قد تكون السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية عبر بطاريات يتم إعادة شحنها، قد تكون هي المرشح الأول لتصبح مستقبل تكنولوجيا السيارات، لكن علينا أيضا أن لا نستبعد سيارات الهيدروجين برغم أن الكثيرون يستضعفونها في مواجهة السيارات الكهربائية.
سيارة من نوع h-tron quattro التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين من انتاج شركة اودي، AUDI AG، (CC BY-SA 2.0)، Wikimedia commons |
بل قد لا يمكن لنا أن نستبعد سيارات الهيدروجين، خصوصا إذا ما وضعنا في الاعتبار أن عمالقة مثل بي إم دبيلو BMW، وأودي Audi، يعملان حاليا علي تطوير نماذج أولية لسيارات ركاب تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، جنبا إلي جنب مع أساطيل السيارات التي انتجتها الشركتين، لتعمل بالبطاريات الكهربائية كجزء من الاستعدادات العالمية للتخلي عن الوقود الأحفوري "البنزين والغاز".
رهان حذر:
عمالقة صناعة السيارات الألمانية يحتاطون في رهانهم علي المستقبل، إذ يضعون في حساباتهم أن الرياح السياسية الدولية قد تتغير، وتدفع الحكومات حول العالم نحو سيارات الهيدروجين، خصوصا أن صناعة السيارات الكهربائية قد تشكلت أساسا بفضل قرار شركة تيسلا Tesla الأمريكية ابتكار تلك السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية ، بهدف جعل السيارات صديقة للبيئة.
بحذر شديد وتركيز حاد تفكر شركات صناعة السيارات الألمانية الكبرى، لقد راهنت هذه الشركات بالفعل علي السيارات التي تعمل بوقود الهيدروجين ، ودفعت المليارات من عملة اليورو الأوروبية الموحدة في قطاعات مثل الصلب والكيماويات، لتلبية أهداف تقليل الاحتباس الحراري والحفاظ على المناخ.
وتتابع هذه الشركات أيضا نتائج الانتخابات الألمانية التي ستنطلق بعد أقل من ٤٨ ساعة، والتي تشهد تصاعد أسهم "حزب الخضر" إلي الحكومة الائتلافية، وهو حزب ذو أجندة تهتم بالطبيعة والمناخ ، خصوصا مع انطلاق مظاهرات اليوم في جميع المدن الألمانية من أنصار الحفاظ علي البيئة، والذين شاهدوا بأم أعينهم الثمن الذي دفعته ألمانيا جراء فيضانات هذا العام.
وجود حزب الخضر في الحكومة الائتلافية يعني المزيد من الإنفاق والتركيز علي التكنولوجيا الصديقة للبيئة، وبالتالي دعم مشاريع مثل السيارات التي تعمل بوقود الهيدروجين التي تستبدل البطارية الموجودة في السيارات الكهربائية بخلية تتفاعل مع الهيدروجين، فتتولد الكهرباء، وهذه العملية لا تطلق انبعاثات حرارية تقريبا.
وتعد شركة بي إم دبيلو BMW، هي أكبر مؤيد لسيارات الهيدروجين بين جميع شركات صناعة السيارات في ألمانيا ، حيث ترسم الطريق إلى طرحها لتحاول السيطرة بها علي السوق بشكل شامل بحلول عام ٢٠٣٠.
تضع بي إم دبيلو عينا واحدة من عينيها علي تغيير السياسات في أوروبا والصين، حيث أكبر سوقين للسيارات في العالم، واللذان انفتحا بشكل سريع مؤخرا علي السيارات التي تعمل بالهيدروجين.
دعم حكومي:
في مشروع حصلت الشركة المتميزة علي جزء من تمويله من الحكومة الألمانية، طورت بي إم دبيلو، فخر مدينة ميونيخ الألمانية نموذجًا أوليًا لسيارة تعمل بالهيدروجين استنادًا إلى سيارتها من نوع X5 SUV.
