شركة شاومي Xiaomi، العملاق الصيني في مجال البحث والتطوير والمبيعات للهواتف الذكية، وإنترنت الأشياء (IoTs) ومنتجات نمط الحياة وتوفير خدمات الإنترنت والأعمال الاستثمارية، تجهز نفسها الآن لتضمين صناعة الرقائق الدقيقة Microchip ضمن منتجاتها.
متجر لمنتجات شركة شاومي في مدينة هانغتشو الصينية، 16 يونيو 2018، Raysonho @ Open Grid Scheduler / Grid Engine, Creative Commons CC0 1.0 Universal Public Domain Dedication |
فشركة شاومي والتي
يبلغ قيمتها 82 مليار دولار أمريكي، والتي بلغت شحناتها من الهواتف الذكية (53)
مليون هاتف خلال الربع الثاني من هذا العام فحسب، قد تجاوزت عملاق التكنولوجيا
الأمريكي شركة آبل Apple
لتصبح شاومي هي ثاني أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم.
هذا الانجاز، كان
محفزا لمزيد من الدعم من كبار المسؤولين في العاصمة الصينية بكين، وهكذا فمن
المتوقع الآن أن تتحول أحلام رئيس شركة شاومي، السيد "لي جون" بدخول
شركته للمنافسة في سوق صناعة الرقائق الدقيقة Microchip، إلي حقيقة واقعة.
تخطي هواوي ثم سامسونج:
النتائج المالية
المنشورة يوم الأربعاء الماضي، تؤكد أن شركة شاومي قررت الاستفادة من تعثر واحدة
من أكبر شركات العالم مبيعا في مجال الهواتف الذكية، إنها منافستها من ذات البلد
هواوي Huawei
الصينية. إذ تعاني هواوي من حالة تشبه الشلل علي وقع العقوبات الأمريكية القاسية
المفروضة عليها، وهناك اتهامات بأن –الصين تقبض علي مواطنين كنديين كأسرى لمقايضتهم بالمديرة التنفيذية لهواوي- والمقبوض عليها في كندا.
علي النقيض من مشكلات هواوي، فإن شاومي تمر بمرحلة من الازدهار، فلقد ارتفعت إيراداتها من قسم الهواتف المحمولة بنسبة 87٪ في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق ، لتصل إلى 9 مليارات دولار أمريكي.
هناك حالة من زخم الطلب علي هواتف شاومي الذكية من الأسواق الخارجية، لا سيما في أوروبا حيث أصبحت الآن العلامة التجارية الأكثر مبيعًا في القارة الأوروبية، ولقد أزاحت شاومي في طريقها منافسا عنيدا هي شركة سامسونج الكورية الجنوبية Samsung Electronics من القمة هناك في السوق الأوروبي الصعب والراقي، وعلي وقع هذه التطورات الايجابية المتتالية، يريد السيد "لي جون" مدير شركة شاومي أن تصبح شركته هي أكبر صانع للهواتف الذكية عالميا في غضون ثلاث سنوات.
وفقًا لمحللي مركز
أبحاث Daiwa
الياباني، فلكي تتغلب شاومي على العملاق الكوري الجنوبي سامسونج Samsung، ستحتاج الشركة إلي زيادة شحناتها سنويا
بمقدار الخمس تقريبا، ولكي تحقق ذلك فإنها تحتاج إلي الرقائق الدقيقة "أشباه
الموصلات" Microchip
والتي تتنافس عليها شركات تصنيع الهواتف في جميع أنحاء العالم، وفي عالم التجارة،
قد تندفع شركات لإيذاء أخرى، ولذا فإن جلب صناعة الرقائق الدقيقة "أشباه
الموصلات" Microchip
إلي أروقة شاومي نفسها سيكون هاما للغاية في سبيل تحقيق ذلك الهدف.
الاعتماد علي النفس:
في الغالب، تعتمد
شاومي علي بعض الشركات من أهمها شركة كوالكوم Qualcomm
الأمريكية، والتي تصنف كثاني شركة عالميا في مجال صناعة شرائح الهواتف الذكية، في
تلبية احتياجاتها من هذه الشرائح.
