تمتلئ كتب التاريخ ومواقف الحياة العادية بين البشر بكثير من القصص التي تحكي عن صديق غدر بصديقه، أو حليف سدد طعنة في ظهر حليفه، هذا شئ طبيعي في التاريخ وفي الحياة.
من بين تلك المواقف والأحداث، نستدعي حادثة الهجوم الإسرائيلي العنيف بحرا وجوا على السفينة الأمريكية ليبرتي USS Liberty في صباح الثامن من يونيو ١٩٦٧.
ماذا كانت تفعل ليبرتي:
قبل أن نتعرض لتفاصيل الهجوم الإسرائيلي المخطط والمدبر على السفينة الأمريكية ليبرتي، علينا أن نعرف أولا ما الذي جاء بليبرتي نفسها قبالة سواحل قطاع غزة في صباح رابع أيام نكسة ١٩٦٧؟.
لعل أفضل من يجاوبنا على هذا السؤال هو عملاق الصحافة والإعلام العربي في القرن العشرين، الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، والذي حدد بدقة اختلاف مصالح الحليفان الأمريكي والإسرائيلي من معارك حرب صيف العام ١٩٦٧.
كانت إسرائيل تفتتح الحرب وفي ذهنها هدفين رئيسيين هما الجبهة المصرية، حيث تريد احتلال قطاع غزة كاملا، مع جزء من شبه جزيرة سيناء المصرية لتذل رئيسها جمال عبد الناصر، عدو إسرائيل الأول.
الهدف الإسرائيلي الثاني كان دخول القدس وضم الضفة الغربية التي كانت تحت حكم ملك الأردن حينها، الملك حسين، حليف الغرب، والحاصل على تأكيدات متعددة ومتتالية أن الحرب لن تناله بضرر، وأنه حتى بتحالفه مع جمال عبد الناصر في الحرب، فستكتفي إسرائيل ببعض العمليات الشكلية أو التعرضية التي لن تتنهي أبدا بقضم الإسرائيليين لجزء من مملكته.
لكن إسرائيل كانت تريد دخول القدس الشرقية بأي ثمن، حيث كنيسة القيامة، التي بنيت في المكان الذي يعتقد أن الرومان حاولوا صلب المسيح فيه، بخيانة وغدر يهودي أيضا قبل آلاف السنين. وحيث الهيكل الذي يزعمون، حيث حائط البراق الذي يسمونه المبكي.
هدف ثالث ظهر أمام الإسرائيليين بعد سير المعارك بأفضل مما كان يتوقع أكثرهم تفاؤلا، وهو الهجوم على الجولان السوري، وسلب السوريين مرتفعات الجولان حيث أفضل مكان يمكن منه لأي جيش عربي، ضرب تل أبيب نفسها بالمدفعية، بخلاف مصادر المياه الوفيرة به التي تمثل كنزا للمستوطنين العاملين في الزراعة.
بخلاف بنك الأهداف هذا، كان الإسرائيليين يريدون بشدة التحكم في نهر الأردن بالكامل، ونسف السيطرة العربية عليه ومنعهم من أي قدرة على تغيير مساره بعيدا عن إسرائيل ((يمكنكم من هنا قراءة موضوعنا الهام: ضربة إسرائيل لمنشآت تغيير مسار نهر الاردن عام ١٩٦٤.. وحرب المياه العربية - الإسرائيلية الأولى)).
الحلفاء الأمريكيين كانوا موافقين بشدة، على ضرب مصر، ضربها بقسوة، أمدوا إسرائيل بكل ما تحتاجه من سلاح ومعدات لكسر جمال عبد الناصر، أو كما استخدموا حرفيا تعبير "إذلال ناصر".
لكن الأمريكيين ومعهم البريطانيين لم يكونوا يريدون أبدا هجوما على حليفهم، العاهل الهاشمي، الملك حسين، ولم تكن واشنطن تريد أن تتحرك إسرائيل نحو سوريا، حليفة الاتحاد السوفيتي المقربة، لما كان سيجره ذلك من حك أنف السوفييت وإثارة غضبهم.
لذا جاءت ليبرتي USS Liberty ، وهي سفينة تجسس وتنصت، مزودة بمعدات عالية التقنية، وطاقم مدرب على اعتراض الإشارات والاتصالات حتى المشفرة منها، كان الهدف من وجودها هو مراقبة سير المعارك، ومنع إسرائيل من أي تصرف أحمق تجاه سوريا ومن قبلها الأردن.
في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.. صدر القرار، إضربوا ليبرتي، أغرقوا السفينة الأمريكية.. وبدأت فصول قصة الغدر التي ستعرف على الدوام بحادثة السفينة ليبرتي أو USS Liberty incident.