سيارة بي إم دبيلو BMW X5 I Hydrogen ، معرض في مدينة فرانكفورت، ١٦ سبتمبر ٢٠١٩، (CC BY 2.0)، Rutger van der Maar، Wikimedia. |
السيد "يورغن جولدنر"، نائب رئيس شركة BMW والذي يرأس أيضا برنامج السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية ، صرح لوكالة رويترز بأن شركة صناعة السيارات بي إم دبيلو، ستبني أسطولًا تجريبيًا يضم ما يقرب من ١٠٠ سيارة هيدروجين في العام القادم ٢٠٢٢.
مضيفا: "سواء كانت هذه التكنولوجيا الجديدة مدفوعة للأسواق بالسياسة أو بالطلب من المستهلكين، سنكون في بي إم دبيلو مستعدين بمنتجاتنا، وفريقنا يعمل بالفعل حاليا علي تطوير سيارات الجيل القادم التي تعمل بوقود الهيدروجين، ونحن علي وشك الوصول لهذه السيارة، ومقتنعون بشكل حقيقي أن سيارات الهيدروجين سيكون لها حصة كبيرة من السوق خلال العشر سنوات القادمة".
أودي تتجهز:
لدينا أيضا عملاق ألماني آخر يتهيأ لاقتحام سوق سيارات الهيدروجين، إنها أودي العلامة التجارية المتميزة لمجموعة شركات فولكس فاجن VW.
أودي كشفت النقاب عن تجميعها لفريق مكون من أكثر من ١٠٠ ميكانيكي ومهندس، للقيام بالبحث في مجال خلايا وقود الهيدروجين، ليكونوا جاهزين لطرحها في سيارات مجموعة فولكس فاجن بأكملها وليس أودي فقط، لقد أثمر هذا الجهد بالفعل وأصبح لديهم الآن عددا من النماذج التجريبية.
تكلفة عالية للغاية:
أكبر صناع الشاحنات في العالم، وهم "شركة دايملر" التي تنتج شاحنات مرسيدس، وكذلك شركة فولفو Volvo Trucks من السويد، والكورية الجنوبية هيونداي Hyundai، يعتبرون جميعا الرهان علي السيارات التي تعمل بوقود الهيدروجين "شيئا أكيدا".
المسألة هنا فنية بحتة بشأن الشاحنات بالتحديد، فالبطاريات التي تلزم تحريك الشاحنات المحملة باطنان من البضائع، هي بطاريات ثقيلة جدا، مما يؤثر علي كفاءة الشاحنة، كما يقلل من جدواها الاقتصادية، إذ يقلل بالتبعية كمية الحمولة، وهي خسارة لشركات الشحن بكل تأكيد، وبالتالي تحتاج الشركات المصنعة لشاحنات ترضي زبائنها.
وبرغم من أن السيارات التي تعمل بخلايا الهيدروجين هي الحل البديل للحفاظ علي البيئة، فإن تقنية تمرير الهيدروجين عبر محفز داخل خلايا لانتاج الكهرباء، هي تكنولوجيا مكلفة للغاية بالنسبة لسوق السيارات الشامل، وليس للشاحنات فحسب.
ذلك لأن خلايا انتاج الكهرباء من الهيدروجين، هي خلايا معقدة، وتحتوي على مواد باهظة الثمن ، وعلى الرغم من أن التزود بوقود الهيدروجين أسرع من شحن البطارية بالكهرباء، فإن البنية التحتية من محطات التزويد بالوقود التي تملك القدرة والمعدان اللازمة لتزويد السيارات بالهيدروجين أكثر ندرة.
غضب داخلي:
لا يمكن تحت أي حال، فصل هذه الجهود عن الغضب الداخلي من الشعب الألماني نفسه تجاه شركات صناعة السيارات الألمانية ، والتي تثمر في النهاية في صناديق الاقتراع، وتوجه الحكومة في ألمانيا، وكذلك الحال في عدد من الدول الأوروبية الأخرى.
الغضب يتركز تحديد تجاه بي إم دبيلو BMW ودايملر Daimler العملاقة صاحبة علامة ميرسيدس.
بجانب السياسيين، هناك القضاء أيضا، فمنذ عدة أيام فقط، رفع عدد من نشطاء البيئة الألمان دعوى قضائية ضد بي إم دبيلو ودايملر، بسبب رفض الشركتين الإلتزام بتشديد انخفاض انبعاثات الكربون، في أول حالة تحدث لمواطنين ألمان يقومون بمقاضاة شركات ألمانية لتسببها في تفاقم التغير المناخي.
