أصبحت العاصمة الأوكرانية كييف تعيش وسط دوي انفجارات متتالية ، فالطيران الروسي يشن غارات جوية تهز المدينة، بعد نجاح الجيش الروسي في تحييد الدفاع الجوي الأوكراني بشكل كامل.
جندي أوكراني في شرق أوكرانيا، حيث تقول وزارة الدفاع الأوكرانية أنها كبدت الانفصاليين المواليين لروسيا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. Ministry of Defense of Ukraine، (CC BY-SA 2.0)، via Flickr. |
في ذات الوقت، يحتدم القتال البري على أطراف العاصمة كييف، وتتصاعد المخاوف الأمريكية من السقوط السريع لعاصمة أوكرانيا في قبضة الجيش الروسي ، وسط تحذيرات من إدارة الرئيس جو بايدن.
وتوقع مستشار في الحكومة الأوكرانية أن اليوم سيكون أصعب يوم على بلاده، مشيرا إلي أن حكومته تعتقد أن الجيش الروسي سيحاول اقتحام كييف خلال ساعات النهار.
اليوم الثاني للغزو:
ندخل اليوم الجمعة ٢٥ فبراير ٢٠٢٢ ثاني أيام الغزو الروسي لأوكرانيا، عقب إنطلاق المعارك بهجوم روسي فجر يوم أمس الخميس.
لا يخلو الأمر من ابداء الأوكرانيين للمقاومة، والدفاع عن شرف بلادهم الذي قد يفقدوه إذا سقطت عاصمتهم في خلال يومين فحسب من القتال.
وزارة الداخلية الأوكرانية أعلنت صباح يوم الجمعة عن قتل عدد لم تحدده من الجنود الروس، كانوا يرتدون حسب ما ذكرت ملابس عسكرية أوكرانية.
كما أعلن الجيش الأوكراني أن قواته تصدت لهجوم للجيش الروسي في مدينة تشيرنيهيف شمالي البلاد، وأجبرت القوات الروسية على التراجع بحسب بيان الجيش الأوكراني.
وفي خطاب متلفز بثه التلفزيون الأوكراني، دفع الرئيس الأوكراني زيلينسكي شعبه للمقاومة، وظهر وهو يرتدي قميصًا عسكريًا من النوع الثقيل ليقول إن مستقبل أوكرانيا في أيدي جيشها.
وفي إشارة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الناتو التي وبلا شك استخدمته هو وبلاده في صراعاتها الجيوسياسية مع روسيا، قال زيلينسكي: (نحن وحدنا في الدفاع عن بلدنا.. وبكل أمانة لا أرى أحداً يريد القتال معنا).
الرئيس الأوكراني قال أن هناك مجموعات موالية لروسيا وصفها بالتخريبية قد دخلت كييف، وأنه هو شخصيا (الهدف رقم ١).
القتال حول كييف:
يحاول الجيش الروسي الآن السيطرة على مطار في ضواحي كييف.
عمارة سكنية قد هشمت واجهتها في العاصمة الأوكرانية كييف جراء القتال هناك. |
أهمية هذا المطار تأتي من حيث أنه لو نجح الروس في السيطرة عليه سيخلقون لأنفسهم نقطة تصل إليها طائرات الشحن العسكرية العملاقة التي ستحمل الدبابات والمدرعات والجنود والامدادات.
المحللين العسكريين يرون أن الروس يحاولون تجنب خوض قتال طويل من الحدود حتى العاصمة، ويقومون بعمليات إنزال لقوات خاصة ومظليين بالقرب من كييف وتقوم هذه القوات بتأمين مطار تصل منه باقي القوات اللازمة لحصار العاصمة الأوكرانية كييف.
بالتالي ، تفرض روسيا على الحكومة الأوكرانية بقيادة زيلينسكي شروطها، أو حتى تطيح بها من على كراسي الحكم وتضع بدلا منها حكومة موالية لموسكو.
الحكومة الأوكرانية دعت مواطنيها لصد الغزاة الروس، والذين يتقدمون لدخول العاصمة خصوصا من مناطقها الشمالية.
الغريب أنه وبرغم حتى ما يظهر من الفيديوهات التي يصورها الناس العاديين في كييف، وحتى مراسلي مختلف وكالات الأنباء العالمية، ويسمع فيها بوضوح لأصوات انفجارات، بل وإطلاق صفارات الإنذار لثلاث مرات في ساعات الصباح، فإن وزارة الدفاع الروسية تنفي أن تكون قد أطلقت أي قذائف صاروخية على كييف!!.
الاقتصاد العالمي يتراقص:
وعلى وقع الضربات العسكرية الروسية لأوكرانيا ، يتراقص الاقتصاد العالمي الذي خرج لتوه من الآثار الكارثية لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) عليه.
عاد سعر برميل البترول ليتخطي حاجز ١٠٠ دولار للبرميل، وفي الوقت ذاته يترقب العالم ارتدادات قرار الحكومة الأوكرانية بغلق موانئ أوكرانيا ما يعني أن أحد كبار الدول المصدرة للحبوب عالميا قد أوقفت تصديرها. حتى الآن وصل سعر طن القمح إلي أعلى مستوياته منذ ١٣ عاما.
يسري الأمر كذلك على الحديد الذي تشتهر أوكرانيا بتصديره، وسيمنع قرار غلق الموانئ خروج أي شحنة حديد من أراضيها.
وفي أول تأثر رياضي كبير بالحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نقل نهائي دوري أبطال أوروبا من مدينة سان بطرسبرغ الروسية إلي العاصمة الفرنسية باريس.