رغم بدء فصل الصيف في جمع أوراقه والمغادرة، إلا أن يوم الأربعاء ١٥ سبتمبر الجاري كان ساخنا للغاية، ساخنا إلي درجة أن وصفه باليوم التاريخي لا يحمل أي مبالغات، ففيه أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا تحالفا إستراتيجيا تحت اسم أوكوس (AUKUS) من الجلي تماما أنه موجه ضد العملاق الصيني الذي أظهر غضبه من هذا التحالف.
في ذات الليلة أيضا، أحدثت أمريكا وبريطانيا شرخا تاريخيا في علاقتها مع فرنسا قد لا يمكن التئامه بسهولة، بعد أن فعلت ما تعتبره باريس سرقة في وضح النهار لصفقة الغواصات الفلكية التي كانت قد أبرمتها هي مع أستراليا عام ٢٠١٦.
السر الكبير:
الأمر ليس ببسيط أو هين، فهذا القرار الأسترالي المفاجئ بإلغاء صفقة الغواصات الفرنسية لصالح ثمانية غواصات تعمل بالطاقة النووية ستحصل عليها من أمريكا وبريطانيا. يعكس جدية العاصمة الأسترالية كانبرا لامتلاك ردع أقوى ضد ما تعتبره هي تهديدات من الصين.
لكن ولمنع أي اختلاط في الأفكار، تنبغي الإشارة هنا إلي أن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية ليست غواصات تحمل أسلحة نووية، بل إن محركاتها ذاتها تعمل بالطاقة النووية، مما يعطيها قدرات أداء خرافية من أبرزها قدرتها علي الغوص المستمر تحت الماء وتقطع كوكب الأرض كله دون أن تحتاج للخروج إلي السطح لتجديد الهواء ولو لمرة واحدة.
هكذا سيجعل الاتفاق أستراليا أول دولة لا تمتلك أسلحة نووية، تحصل على غواصات تعمل بالطاقة النووية.
بشكل مسرحي كان سيلهم أستاذ المسرح الهزلي الفرنسي في القرن السابع عشر "موليير" لكتابة واحدة من مسرحياته الساخرة، وقف الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في مؤتمر ثلاثي عقد بالفيديو ليل الأربعاء الماضي، ليعلنوا للعالم ما سمي "ميثاق أوكوس AUKUS".
الميثاق الذي يشير للحروف الاولى من أسماء الدول الثلاثة المنضمة إليه عن شهور من المباحثات عالية السرية بين حكومات تلك الدول، والتي تركزت علي نقل تكنولوجيا الغواصات النووية إلي أستراليا، إنها فكرة نبتت منذ أكثر من عام، لكن الرئيس بايدن ومنذ وصوله للحكم في يناير الماضي، دفع بحماس شديد تلك المفاوضات للمضي قدما.
لقد كانت المباحثات علي قدر من السرية، إلي الحد الذي جعل معظم أعضاء المؤسسات السياسية والحكومية في استراليا يستمعون للمؤتمر الصحفي الذي تم الإعلان فيه عن الميثاق وصفقة الغواصات الجديدة تماما كما يستمع إليه الناس العاديين دون أن يكون لديهم أي فكرة مسبقة عما أعلن فيه.
قامت فلسفة السرية في تلك المفاوضات بالنظر للطبيعة الحساسة لتلك التكنولوجيا الخاصة بغواصات الدفع النووي، واحتمال غضب الصين، وأعتقد جميع المشاركين فيها أن أي كلمة يتم تسريبها يمكن أن تحبط الأمر برمته.
كان اجتماع مجموعة الدول السبع الكبرى الذي عقد علي خليج كاربيس في كورنوال في إنجلترا في يونيو الماضي، هو المكان الذي شهد تبلور الاتفاق وانطلاقته القوية.