مظاهرة سابقة من مظاهرات الجمعة من أجل المستقبل للدفاع عن البيئة، ميونيخ، ألمانيا، Martin von Creytz،)(CC BY-S 2 |
الدعوى رفعتها منظمة "مساعدات البيئة الألمانية" Deutsche Umwelthilfe (DUH)، غير الحكومية، وهناك دعوى ثانية رفعت ضد شركة فولكس فاجن بالتحديد VW، رفعها الفرع الألماني في منظمة السلام الأخضر Greenpeace بالتعاون مع السيدة "كلارا ماير" الناشطة البيئية المعروفة والتي نظمت تظاهرات اليوم التي انطلقت في مدن ألمانيا كاملة تحت اسم Friday for Future أو الجمعة للمستقبل، ومنحت المجموعة التي رفعت الدعوى الثانية مهلة لشركة فولكس فاجن للرد تنتهي في ٢٩ أكتوبر المقبل.
المشكلة هنا قد تتمثل في أن شركات صناعة السيارات الألمانية الكبرى قد تجد نفسها في حيرة، فبالتأكيد لا تزال تكنولوجيا سيارات الهيدروجين متأخرة جدا في السباق نحو الدخول للسوق بسعر ميسور، وهذا يعني أن جماعات الضغط البيئية قد تفضل إعطاء الأولوية في الوقت الحالي للسيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية ، لأنهم سيجدون أن تلك السيارات هي أسرع طريقة للوصول لهدفهم الرئيسي المتمثل في إزالة السيارات ووسائل المواصلات التي تخلف الكربون في البيئة.
برغم ذلك، يدعم أنصار الحفاظ علي البيئة ومنهم المنتمين لحزب الخضر استخدام وقود الهيدروجين حتى في الطائرات والسفن، ويريدون أن يتم الاستثمار بكثافة في انتاج الهيدروجين الأخضر Green Hydrogen لتلك الأغراض. -الهيدروجين الأخضر هو نتاج فصل ذرات الأوكسجين عن ذرات الهيدروجين في الماء باستخدام تيار كهربائي، واذا كانت الكهرباء نتاج طاقة متجددة كالشمس أو الرياح، فإنها لا تنتج غاز ثاني أوكسيد الكربون، لذا يسمي بالهيدروجين الأخضر.
لكن الهيدروجين الأخضر يعيبه أنه يحتاج لكمية كبيرة من طاقة الرياح أو الشمس، لذا فهو بطيء في إنتاجه، والسوق يتسع وشراهته نحو الطاقة تزداد كل يوم.
برغم ذلك يدافع تحالف الأحزاب المكون لحزب الخضر عن ضرورة الإتجاه إلي استخدام الهيدروجين الأخضر ، جاء ذلك علي لسان ستيفان جيلبار، المتحدث باسم سياسة النقل لحزب الخضر في البرلمان الاتحادي الألماني "البوندستاغ" حين قال أن الهيدروجين سيلعب دورا مهما للغاية في صناعة النقل.
بوليصة تأمين:
في منتصف العام ٢٠١٥، تفجرت فضيحة بحق فولكس فاجن VW لاتزال تطارد سمعتها حتى اليوم.
انكشفت حقيقة أن الشركة العملاقة التي تضم شركة فولكس فاجن وسكودا وسيات وبورشه ، زودت ملايين من سياراتها حول العالم ببرنامج معلوماتي يقدم معلومات مغشوشة في اختبارات التلوث الناتجة عن السيارات.
حولت الفضيحة سيارات الشركة التي تعمل بمحركات الديزل الأقل في استهلاك الوقود، من قديسة، إلي سيارات آثمة وسيئة السمعة.
لا تريد أي شركة أن تتكرر الفضيحة معها، بل يريد الجميع استباق قادم الأيام، وعمل ما يشبه بوليصة التأمين علي سياراتها بتحويلها للعمل بالهيدروجين، علي خلفية استهداف الاتحاد الأوروبي فرض حظر علي السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري كالبنزين والغاز بعد عام ٢٠٣٥، لذا فهذه السنوات تمثل فرصة ذهبية للبحث والتطوير والانتاج، وتهيئة السوق لذلك النوع من السيارات.