لحظات ما قبل الغدر:
(ويليام ماكغوناغلي) قبطان السفينة يو اس اس ليبرتي USS Liberty، وأحد قادة السفن المخضرمين في أمريكا.
وفقا للوثائق الأمريكية ففي الساعة ٩،٥٠ من ذلك الصباح أحس القبطان ماكغوناغلي بأن هناك شيء ما مثير للقلق، لقد كانت طائراتين ميراج تابعتين للقوات الجوية الإسرائيلية تحلق فوق سفينته.
شعر الرجل بأن هناك شيء غير طبيعي يدور في الأرجاء، لقد كان يرفع علم الولايات المتحدة الأمريكية عند مؤخرة السفينة بشكل واضح، ورغم ذلك أمر برفع علم ثاني عند المقدمة لكي يكون الامر واضحا للجميع، هذه سفينة أمريكية.
سنكتشف فيما بعد أن تصرف القبطان ماكغوناغلي منحنا دليلا جديدا على أن الإسرائيليين شنوا هجوما ضد ليبرتي بشكل مدبر.
أمر دبر بليل:
من الملفت للنظر في حادثة الهجوم الإسرائيلي على السفينة ليبرتي USS Liberty incident أنه كان هجوما شديد العنف، كان الإسرائيليين يريدون إغراقها ومحو الأدلة التي على متنها تماما، وقتل الشهود سواء من طاقمها أو من الخبراء العاملين على متنها.
لقد اعتمدنا للوصول لهذه النتيجة المؤكدة على العديد من المصادر منها الاستاذ محمد حسنين هيكل، الذي كان بين يديه الكثير من وثائق الأرشيف الأمريكي المفرج عنها.
كما اعتمدنا على اعترافات من صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذائعة الصيت، بإقرارها بصحة بعض الوقائع ووثائق الارشيف الأمريكي والإسرائيلي، وإن حاولت لي عنق الحقيقة ونفي التهمة عن إسرائيل وتحويل الهجوم لمجرد خطأ.
لدينا أيضا كتاب نشر في الولايات المتحدة بعنوان Remember the Liberty!: Almost Sunk by Treason on the High Seas وترجمته بالعربية (تذكر سفينة الحرية : غرقت تقريبا بسبب الخيانة في أعالى البحار).
الكتاب يحتوى على شهادات البحارة الأمريكيين الذين نجوا من ليبرتي، بخلاف وثائق الأرشيف الأمريكي، وهو بقلم العديد من المؤلفين بعضهم من الناجين الذين كانوا على متن ليبرتي USS Liberty في ذلك الصباح الغابر.
لكننا اخترنا أن نبدأ بدراسة أعدها القبطان في البحرية الأمريكية (مارك أ. ستروه) وتم نشرها عام 2009 في الكلية الحربية الأمريكية، مستندا إلي التحقيقات التي اجريت طوال تلك المدة قبل إعداد دراسته، بخلاف شهادة أفراد طاقم السفينة ليبرتي USS Liberty، يستنتج القبطان الأمريكي أن حكومات بلاده المتلاحقة ظلت مترددة للغاية في إجراء تحقيق جاد ومثمر بشأن ما حدث.
يري القبطان ستروه أن أفضل من كتب بشأن حاثة ليبرتي كان اللفتنانت كوماندر (والتر ل.جاكوبسن) والذي قام بالفحص والتحليل القانوني للهجوم الإسرائيلي، ونشر بحثه في مجلة قانون البحرية في شتاء عام ١٩٨٦، ويقول فيه أن السفينة ليبرتي USS Liberty كانت مخططة بالشكل المميز للسفن البحرية الأمريكية، وأن ضابط السطح عليها عندما شاهد طائرات الاستطلاع الإسرائيلية قام برفع علم الولايات المتحدة على صاري السفينة بحجم خمسة في ثمانية أقدام.
عند الصباح بدأت طائرات ميستير الإسرائيلية في استطلاع السفينة ليبرتي. |
ويضيف أن هناك طائرتين إسرائيليتين من طراز مستير اقتربتا من السفينة بشكل كافي حتى أن أفراد طاقم ليبرتي أحصوا عدد الصواريخ التي تحملها كل طائرة.
ثم قامت الطائرتين بالدوران حول السفينة ثلاث دورات كاملة، وما لاحظه الطاقم أن الطائرات كانت منزوعة العلامات الإسرائيلية ((استدراك من المعرفة للدراسات: هذا يؤكد سوء نية الإسرائيليين، ومحاولتهم إلصاق التهمة بالمصريين)) .. واستطاع ضابط السطح أن يري الطيارين الإسرائيليين داخل طائراتهم، ما يعني بوضوح أنهم بدورهم استطاعوا رؤية العلم وتمييز أن السفينة أمريكية بوضوح، خصوصا أن الجو كان صفوا والرؤية واضحة تماما.
