أعلن محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية المصري أن بلاده تعمل علي مواجهة (كافة) الاحتمالات في مواجهة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا علي مجرى نهر النيل الأزرق.
السد العالي في أسوان، حيث تبني مصر حاليا منشآت وبنية تحتية حوله لمواجهة احتمال انهيار سد النهضة الإثيوبي، صورة من Orlova-tpe، (CC BY-SA 3.0), via Wikimedia commons. |
سد يعتبره الكثيرون حلما إثيوبيا لبيع المياه لمصر وللسودان أو لمن يدفع أكثر.
الوزير المصري قال أن من بين الاحتمالات التي تدرسها مصر هو احتمال (انهيار) سد النهضة.
الاحتمال الذي سيجلب إلي مصر كميات هائلة من المياه في وقت قصير.
السد العالي:
محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية المصري قال أنه يتم إنشاء (بنية تحتية) حول السد العالي تستطيع إستيعاب كميات كبيرة من المياه، تصل إلي بحيرة ناصر في وقت قصير وغير محدد.
بحيرة ناصر، هي واحدة من تركة كبيرة تركها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، لا تزال مصر تستفيد بها اليوم حتى بعد ما يزيد عن نصف قرن من رحيله.
بحيرة ناصر هي البحيرة الصناعية التي يتجمع فيها المياه خلف جسم السد العالي، ومع طول يبلغ ٥٠٠كم، ومتوسط عرض يصل إلي ١٢كم، تعد البحيرة هي أكبر بحيرة صناعية علي مستوى العالم.
سعة التخزين في بحيرة ناصر تصل إلي ١٦٢ مليار متر مكعب، منهم ٣٢ مليار متر مكعب من المياه يطلق عليها (المخزون الميت)، وهذه الكمية من المياه تسمي بالمخزون الميت لأنه لا يمكن نقلها من خلال فتحات السد، حيث تقع هذه الكمية أسفل منسوب فتحات جسم السد.
وبذلك يتبقي لمصر ١٣٠ مليار متر مكعب من المياه يمكنها استغلالها في أي وقت، وهو ما يشكل الاحتياطي الإستراتيجي لمصر من المياه، والذي كان سببا في حمايتها من العطش في سنوات جفاف الأمطار التي شهدتها الهضبة الإثيوبية خلال عدد من الأعوام.
هذا جنبا إلي جنب مع ثروة سمكية تقدر بعشرات الآلاف من الأطنان.
واحد في المليون:
وزير الري والموارد المائية المصري محمد عبد العاطي قال أيضا إن الدولة المصرية، تضع في اعتبارها فرص إنهيار سد النهضة الإثيوبي ، ولو كان واحد في المليون.
وكان مدير المهندسين بالجيش الإثيوبي قد أدلى بتصريحات عدائية ضد مصر والسودان في نهاية شهر يونيو الماضي، وكان من ضمن ما صرح به أنه ((إذا دمر السد، فلن يكون هناك مصر أو السودان، الطوفان سيجرفهما نحو البحر المتوسط، سد النهضة ضخم لذا علي الجميع حمايته علي حد قوله))، وتابع إدارة الهندسة في الجيش الإثيوبي بأن بلاده "جاهزه للحل العسكري" علي حد وصفه.
الوزير المصري الذي كان يتحدث في الجلسة العامة الثالثة من فعاليات (أسبوع القاهرة للمياه) الذي افتتحه الرئيس المصري يوم الأحد الماضي، أضاف أن البنية التحتية التي تبني حول السد العالي حاليا، جاهزة كذلك لمواجهة احتمالية عدم وصول المياه إلى بحيرة ناصر في الوقت المحدد.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان قد قال في كلمته في افتتاح المؤتمر إن ((الشعب المصري يتابع من كثب تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي)).
وشدد السيسي على تطلع مصر للتوصل في أقرب وقت - وبلا مزيد من الإبطاء - إلى اتفاقية متوازنة وملزمة قانوناً في هذا الشأن، اتساقاً مع البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن في سبتمبر (أيلول) الماضى بشأن سد النهضة الإثيوبي، والذي دعا الدول الثلاث للإسراع في مفاوضات عقد اتفاقية قانونية ملزمة خلال فترة زمنية معقولة، وهو البيان الذي رفضته إثيوبيا، بينما وافقت عليه مصر والسودان.