فحتى شركة دايملر التي أعلنت العام الماضي أنها ستخفض انتاج سياراتها من نوع مرسيدس-بنز GLC F-CELL ، وهي سيارة دفع رباعي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين ، إلا أن مصدر مطلع داخل الشركة قال لوكالة رويترز إنه يمكن لشركته أن تعيد بسهولة وبسرعة هذا المشروع، إذا ما قررت المفوضية الأوروبية أو الحكومة الألمانية الترويج لاستخدام سيلرات الهيدروجين.
رئيس الانتاج في شركة دايملر "يورغ بورزر" عندما تلقي أسئلة عن خطط شركته في هذا الصدد أفاد أن شركته تركز أولا علي السيارات التي تعمل ببطاريات الكهرباء أولا، لكنها أيضا تتعاون مع رجال الشاحنات -سبق وأن أوضحنا أن قطاع الشاحنات لا يفضل بطاريات الكهرباء لثقل حجمها-.
التكنولوجيا موجودة دوما:
لسنوات، ظل صناع السيارات اليابانيين مثل تويوتا Toyota، نيسان Nissan ، وهوندا Honda ، و الكورية الجنوبية هيونداي Hyundai، هي الشركات الوحيدة التي تطور سيارات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.
لكن أصبح لديهم منافس اليوم، انهم الصينيين كالعادة، حيث تعمل الصين حاليا علي توسيع البنية التحتية ومحطات تزويد السيارات بالهيدروجين، كما أن العديد من شركاتها تعمل علي تطوير وانتاج سيارات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، من ضمنها شركة جرييت وول موتور Great Wall Motor التي تعمل حاليا علي مشروع سيارة رياضية متعددة الأغراض SUV تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.
ومع رغبة الاتحاد الأوروبي في بناء المزيد من محطات تزويد بوقود الهيدروجين ، يتوقع البعض أنه وفي غضون عامين إلي ثلاثة أعوام فقط، سنري سيارات الهيدروجين تسير في الطرقات بأعداد معتبرة.
من بين هؤلاء جوشوا كوب، محلل سوق وصناعة السيارات في وكالة "فيتش سوليوشنز" Fitch Solutions العالمية المتخصصة في الأبحاث والتوقعات الاقتصادية، والذي يضيف أن تلك الفترة ستشهد بحث الشركات والدول والاتحاد الأوروبي عن كيفية حصول المستهلكين الذين سيشترون تلك الطرازات من السيارات علي ما يكفي من الهيدروجين الأخضر من مصادر متجددة، لأن استخدام مصادر الطاقة التقليدية في إنتاجه، سيجعل السيارات تستهلك بنزين وغاز وربما فحم، أكثر مما تستخدمه من تموينها به مباشرة.
لكنه أضاف : (ليس بعيدا عن أرض الواقع القول بأنه لو وصل تحالف الخضر الألماني إلي السلطة، فإنهم سيسرعون الدفع نحو اعتماد لوائح وقوانين تعطي أفضلية للسيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين).
السيد "يورغن جولدنر"، نائب رئيس شركة بي إم دبيلو BMW ورئيس برنامج الشركة لانتاج السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية ، يقر بأن تكنولوجيا تسيير السيارات بخلايا وقود الهيدروجين مكلفة للغاية، مكلفة لدرجة أنه لا يمكن أن تباع سيارات الهيدروجين في السوق اليوم، لكنهم يرون أن هذه التكاليف ستقل مع استثمار شركات النقل بالشاحنات في شراء شاحنات تعمل بالهيدروجين، لأن الشاحنات الكهربائية يعيبها كما أوضحنا عيب كبير هو ثقل حجم بطاريتها، وسنجد أن السوق سيحفل بالشاحنات من هذا النوع.
وليثبت كفاءة أول نموذج تنتجه بي إم دبيلو BMW من السيارات التي تعمل بالهيدروجين ، اصطحب جولدنر مراسل وكالة رويترز معه في جوله بالسيارة من فئة X5، وسار بسرعة تصل إلي ١٨٠ كم/ س (١١٢ ميل في الساعة) على الطريق السريع بالقرب من مقر الشركة في ميونيخ.. وفي غضون بضع دقائق ، كان قد زودها بوقودًا كافيًا للسير لمسافة ٥٠٠ كيلومتر باستخدام مضخة غاز الهيدروجين في محطة بنزين تابعة لشركة توتال.