تلي ذلك قدوم طائرة إسرائيلية جديدة من نوع "نور أطلس" الفرنسية الصنع، واقتربت كذلك من السفينة ليبرتي USS Liberty، وفي أعقاب ذلك قال كبير الضباط الصغار لمن حوله أنه لا داعي للقلق إذا رصدت أجهزة السفينة المحادثة التي دارت بين الطيارين الإسرائيليين وأنهم يعلمون أن السفينة أمريكية.
الأكثر من هذا أن السفينة ليبرتي USS Liberty وبفضل معدات التنصت والرصد عالية التقنية التي كانت مزودة بها رصدت محادثات أطقم اللنشات الإسرائيلية، والذين كانوا يعلمون جيدا أن السفينة التي أمامهم سفينة أمريكية.
برغم ذلك ، صدر أمر العمليات بمهاجمة السفينة ببساطة لأن الإسرائيليين كانوا يريدون ضربها.
صحيفة هآرتس نقلت نص المحادثة التي دارت بين قائد سرب الطائرات الإسرائيلية التي هاجمت ليبرتي USS Liberty وبين القاعدة الأرضية قبل بدأ الهجوم بلحظات.
يقول الطيار الذي يبدو أنه صدم من رؤية العلم الأمريكي: ((لكن يا سيدي إنها سفينة أمريكية ... هل لا تزالون تريدون مواصلة الهجوم)) .. فيأتي الرد من القاعدة: ((نعم نفذ الأمر)) .. يرد الطيار: ((لكن سيدي إنها سفينة أمريكية .. أستطيع رؤية العلم الأمريكي)) .. رد القاعدة: ((لا تهتم بهذا، إضربها)).
كان ذلك التسجيل، دليلا دامغا على أن الإسرائيليين كانوا يعرفون جيدا ماذا يهاجمون في صباح الثامن من يونيو ١٩٦٧.
هذا التسجيل بالتحديد ورد أيضا في كتاب (تذكر سفينة الحرية : غرقت تقريبا بسبب الخيانة في أعالى البحار).
الكتاب أضاف أن السفير الأمريكي السابق في لبنان "دوايت بورتر" قال أن المحادثة تم التقاطها بواسطة طائرة تابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكي، وأنها نقلت عن غير قصد إلي جميع مكاتب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حول العالم.
وثيقة من وثائق المخابرات المركزية الأمريكية التي رفعت عنها السرية بشكل جزئي تشير إلي أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان هو من أصدر أمر الهجوم على سفينة ليبرتي، Credit: CIA. |
كما يستند نفس الكتاب من ضمن العديد من الوثائق التي نشرها، إلي وثيقة من وثائق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA ذاتها، وتقول الوثيقة التي تحمل تاريخ نوفمبر ١٩٦٧ –الوثيقة منشورة كذلك في الموقع الرسمي لوكالة المخابرات الأمريكية- أن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان هو من أصدر شخصيا أمر الهجوم على السفينة، ولم يعارضه سوى أحد الجنرالات والذي وصف الأمر بأنه قتل محض، وهذه الوثيقة لا شك في صحتها إذ أنها منشورة على الموقع الرسمي لوكالة المخابرات المركزية.
هذه الوثيقة تتماشي مع حقيقة أخرى أشار إليها الأستاذ هيكل تقول أن جميع القادة العسكريين الإسرائيليين الذين شاركوا في حرب يونيو ١٩٦٧ عندما وضعوا مذكراتهم الشخصية، حرصوا جميعا على نفي هذه التهمة عن أنفسهم "تهمة إصدار أمر الهجوم علي السفينة ليبرتي USS Liberty، باستثناء واحد فقط هو موشيه دايان الذي لم يتطرق إلي الحادثة أصلا وكأنها لم تقع، وهو ما اعتبره الكثير من المؤرخين إقرارا من دايان نفسه.
الهجوم على ليبرتي:
تكون الهجوم الإسرائيلي على السفينة ليبرتي USS Liberty من شقين، جوا وبحرا، إذ هاجمتها الطائرات من الجو، والتي أطلقت الصواريخ وقنابل النابالم الحارقة، كما سددت نيران مدافعها عيار ٣٠ ملم، وقد أصيب القبطان ماكغوناغلي خلال الهجوم الجوي ضمن ٧٥ مصابا، بينما قتل ثمانية أفراد.
وبينما كانت الطائرات تنسحب، بدأ الهجوم البحري عند الساعة ٣،٢٥ من بعد ظهر ذلك اليوم، حينما أطلقت لنشات الطوربيد طوربيداتها بحرا وسددت نيران مدافعها ضد ليبرتي USS Liberty، ومن إجمالي خمسة طوربيدات، لم يصبها إلا طوربيد واحد فقط لكن الإصابة كانت جسيمة، ما أدي لمقتل ٢٥ فرد وإصابة العشرات.
