بعد سلسلة متكررة من حوادث السلامة خلال التدريبات، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي إيقاف تدريبات واحدة من أفضل وحدات القوات الخاصة لديه، السرب 13، أو شايطيت 13، أو وحدة مغاوير البحر الإسرائيلية، بحسب ما كشفت عنه صحيفة معاريف الاسرائيلية واسعة الانتشار.
عناصر من سرب شايطيت 13، سرب القوات الخاصة البحرية الإسرائيلية، صورة من Israeli Navy and IDF Spokesman، (CC BY-SA 4.0, via wikimedia commons) |
يأتي قرار الجيش
الإسرائيلي بتعليق التدريبات في وحدة الكوماندوز البحري بعد سلسلة من الحوادث
الخطيرة استمرت علي مدار الشهرين الماضيين.
إصابات وخسائر:
صحيفة معاريف قالت أن
إحدى تلك الحوادث تسببت في بتر إصبع مجندة، بينما حدث تصادم بين سفينتين في
الحادثة الثانية، ما تسبب في أضرار مادية جسيمة.
لذلك قرر الجيش
الإسرائيلي تعليق التدريبات التي تجريها وحدة القوات الخاصة البحرية شايطيت 13، عدد
من تلك الحوادث لم يبلغ عن وقوعها من قبل.
الحادث الذي أدى إلي
فقدان جندية لإصبعها وقع نحو شهر، وخلال الأسبوع الماضي ومع قرب انتهاء أحد
التدريبات في الوحدة، لحقت أضرار جسيمة بسفينتين نتيجة لتصادمهما، وإن لم تحدث
خسائر بشرية.
تأتي هاتين الحادثتين
بعد شهرين فقط من وقوع حادث آخر أصيب فيه جندي في الجناح الفني لوحدة القوات
الخاصة البحرية الإسرائيلية شايطيت 13 بجروح خطيرة نتيجة حريق اشتعل خلال عمله علي
إحدى السفن بسبب بخار الوقود.
الحادث الأول الذي
تسبب فيه الحريق، انتهي بتحقيق من لجنة من الخبراء والتي أنهت عملها وقدمت تقريرها
بشأن الحادث كما سيتم عرض التحقيق فيه علي قائد البحرية الإسرائيلية، وعلي ما يبدو
فإنه سيتم إجراء تقييمات عن القيادات في الجناح الفني للوحدة ، جنبا إلي جنب مع
التحقيقات التي ستتم بشأن إجراءات الأمن والسلامة المتبعة في الوحدة.
دماء وسط المياه:
الجندية التي فقدت
إصبعها قادها مسارها إلي وحدة القوات الخاصة البحرية الإسرائيلية شايطيت 13 كانت
قادمة من السرب الفني للأسطول الإسرائيلي، وكان من المفترض أن تحصل علي دورة
تدريبية في الوحدة، قبل انتهاء مدة تدريبها وبدأ حياتها العملية، فقدت إصبعها قبل
بداية عملها.
كان من المفترض أن تظل
تلك الجندية خلال فترة التدريب وحتى انتهائه ستكون علي مستوي "المتعلمة بدون
اشتراك في أي عمل بنفسها"، فقط تشاهد وتتعلم. لكن الحادثة وقعت خلال شرح عملي
لكيفية عمل محرك السفينة، إذ قامت بوضع يدها داخل المحرك بينما كان يعمل، ما تسبب
في قطع إصبعها.
فقدت المجندة رأس أحد
أصابعها بشكل كامل نتيجة لتلك الحادثة، وبعد خضوعها للعلاج الطبي، ستمر بفترة من
التدريب الاحترافي، وقد قررت البحرية الإسرائيلية دمجها في التشكيلات الفنية برغم
إصابتها.
التحقيقات التي اجريت
عن الحادثة، انتهت إلي وجود أوجه قصور وسلوكيات مخالفة للإجراءات المقبولة خلال
التدريبات.
من المقرر أن يقوم
فريق من الخبراء بتقديم نتائج هذه التحقيقات إلي قائد وحدة القوات الخاصة البحرية الإسرائيلية
شايطيت 13، كما سيرفع التقرير إلي قائد البحرية ذاته.
القشة التي قصمت ظهر البعير:
تنوعت خسائر تدريبات القوات الخاصة للبحرية الإسرائيلية بين المادية والبشرية خلال فترة زمنية قصيرة، Ziv Koren، Israel Defense Forces |
لكن الحادثة التي تعتبر القشة التي قصمت ظهر
البعير، هي تلك التي وقعت خلال الأسبوع الماضي، خلال تدريب مختصر للمقاتلين
المخضرمين في الوحدة شايطيت 13.
سفينتين من أحدث وأرقي ما تملكه الوحدة في
صفوفها، خرج بها المقاتلين في الوحدة في المهمة التدريبية، لكن ما حدث أن واحدة من
هاتين السفينتين، وكانت تحت قيادة ضابط بحري برتبة رائد، اصطدمت بشكل عنيف بسفينة أخرى في حادث لم يسفر عن وقوع إصابات،
ولكن ألحق أضرارًا جسيمة بالسفن.
ومن بين عدة أمور أخرى كشفت عنها التحقيقات التي أجراها خبراء الأسطول
الإسرائيلي عن وحدة قواتهم الخاصة، أن هناك العديد من الأخطاء القيادية والمهنية
التي ارتكبها الضباط وأدت لوقوع حادث التصادم.
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي صرح
قائلا: "القوات البحرية والوحدة البحرية رقم 13 على وجه الخصوص، يأخذان الأحداث
على محمل الجد. لقد تم التحقيق في جميع الحوادث بعمق في الوحدة، وتم إجراء اتصالات
مع القيادة حول الموضوع، وتوقف التدريب لتحديث إجراءات السلامة. وبالنسبة لبعض
الحوادث يتم فتح فرع للتحقيق لمنع تكرار حالات مماثلة، من أجل استخلاص أفضل الدروس للمستقبل، وانطلاقًا
من الاهتمام المستمر بسلامة جميع من يخدمون في القوات البحرية".
وتعد الوحدة شايطيت
13، واحدة من أهم ثلاث وحدات للقوات الخاصة في إسرائيل بجانب وحدة استطلاع هيئة
الأركان العامة، ووحدة القوات الخاصة بالقوات الجوية، ويستمر تدريب عناصرها لمدة
20 شهر، يشمل القفز بالمظلات، والتدريبات علي الاغارة البرية والبحرية، والغوص
وقيادة السفن وتحمل البرد الشديد والضغط المتزايد، وكانت أشهر عمليات تلك الوحدة
هي الغارة الفاشلة التي استهدفوا فيها ميناء الاسكندرية المصري، والتي انتهت بأسر
ستة من أفرادها، كما شاركت تلك الوحدة في عملية فردان عام 1973 والتي اغتالت فيها
ثلاثة من القادة الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، كما شاركت في حرب لبنان
في الثمانينات والقتال ضد حزب الله في جنوب لبنان، بالإضافة لانتفاضة الأقصى وحرب
لبنان 2006 والنزاعات المتكررة مع قطاع غزة.