بعد الجولة قال جولدنر لمراسل رويترز أن شركته بي إم دبيلو BMW تري أن سيارات الهيدروجين قد تكون "مكملة" لمجموعة الطرازات التي اطلقتها وتعمل ببطاريات الكهرباء، ويمكن أن تخرج للنور سيارة تستعمل نفس المحرك iX الكهربائي بالكامل من BMW، يمكن شحنها بالكهرباء إن اراد مالكها، أو حتى تزويدها بالهيدروجين إن أراد التزود بالوقود بسرعة ولم يكن لديه وقت لانتظار شحن البطارية.
وأضاف: (عندما يأتي المستقبل حاملا شعار صفر انبعاثات حرارية، فإننا في بي إم دبيلو نؤمن بأنه من الافضل أن يكون لدينا حلين بدلا من حلا واحدا).
طريق طويل ومتعرج:
مع ذلك ، يري الخبير كوب من وكالة فيتش سوليوشنز Fitch Solutions إن الأمر سيستغرق سنوات قبل ترجمة أي دعم سياسي أوروبي للسيارات التي تعمل بالهيدروجين، إلي تحقيقها مبيعات كبيرة بالفعل.
مازدا اليابانية قدمت RX-8 RE كنموذج لسيارة هيدروجين من إنتاجها، 160SX، GNU Free Documentation License, Version 1.2، Wikimedia Commons |
خبراء آخرون يرون أن السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية عبر الهيدروجين ستأتي متأخرة بعد أن يتم الاعتماد علي خلايا الهيدروجين في الطائرات وشاحنات نقل البضائع، وحينها، سيتحفز سوق السيارات لاستخدام الهيدروجين.
مستشارين شركة Lmc الأمريكية لخدمات استشارات ودراسات سوق للسيارات ، يتوقعون أن مبيعات السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية لن تتجاوز حصتها من المبيعات في أوروبا نسبة ٠،١٪ حتى عام ٢٠٣٠، وإنها ستحتاج للانتظار حتى عام ٢٠٣٥ حتى يظهر لها أثر ونسبة معتبرة في المبيعات.
وحتى الشركات الكبرى لديها وجهات نظر مختلفة حول مستقبل سيارات الهيدروجين ، بل إن النزاع قد وصل لداخل مجموعات الشركات نفسها.
فبينما تبحث أودي عن انتاج سيارات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين ، فإن الرئيس التنفيذي للمجموعة التي تتبعها فولكس فاجن هربرت ديس كان قد شن هجوما لاذعًا علي السيارات التي تعمل بالهيدروجين.
السيد هربرت ديس قال في تغريدة هذا العام "لقد أثبتت سيارة الهيدروجين أنها ليست الحل لمشكلة تغير المناخ، بل انها مضيعة للوقت".
أما ستيفان هيربست ، المدير العام لشركة تويوتا Toyota اليابانية في أوروبا ، فلديه وجهة نظر مختلفة.
إذ قال متحدثًا عن دوره كعضو في مجموعة أعمال مجلس الهيدروجين ، والتي تتوقع أن الهيدروجين سيشغل أكثر من ٤٠٠ مليون سيارة بحلول عام ٢٠٥٠ ، قال هيربست إنه واثق من أن الحكومات الآن قد حددت أهدافًا طموحة لخفض الكربون ، وستدفع بسيارات الهيدروجين إلى جانب السيارات الكهربائية الني تعمل بالبطارية.
وأضاف "نعتقد بقوة أن هذه ليست مسألة أي من السيارتين الكهربائية أو الهيدروجينية، نحن بحاجة إلى كلتا التقنيتين معا".
-------
ترجمة المعرفة للدراسات.
تقرير لوكالة رويترز من إعداد نيك كاري. شارك في التغطية كريستينا أمان في برلين وكريستوف ستيتز في فرانكفورت. تحرير جوزيف وايت وبرافين شار.