لعلنا نتذكر أن الفرنسيين قد يكونوا التقطوا إشارات من أستراليا بالتحديد، والتي أشارت في شهر يونيو كذلك وهو نفس موعد قمة مجموعة السبع الكبرى، أنها تبحث عن طريقة للتخلص من العقد الذي يربطها بشركة "Naval Group نافال جروب" للصناعات البحرية الفرنسية لبناء ١٢ غواصة من طراز باراكودا Barracuda وهي أكبر غواصات تقليدية تعمل بمحركات الديزل في العالم، والذي اتفقت عليه لتحصل علي غواصات جديدة تحل محل غواصاتها القديمة من فئة Collins التابعة للبحرية الملكية الأسترالية.
كما نتذكر أيضا، أنه وردا على سؤال من لجنة بمجلس الشيوخ حول قضايا تتعلق بالصفقة، قال وزير الدفاع الأسترالي جريج موريارتي: "اتضح لي أننا كنا نواجه تحديات ... على مدى ١٢ إلى ١٥ شهرًا الماضية". وأضاف في تلك الجلسة إن حكومته تدرس خياراتها ، بما في ذلك ما يمكن أن تفعله إذا كانت "غير قادرة على المضي قدما" في الاتفاق الفرنسي.
خلق عدو:
بعض المتأملين للصفقة، يرون أن الولايات المتحدة وبريطانيا نجحتا بالفعل في فعل شيء هام في خلق قوة بحرية حليفة لهما قادرة علي مواجهة القوة البحرية المتنامية للصين خصوصا في منطقة المحيطين الهندي والهادي، لكنها وحين فعلت ذلك، حولت دولة من المفترض أنها حليف تاريخي لها إلي عدو حقيقي.
المسؤولين الفرنسيين اتهموا الرئيس الأمريكي أنه تصرف مثل سلفه دونالد ترامب.
ردود الأفعال في المعسكر الغربي والذي من المفترض أن يتصرف ككيان واحد في مواجهة بكين، اتسمت بالحدة والتضارب، وأظهرت أن الغرب قد يحدث به انشقاقات وخلافات كبرى، ستصب في النهاية لصالح الصين.
فعند الإعلان عن الصفقة يوم الأربعاء قال بايدن إن الهدف منها تعزيز التحالفات وتحديثها مع تغير الأولويات الاستراتيجية، ولكن يبدو أنه فعل بالضبط عكس ما أراد تحقيقه، فهو من ناحية قطع علاقات الود مع حليف أوروبي شديد الأهمية كفرنسا التي استدعت سفيرها من بلاده، وزاد الطين بله أنه فاقم سوء علاقات بلاده السيئة أصلا مع الصين، التي أبرزت ردود أفعالها أن الرئيس الصيني شي جين بينغ شديد الحنق ويستشيط غضبا من إعطاء أستراليا غواصات بتلك القدرات النووية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو بنفسه من اتخذ قرار سحب سفيري بلاده من أمريكا وأستراليا في آن واحد، أما وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" فقال في بيان إن هذا القرار التاريخي بسبب "الخطورة الاستثنائية" للمسألة. وأضاف لودريان بأن ماحدث هو "خيانة، وأن الولايات المتحدة وأستراليا طعنتا فرنسا في ظهرها".
لورديان وهو أحد أقوي رجال فرنسا، أضاف أن الوضع يمثل أزمة خطيرة، وصرح لراديو إذاعة فرانس إنفو بإن ما حدث لصفقة الغواصات كان قرارًا أحاديًا ووحشيًا ولا يمكن التنبؤ به من جانب الولايات المتحدة، مضيفا أنه يشعر بالغضب الشديد، فما حدث هو شيء لا يمكن أن يفعله الحلفاء ببعضهم البعض.
الوزير الذي خصص وقتا كبيرا للتحدث إلي الشعب الفرنسي الغاضب بشدة، قال في تصريحات أخرى له لتليفزيون "فرانس ٢" أن هذا "كذب، وازدراء وخرق كبير للثقة، وهذه الصفقة لن تنجح".