لكن من المتوقع أن
يؤدي النقص العالمي في مخزون الرقائق والذي وصل لأدني مستوي له في التاريخ، إلي
خفض إنتاج تلك الشركات في غضون الأشهر المقبلة، علاوة علي ذلك فإن صناعة المعالجات
وتطويرها ذاتيا بواسطة شاومي ومهندسيها وخبرائها سيوفر للشركة مزايا امتلاك العلم والتكنولوجيا،
كما سيوفر لها الكثير من التكاليف وهي النقود التي كانت تدفعها لشركات صناعة
الشرائح وأشبه المواصلات والرقائق الدقيقة.
لابد أن شاومي تنظر
إلي ما فعلته شركة آبل Apple
العام الماضي، عندما قررت استبدال الرقائق التي كانت تحصل عليها
من شركة إنتل Intel
لتستخدمها في أجهزتها الشهيرة MacBook، لقد قدرت المبالغ التي ستوفرها آبل من وراء
ذلك القرار بأكثر من 2 مليار دولار أمريكي بحلول العام المقبل 2022.
السيد لي جون في المؤتمر الاحتفالي بالذكرى العاشرة لإنشاء شركة شاومي، Attribution-NonCommercial-NoDerivs 2.0 Generic (CC BY-NC-ND 2.0), Flickr |
لذا، ففي هدوء يعمل السيد
"لي جون" علي تطوير قدرة شركته في مجال صناعة أشباه الموصلات semiconductor، والحقيقة إنهم في شاومي يمتلكون بعض العلم
في هذا المجال وإن كان يحتاج إلي الكثير من الجهد ليكون جديرا بالثقة، إذ كشفت
الشركة عن أول معالج دقيق لها منذ ما يقارب الأربعة سنوات، لكن هذه المحاولة
اعتبرت حينها محاولة غير ناجحة علي نطاق واسع.
مع ذلك، ففي وقت سابق
من العام الجاري، كشفت شاومي عن شريحة التصوير imaging chip الخاصة بها، كما أنها قامت بتكثيف استثماراتها
المالية في شراء الشركات المحلية الصغيرة في السنوات الأخيرة، كما زادت من مخصصاتها
التي تدفعها للاستحواذ علي الاختراعات الجديدة.
اعتبارًا من يونيو الماضي،
أعلنت شاومي أنها أصبحت تملك أكثر من 11000 موظف في مجال البحث والتطوير R&D، أي أكثر من 40٪ من إجمالي عدد موظفي الشركة.
دعم من بكين:
كما أن العاصمة الصينية بكين يمكنها أيضا أن تمنح شركة شاومي ميزة اضافية، ففي خضم الاهتمام الواسع النطاق للرئيس الصيني شي جين بينغ، فلقد أعطي الرجل الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، الأولوية لصناعة أشباه الموصلات semiconductor وتم اعتبارها "صناعة استراتيجية" في الصين، وتحرص البلاد حاليا علي تطوير أبطال محليين في صورة شركات قادرة علي إنتاج هذه الأشياء للمنافسة العالمية المحتدمة في هذا المجال والتي يسيطر عليها الأمريكيين والألمان بصورة كبيرة.
في جعبة بكين الكثير
من الأشياء لتساعد بها شاومي علي إنجاز مهمة صناعة الرقائق وأشباه الموصلات، منها علي
سبيل المثال التمويل الحكومي، الإعانات، الإعفاءات الضريبية، وكل ذلك بالتأكيد
سيكون بمثابة مساعدة كبيرة للصناعة التي تتسم بضخامة رأس المال، وهكذا فإن جميع الدلائل
تشير إلي أن مهمة شركة شاومي التالية ستكون صناعة الرقائق.
تعقيب:
في الخامس والعشرين من
أغسطس الجاري 2021، اعلنت شركة شاومي المصنعة للهواتف الذكية الصينية، أن إيرادات الأشهر
الثلاثة المنتهية في يونيو نمت بنسبة 64٪ على أساس سنوي، لتصل إلى 88 مليار يوان
(14 مليار دولار).
هذا وقد بلغ صافي الربح
المعدل للفترة 6.3 مليار يوان، بزيادة قدرها 87٪ على أساس سنوي. وقد أصبحت شاومي Xiaomi صانع الهواتف الذكية رقم 2
في العالم في الربع الثاني من هذا العام متجاوزة شركة آبل Apple الأمريكية، بحصة 17٪ من شحنات
الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم، وفقًا لشركة الأبحاث Canalys.
*** المقال هو خدمة ترجمة من المعرفة
للدراسات لتقرير من تقارير وكالة رويترز للأنباء أعده "جيفري جولدفارب وكاترينا هاملين".