أعلن موقع فيسبوك أنه سيغلق نظامه الخاص بالتعرف علي الوجوه، وما يستتبع ذلك من حذف بيانات بصمات الوجه لما يزيد عن مليار شخص.
علي مدار أحد عشر عاما، بني فيسبوك واحدة من أكبر قواعد بيانات التعرف على الوجه على مستوي العالم، لكنه قرر حذفها، صورة من pxfuel. |
ياتي قرار فيسبوك وسط مخاوف مجتمعية متزايدة بشأن التكنولوجيا وإساءة استخدامها من قبل الحكومات والشرطة في بعض الدول وغيرها.
نظام التعرف علي الوجه.. وداعا:
أنظمة فيسبوك للتعرف علي الوجوه تستطيع أن تتعرف علي الأشخاص وتحددهم تلقائيًا في الصور ومقاطع الفيديو التي يتم نشرها عبر الموقع، ومن ثم تخبر الأشخاص الذين يظهرون فيها إذا ما نشرها مستخدم آخر من قائمة أصدقائهم في الموقع، بشرط أن يكونوا قد فعلوا تلك الميزة علي حساباتهم الشخصية.
فيسبوك قالت أنها تريد تحقيق "توازن صحيح" مع التكنولوجيا، عبر موازنة المزايا التي يقدمها هذا النظام في مقابل المخاوف المتزايدة بشأن استخدام هذه التكنولوجيا، فيما يتعلق بمسائل كالخصوصية، واستخدام بعض الحكومات له، وعددا من المشاكل التنظيمية الأخرى.
وكانت الشركة التي تملك أشهر مواقع التواصل الاجتماعي عالميا قد تعرضت لضغوطات سياسية وقانونية وتنظيمية بسبب استخدامها لنظام التعرف علي الوجه.
بشائر ميتا:
القرار تم الإعلان عنه في بيان اصدرته شركة ميتا Meta، الاسم الجديد للشركة الأم لفيسبوك، موضحة أنها ستقوم بحذف البيانات خلال الأسابيع المقبلة.
يمثل ذلك القرار تحولا هائلا في مسار شركة تتحكم في جزء كبير من عالم صناعة التكنولوجيا، والتي عرف عنها نهمها الشديد بجمع كميات هائلة من البيانات والمعلومات الخاصة بمليارات المستخدمين لها حول العالم.
لكن فيسبوك، أكبر منصة وسائط اجتماعية في العالم، وكجزء من صناعة التكنولوجيا، واجهت حسابًا قاسيا على مدار السنوات القليلة الماضية عن مدى أخلاقيات استخدام التكنولوجيا.
وقد كتب جيروم بيسنتي، وهو نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي للشركة الأم الجديدة لشركة فيسبوك (ميتا) يوم الثلاثاء واصفا القرار: (سيمثل هذا التغيير أحد أكبر التحولات في استخدام تقنية التعرف على الوجه في تاريخ التكنولوجيا).
مضيفا: (إن هذه التكنولوجيا لا تزال في مرحلة وضع مجموعة القواعد الواضحة التي تحكم استخدامها، لذا فوسط حالة عدم اليقين بشأن مستقبلها، فإننا نعتقد أن قصر استخدام نظام التعرف على الوجه في مجموعة ضيقة من حالات الاستخدام هو أمر مناسب).
بهذه الخطوة، يغلق فيسبوك واحدة من تقنياته التي مر عليها أكثر من عقد من الزمان، إذ ظل يقدمها منذ ديسمبر عام ٢٠١٠، وبرغم قرار إغلاقها وحذف بيانات الوجوه لأكثر من مليار شخص، فإن نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة (ميتا) مالكة فيسبوك، اثني عليها قائلا إن هذا النظام لطالما ساعد ضعاف البصر والمكفوفين في التعرف على أصدقائهم في الصور، كما ساعد في منع الاحتيال وانتحال الهوية.
يأتي هذا القرار في نفس الوقت الذي يتم فيه فحص الشركة على نطاق واسع، بحثًا عن الأضرار المحتملة في العالم الحقيقي لمنصاتها الاجتماعية في أعقاب تسريبات لمئات من المستندات الداخلية تضمنت مخالفات كبيرة للشركة.
سربت هذه الوثائق الداخلية من الشركة وتم تقديمها إلي هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية Securities and Exchange Commission، كما وتم تقديمها كذلك إلي الكونغرس الأمريكي بصورة منقحة، بواسطة المستشار القانوني الخاص لموظفة فيسبوك (فرانسيس هوغن) السابقة، والتي تحولت إلي مبلغة عن مخالفات فيسبوك الساعية للربح بعيدا عن الكثير من الاعتبارات الأخلاقية أو القانونية.
وكان من بين تلك التسريبات حقائق عن سوء استغلال مكاتب تسفير العمالة الفلبينية بالذات لفيسبوك فيما يشبه تجارة الرقيق ببيع العاملات وتسفيرهن للعمل في دول الخليج العربي، ما حدا بشركة آبل APPLE لتهديد فيسبوك بحذفها من هواتفها.
ماذا سيحدث:
السيد جيروم بيسنتي ، أوضح للمستخدمين الفارق الذي سيجدونه علي هواتفهم بعد ذلك بوضوح.
باختصار، إذا ما كان المستخدمون قد اختاروا الاشتراك في إعداد التعرف على الوجوه فيما مضي، فسيتم حذف بصمة الوجه المستخدمة في التعرف عليهم.
أما إذا كانوا قد اختاروا إيقاف إعداد التعرف على الوجوه ، قال المسؤول البارز في ميتا إنه لا توجد بصمة وجه لحذفها من الأساس.
مضيفا إن Facebook سيشجع المستخدمين على وضع علامة على المشاركات يدويًا إذا ما ارادوا إعلام أصدقائهم بأنهم نشروا صورا أو فيديوهات تجمعهم سويا.