وقع الهجوم بالتحديد في المياه الدولية، ولم تكن هناك أي فرصة لدي ليبرتي USS Liberty في الدفاع عن نفسها، إذ أن تسليحها خفيف للغاية، فهي كما قلنا سفينة لأغراض التجسس ولم تصمم للمهام القتالية.
الهجوم ذاته حمل دليلا جديدا على كون الإسرائيليين يدركون تماما أنهم يهاجمون سفينة أمريكية، لقد حاولت السفينة ليبرتي USS Liberty طلب النجدة من سفن الأسطول السادس الأمريكي المتواجد بالقرب منها، لكن الطائرات الإسرائيلية قامت بالتشويش على نداءات الاستغاثة التي أطلقتها ليبرتي.
في تصرف شديد العدوانية، هاجمت لنشات الطوربيد الإسرائيلية قوارب النجاة التي أنزلتها السفينة ليبرتي، קודקוד צהוב، (CC BY-SA 3.0)، by Wikimedia commons. |
أنزلت سفينة ليبرتي USS Liberty ثلاثة من سفن النجاة الصغيرة الموضوعة على متنها، لكن الإسرائيليين هاجموها أيضا، وهو انتهاك للقانون الدولى، إذ يعتبر من على متن سفن الإنقاذ عزل من السلاح، فلا تجوز مهاجمتهم حتى ولو كانت السفينة مصرية كما يدعى الإسرائيليين أنهم كانوا يظنون.
بصعوبة شديدة ووسط الهجوم الكاسح استطاعت السفينة ليبرتي USS Liberty الاتصال بحاملة الطائرات الأمريكية ساراتوجا U.S. carrier Saratoga التابعة للأسطول السادس، والتي هبت على الفور لنجدتها، فأقلع من على متنها سرب مكون من 12 طائرة أمريكية.
وهنا نحن على موعد مع أحد أغرب التصرفات في تاريخ الحروب، فعندما تم إبلاغ خبر الهجوم على السفينة ليبرتي USS Liberty إلي وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن، وإعلامها بأن هناك حاليا سرب من الطائرات في طريقها للدفاع عنها، صدر أمر لا يزال موضع استغراب ونقد عنيف حتى اليوم.
لقد أمر وزير الدفاع الأمريكي حينها (روبرت ماكنمارا) الطائرات بالعودة وعدم الاشتباك مع الطائرات الإسرائيلية، يقول الأستاذ حسنين هيكل عن ذلك أن ماكنمارا برر قراره بأن ما حدث كان هجوما إسرائيليا وقع بشكل الخطأ، ولذا كان من الخطأ مقابلته بخطأ الاشتباك مع الإسرائيليين.
وهو تبرير يفتقد لأي منطق، إذ كيف عرف وزير الدفاع الأمريكي وهو في مكتبه في واشنطن أن الهجوم تم بشكل خاطئ؟ ... وكيف يكون ذلك الاستنتاج برغم أن القبطان ويليام ماكغوناغلي قد أبلغ قيادة الأسطول السادس منذ الصباح أن الإسرائيليين يراقبونه بطائرات الاستطلاع، وأنه وضع أعلام الولايات المتحدة على مقدمة وخلفية السفينة بأحجام كبيرة؟.
الرئيس الأمريكي جونسون يستقبل السيد أنور السادات رئيس مجلس الأمة المصري خلال زيارته للولايات المتحدة عام ١٩٦٦، Library of Congress، No known restrictions on publication. |
لقد ظل ذلك التصرف شاهدا على مدى الخنوع الذي تصرفت به إدارة الرئيس الأمريكي جونسون مع إسرائيل في حرب يونيو ١٩٦٧، وتركت علاقته مع الطبيبة اليهودية "ماتيلدا كريم" وقصص عشقه لها، واستغلالها لحالة هيام رئيس الولايات المتحدة بها، الكثير من الأدلة على أن سيدة تدعى ماتيلدا كانت تكره مصر وجمال عبد الناصر، سددت ثمن الهجوم على ليبرتي USS Liberty، هي ومن معها من اللوبي الصهيوني المتنفذ داخل الولايات المتحدة.
ما بعد الكارثة:
لعق الأمريكيين المهانة، قتل منهم 34 بحارا من طاقم السفينة والخبراء العاملين عليها، واصيب 171 آخرين.
قدمت إسرائيل اعتذارا رسميا عن ما سمته "الخطأ"، ودفعت تعويضات لعائلات الضحايا من القتلى والمصابين.
في عام ٢٠٠٢ انتجت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) فيلما وثائقيا عن حادثة الهجوم على السفينة ليبرتي بعنوان USS Liberty: Dead in the Water أو (يو اس اس ليبرتي : قتلى في المياه).