وأضاف أن سحب سفيرا بلاده من أمريكا وأستراليا هو مجرد عمل رمزي للغاية، لأن ما سيحدث بالفعل أن فرنسا التي تشعر بالتعاسة مما حدث، ستعيد تقييم مواقفها بشكل كامل للدفاع عن مصالحها.
أما وزيرة الجيوش الفرنسية "فلورانس بارلي" فوصفت ما حدث بالخطوة الخطيرة علي صعيد السياسة الدولية، ومن الناحية الجيوسياسية، وأن بلادها تدرك كيف تتعامل الولايات المتحدة مع حلفائها. بينما قال مصدر دبلوماسي في فرنسا لوكالة رويترز إن هذه هي المرة الأولى التي تستدعي فيها باريس سفراءها بهذه الطريقة.
جان بيير ثيبولت، وهو السفير الفرنسي لدي أستراليا، كانت آخر كلماته في تصريحات غاضبة أدلى بها للصحفيين قبيل مغادرته أستراليا عائدا لفرنسا تنفيذا للقرار، فقال: ((لقد كان هذا خطأً فادحًا، وتعامل سيئا للغاية مع الشراكة -لأن اتفاقنا لم يكن عقدًا، لقد كانت شراكة، كانت من المفترض أن تقوم على الثقة والتفاهم المتبادل والصدق)).
لا غرابة في عاصفة الغضب الفرنسي، نتحدث عن صفقة هي الأغلى بين كل الصفقات العسكرية حول العالم منذ عقود، صفقة تدر علي فرنسا مالا وفيرا يعطي دفعة هائلة لاقتصادها المتضرر من جائحة فيروس كورونا، ويوفر للمواطنين الفرنسيين وظائف وفرص عمل بالآلاف، وخسارة فادحة لإيرادات شركات التصنيع العسكري فيها، والتي كانت نستخدم جزءا كبيرا منها في أبحاث تطوير مشاريع أكثر تطورا وتقدما لانتاجها في المستقبل.
كعكة هائلة خطفت من فرنسا خطفا دون أن تشعر وأعطيت للشركات الأمريكية والبريطانية لتلتهمها، والحقيقة أن المعرفة للدراسات لم تعثر علي رقم محدد للصفقة، فالمصادر الأهم عالميا بينها تضارب كبير في تقدير قيمتها، فمثلا:
- نيويورك تايمز الأمريكية: تقدرها بقيمة ٦٦ مليار دولار أمريكي.
- بيزنس إنسايدر: تقدرها بقيمة ٥٠ مليار دولار أمريكي.
- المعهد الملكي البريطاني للدراسات الإستراتيجية IISS: يقدرها بقيمة ٩٠ مليار دولار أمريكي.
- وكالة أنباء رويترز: ٤٠ مليار دولار أمريكي.
- صحيفة بوليتيكو الأمريكية: ما يزيد عن ٥٠ مليار دولار أمريكي.
- دتش ويلا الألمانية: ٣٨،٦ مليار دولار أمريكي.
- وكالة أسوشيتد برس: ٤٣ مليار دولار أمريكي.
وأيا يكن الرقم الصحيح بين كل هذه الأرقام، والتي قد يرجع الاختلافات الضخمة بينها إلي أن الصفقة نفسها شهدت تضخما متزايدا بمرور الوقت في قيمة إنجازها منذ ٢٠١٦ حتى اليوم، فربما اعتمدت بعض المصادر مبلغ بداية الصفقة، واعتمد بعضها علي المبالغ التي وصلت إليها الصفقة مع مرور الوقت وارتفاع التكلفة.
فمن أقلهم إلي أعلاهم، نفهم أن الفرنسيين لن يكتفوا بالتصريحات، وأنهم لن يغفروا لأمريكا ما حدث، إنهم بكل تأكيد قادرين علي تكوين تحالف أوروبي يبتعد عن الولايات المتحدة، وقادرين علي شق الصف في حلف الناتو، وقادرين علي مناكفة أمريكا في الكثير من القضايا، ويبدو أننا سنشهد فترة صعبة للغاية في الصداقة القديمة بين فرنسا وأمريكا.
