلك لتأثير جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) التي قللت من القدرة على فتح القصور الملكية للزوار والسياح.
دوقية لانكستر:
دوقية لانكستر هي ملكية خاصة تورث لملوك إنجلترا، بمعني أن من يمتلكها يكون هو الملك أو الملكة، بصفته أو بصفتها دوق لانكستر.
وتتكون دوقية لانكستر من ١٨٤٨١ هكتارًا من الأراضي في إنجلترا وويلز، وتشمل عقارات تجارية وزراعية وسكنية ومناطق تعدين، ويقع معظمها في لانكشاير ويوركشاير وتشيشير وستافوردشاير ولينكولنشاير.
بخلاف ذلك لدي دوقية لانكستر محفظة من الاستثمارات في عدد من الشركات، وفي منطقة سافوي الشهيرة وسط لندن ككل -لا يشمل ذلك فندق سافوي الشهير-، وتدر عليها أموالا كذلك من المباني التي بنيت هناك وأقيم فيها بشكل أساسي متاجر ومكاتب.
تمتلك الدوقية أيضًا سلسة من القلاع، مثل قلعة لانكستر في لانكشاير، قلعة بولينغبروك في لينكولنشاير ، وقلعة هالتون في تشيشاير ، وقلعة بونتيفراكت في يوركشاير ، وقلعة أوغمور في جنوب ويلز.
مبني دوقية لانكستر مرفوع عليه علم الدوقية، GrindtXX، (CC BY-SA 4.0) via Wikimedia commons. |
وتعد دوقية لانكستر والمعروفة باسم (المحفظة الخاصة)، هي مصدر الجزء الأكبر من أرباح الملكة الخاصة.
وأظهرت أحدث حسابات دوقية لانكستر، والتي نُشرت في يوليو من العام الماضي ٢٠٢٠، أن الدخل السنوي للملكة من الحوزة زاد بمقدار ١،٥ مليون جنيه إسترليني، ليصل إلى أكثر من ٢٣ مليون جنيه إسترليني.
وتقدر قيمة الأصول الصافية لدوقية لانكستر بمبلغ ٥٧٧،٣ مليون جنيه إسترليني.
ويعود تاريخ دوقية لانكستر منذ عهد هنري الثالث ملك إنجلترا (١٢٠٧ : ١٢٧٢)، وهي أراضي كان يمتلكها النبيل "سيمون دي مونتفورت" الذي قاد ثورة ضد الملكية في إنجلترا اثمرت عن انتخاب أول برلمان إنجليزي، وبدأ حياة نيابية في إنجلترا وجعلها أقدم ديمقراطية في العالم.
لكن جيوش هنري الثالث ملك إنجلترا قتلته في معركة إيفشام، وقد اهدى الملك أراضي سيمون دي مونتفورت بعد موته إلي ابنه "إدموند لانغلي"، كما أضاف إليها بلدة وقلعة لانكستر.
ومنذ عام ١٣٩٩ بدأ توارث الملوك الإنجليز لممتلكات دوقية لانكستر ، لتصبح ملكية شخصية للملك أو الملكة، ويتم الاحتفاظ بها بشكل منفصل عن جميع ممتلكات التاج الأخرى.
وهكذا تمنح دوقية لانكستر الملكة مصدرًا مستقلاً للدخل، تستخدمه لتمويل أنشطتها العامة والخاصة، ولكن يتم إدارته نيابة عنها بواسطة متخصصين.
بشكل أساسي، تستخدم أموال وعائدات دوقية لانكستر في سداد النفقات الرسمية للملكة التي لم تكفي (المنحة السيادية) التي تأتي من أموال دافعي الضرائب من الشعب الإنجليزي لسدادها.
يلي ذلك، استخدامها لتغطية نفقات أفراد آخرين من العائلة المالكة في بريطانيا مثل إيرل وسكس (وهو حاليا الأمير إدوارد حفيد الملكة ونجل (الأميرة ديانا)، والأميرة الملكية آن، وهي الابنة الوحيدة للملكة إليزابيث الثانية.
مصادر أخرى للثروة:
لدي الملكة أيضًا دخلًا خاصًا من ممتلكات مثل ضاحية قرية ساندرينجهام ، وقلعة بالمورال، وهي ممتلكات شخصية ورثتها عن والدها جورج السادس ملك إنجلترا.
بخلاف كل هذا، لدي إليزابيث الثانية محافظة استثمارات شخصية، تستثمر من خلالها أموالها.
ومع ذلك كله، فلا يمكن للملكة أن تستمد الأموال من الأشياء التي تحتفظ بها باعتبارها ذات سيادة نيابة عن الأمة، وليست من ملكيتها الخاصة.
وتشمل الأشياء التي تحتفظ بها كنيابة عن الأمة، المقر الملكي الرسمي ، ومعظم الكنوز الفنية من المجموعة الملكية من لوحات وتحف، ومجموعة المجوهرات الملكية.
ووفقًا لموقع العائلة المالكة على الإنترنت ، "لا يمكن للملكة بيع هذه الأشياء - يجب أن تنتقل إلى خليفتها على العرش بصفتها صاحبة السيادة".
هذا وتدفع الملكة طواعية ضريبة على دخلها الخاص وكذلك دخل دوقية لانكستر.