تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية حملة واسعة الانتشار تدعو لمقاطعة شاي خدير، وذلك بعد حفلة دعايا نظمها مالك شاي خدير "خالد الدواس" اعتبرها الكثير من السعوديين "مسيئة".
رقصة السيدات للعرضة في إعلان شاي خدير سببت غضبا عارما وسط قطاع كبير من الشعب السعودي. |
فعلي عكس هدف أي حملة دعائية لأي منتج أو خدمة في العالم، اثمرت حملة دعايا دشنتها شركة شاي خدير ضمن ما يعرف باسم (شتاء خدير ٢٠٢٢)، غضبا عارما بسبب رقص عدد من السيدات السعوديات الشهيرات على مواقع التواصل الاجتماعي والمعروفات باسم (فاشينيستات) لرقصة العرضة الشهيرة في المملكة، والتي يعتبرها السعوديين من الرموز الثقافية لبلادهم.
مقاطعة شاي خدير:
بينما اتجهت معظم التعليقات والرأي العام السعودي للتضامن مع حملة مقاطعة شاي خدير، فإن جانبا من الأراء رأي أن الحملة بها الكثير من المبالغة، معتبرين أن الإعلان لم يتضمن مشاهد خادشة لكي يتلقي هذا الكم من الهجوم.
الإعلان الترويجي لشاي خدير تضمن رقص مجموعة من الفتيات والشباب بالسيوف التقليدية، إنها رقصة تسمي العرضة، وربما كان أصحاب المنتج يحاولون رسم صورة تقليدية لمنتجهم، لكن الأمر أفلت من بين أيديهم بوجود عنصر النساء، في رقصة تعد حكرا على الرجال في السعودية.
ومن ضمن المشهورات اللواتي شاركن في تلك الرقصة، مروج الرحيلي، عبير عبد ﷲ، رهف القحطاني، خولة الرقيبة، لطيفة التركي، منيرة اليوسف، ليلي إسكندر.
بعض التعليقات ذهبت إلى أن شاي خدير سيخرج من هذا المطب بمكاسب، وأن ما حققته الحملة من شهرة له ولو كانت سلبية في بدايتها، فإنها ستعطيه مكاسب وسعة انتشار لم يكن يطمح بها في بداية الحملة من الأصل.
وقد رصدنا في المعرفة للدراسات بعض من هذه التعليقات بالفعل التي تحدثت عن شرائها لشاي خدير وتجربته بعد هذه الحملة، وفي ذات الوقت رصدنا تعليقات قال أصحابها أنهم لن يشترون شاي خدير مجددا ولو عرض عليهم مجانا.
لكن رقصة العرضة والتي لها جذور تاريخية عريقة في السعودية، إذ ترتبط في الذاكرة الشعبية السعودية بالمحاربين الأقوياء من منطقة نجد، الذين كانوا يحرصون على أدائها قبل خوض المعارك، يري البعض أنه من المهين لها أن تتراقص عليها النساء هذه الأيام، وأن النخوة والكرامة يأبيان مثل تلك الأمور.
تعليقات الداعين لمقاطعة شاي خدير، اعتبرت أن ما حدث كان تشويها للمنتج ولسمعته، وطالب الكثيرون من صاحب المنتج خالد الدواس، تقديم اعتذار عن هذا الإعلان.
إعلان ومجتمع:
والحقيقة أن المتابع لردود الأفعل تجاه مقاطع الترويج لشاي خدير، يري أن الصورة بها من التفاصيل أكثر مما يبدو من النظرة الأولى.
فهناك حالة حقيقية من وجود رأيان مختلفان أحدهما يميل لما يشهده المجتمع السعودي حاليا من تغيرات توصف بالانفتاح، ورأي آخر يميل للتمسك بالعادات السعودية التي عرف عنها طويلا أنها تتسم بالكثير من التحفظ.
نشر البعض فيديوهات يمتنعون فيها عن شراء شاي خدير برغم وجود تخفيضات ضخمة على سعره. |
هذا الرأي وذاك ظهرا في التفاعل مع حملة الدعايا لشاي خدير، وبالتالي فما حدث هو مجرد إظهار لوجود هذين الرأيين داخل المجتمع السعودي، وليس مجرد اختلاف على رقصة معينة أداها الرجال ام النساء.
في المنتصف، وبين هذا الرأي وذاك، تناول البعض حملة دعايا شاي خدير بأنها كانت خطأ وقع فيه صاحب الشركة، لكنهم اعتبروا أن مقاطعة الشاي أيضا خطأ، وأن الصواب هو النصح وليس المقاطعة، وأن المجتمع السعودي معروف عنه التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك حتى لا يتضرر صاحبها أو العاملين بها ، معتبرين أن هذه المقاطعة هي قطع للأرزاق، وأن من يريد المقاطعة، فليقاطع حسابات المشهورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتسائل العديد من أصحاب هذا الرأي في تعليقاتهم عن كيف ينتقد المجتمع رقص نساء مشهورات العرضة، وهم أنفسهم من جعلوهن مشهورات بمتابعة حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي؟.
كما انتقد أصحاب هذا الرأي قيام البعض بشراء عبوات شاي خدير وإلقائها في القمامة أو احراقها، معتبرين أن هذه التصرفات أيضا خطأ وتتنافي مع قيم المجتمع السعودي وتعاليم الدين الإسلامي.