الفرنسيين بالفعل بدأو التحركات المضادة، ونري ذلك بوضوح في بيان الخارجية الفرنسية الرسمي والذي جاء فيه أن "القرار المؤسف الذي تم الإعلان عنه للتو يؤكد فحسب ضرورة إثارة مسألة الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي بصوت عال وواضح. ما من طريقة أخرى جديرة بالثقة للدفاع عن مصالحنا وقيمنا في العالم".
وكتأكيد للغضب، ألغت فرنسا حفلا كان مقررا له يوم الجمعة الماضي في سفارتها في واشنطن لإحياء الذكرى الـ ٢٤٠ لحرب الاستقلال الأمريكية.
وهكذا، لقد أصبح ميثاق أوكوس AUKUS الذي وقع في العام الأول من حكم الرئيس بايدن بكل تأكيد ميثاقا تاريخيا، لكنه قد يكون أحد أكثرهم غباءا في التاريخ، والعكس صحيح، فقط هي الأحداث والأيام المقبلة التي ستكشف لنا هل حركت أمريكا وبريطانيا وأستراليا أحجارهم علي رقعة الشطرنج في لعبة الأمم بذكاء، ام دون حساب للهجمات المضادة، من الصديق الذي أنقلب ليشعل نزاعا مريرا في حلف الناتو، قبل العدو الذي يزداد قوة كل يوم.
لكن، وبعيدا عن الإطار التقليدي للتفكير في الأمور، فهل يكون ميثاق أوكوس AUKUS بآثاره الضارة علي حلف الناتو، هو ذاته المؤسس لتحالف أمريكي جديد، يجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم الأنجلوسكسوني -الأنجلوسكسون هو مصطلح يشير لقبائل سكنت إنجلترا منذ قرون طويلة، وسياسيا يشير لعدد من الدول ذات الأرث والتقاليد بل وحتى النظم القانونية والسياسية البريطانية الأصيلة مثل إنجلترا بطبيعة الحال، وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وعدد آخر من الدول-... فهل غيرت واشنطن تحالفاتها بالفعل أو حتى بدأت التمهيد لذلك؟.
طبول الصحافة الأمريكية:
في ذات الوقت الذي تشتعل فيه باريس غضبا، وينظر الصينيين بحنق لما يجري، انطلقت الصحافة الأمريكية في وصلة من التطبيل لقرار بلادها بسلب الصفقة من فرنسا، بل لم تجد مانعا من إيجاد التبريرات، وهو أمر لا تلام عليه الصحافة الأمريكية التي وبكل تأكيد تسعي لمصلحة بلادها، لكنه يوضح للقارئ الكريم، كيف تدار العلاقات بين الدول، وأنها تبني علي المصالح فحسب.
نطالع مثلا في صحيفة "بوليتيكو" اليومية، أن الأستراليين ذهبوا إلي أمريكا وبريطانيا مضطرين بسبب شهور مما وصفته بالأداء السيء والتأخير الفرنسي في صفقة الغواصات التي عقدها الفرنسيين مع أستراليا.
أما الصحيفة الإلكترونية بيزنس إنسايدر فقالت أن الصفقة الأسترالية مع فرنسا تجاوزت الميزانية المحددة، كما حدثت اشتباكات بين البلدين حول مدى إنجاز العمل بسبب الاختلافات الثقافية بين الدولتين في موضوع "العطلات والاجازات"... معتبرة أن سنوات من المعاناة هي التي أضاعت من فرنسا الصفقة.
بيزنس إنسايدر أضافت أنه مع تضخم تكاليف الصفقة كان الأستراليين يشعرون بالدهشة لأن الفرنسيين كانوا يأخذون إجازة شهرية كل صيف!!.
المعهد البحري الأمريكي كذلك أشترك في الموجة معتبرا أن الصفقة الأسترالية جاءت لأن الأستراليين اكتشفوا أن الغواصات الفرنسية لن تلبي احتياجاتهم.
والحقيقة، أنه كان من المعروف بالفعل أن الشراكة الفرنسية - الأسترالية بشأن الغواصات كانت في ورطة عميقة بالفعل، وتعاني من التأخيرات هذا صحيح، وأن الطرفان وصلا لمرحلة الغل المتبادل، إلا أن هذا الاستبدال وبتلك الطريقة، كان أمرا نزل كالصاعقة.
تبرير كانبرا:
غواصة أسترالية من الفئة التي تريد اخراجها من الخدمة، تدخل ميناء بيرل هاربور الأمريكي في تدريب مشترك مع البحرية الأمريكية، Josn Ryan C. Mcginley, Usn, Released to Public, picryl |
المسؤولين في العاصمة الأسترالية كانبرا يرون أنهم اتخذوا القرار الذي يلبي الاحتياجات الاستراتيجية لبلادهم في البحر، مع التغير الذي حدث الظروف الإستراتيجية بالمنطقة، ففرنسا كانت ستعطيهم غواصات أتّاك تعمل بأنظمة الدفع التقليدية، فحصلوا علي غواصات تعمل بالدفع النووي، فما حدث ليس تغييرا في الرأي بل تغييرا في "الاحتياجات". هكذا برر رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون" قراره.
أستراليا أيضا أعربت عما سمته "الأسف" تجاه قرار فرنسا باستدعاء سفيرها، وأنها "تقدر" علاقاتها مع باريس، وستستمر في التواصل معها بشأن القضايا الأخرى.
وفي تصريح لوكالة أسوشيتد برس، قال بيتر جينينغز ، وهو رئيس معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي ، إن قرار أستراليا الحصول على غواصات نووية كان ردًا على القوة العسكرية المتزايدة للصين ، والتنمر العدواني الذي تمارسه علي أستراليا ، وترهيبها لليابان وتايوان.
مضيفا أنه يجب أن يطلق الأستراليين على الغواصة الأولى في هذه الفئة الجديدة اسم الرئيس الصيني " شي جين بينغ "، لأنه لا يوجد شخص مسؤول أكثر عن انزلاق أستراليا في هذا المسار من الزعيم الحالي للحزب الشيوعي الصيني.
اعتراضات اقليمية:
لا يمكن هنا نسيان المنطقة المتوترة أصلا والتي تثور فيها مشكلات شبه يومية بين عديد الدول بسبب تنازعها السيادة علي المجالات البحرية والجوية.
ماليزيا علي سبيل المثال، وهي دولة تصعد علاقتها مع الصين، وتهوي في حين آخر خصوصا مع نزاعاتها البحرية مع الصين علي بعض المناطق، انضمت لحزب معارضين تلك الصفقة، وكانت لها أسبابها الخاصة، والمنطقية.
ففي بيان صادر عن مكتب رئيس وزرائها "إسماعيل صبري يعقوب"، جاء أن بلاده تري قرار أستراليا ببناء غواصات تعمل بالطاقة النووية قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي إقليمي.
وفي إشارة للصين، قال البيان دون ذكرها بشكل صريح إن هذا القرار سيثير قوى أخرى للعمل بقوة أكبر في المنطقة وخاصة في بحر الصين الجنوبي.
الصين نفسها وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، إن تحالف "أوكوس" يلحق ضرراً خطيراً بالسلام والاستقرار الإقليميين، ويزيد من حدة سباق التسلح، ويقوض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
من المؤكد أن الصينيين شرعوا منذ عشرين عاما بخطوات متصاعدة وسريعة في بناء قوة بحرية جبارة يراها الخبراء العسكريين حاليا في المرتبة الثانية بترتيب الأقوى عالميا بعد البحرية الأمريكية مباشرة، وأنهم أصبحوا يتصرفون بحزم تجاه بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد الطبيعية وبمصايد الأسماك، لذا فإننا قد نكون على موعد مع كثير من الدراما إن حاول الأستراليين التفاخر بغواصاتهم الجديدة.