خلال معرض باريس للطيران عام 2015، والذي أقيم في ضاحية "لو بورجيه" التابعة للعاصمة الفرنسية، كان من الواضح أن القوات الجوية المصرية قد أصبحت أول دولة تحصل علي البود من الجيل الجديد Talios أو "نظام الاستهداف وتحديد الهوية البصري بعيد المدى".
ثمرة من شجرة:
البود تاليوس يبدو واضحا أسفل بدن مقاتلة رافال.
كانت القاهرة قد أصبحت في فبراير 2015 أول دولة تحصل علي مقاتلات الرافال متعددة المهام، بعد سنوات من الحلم الفرنسي ببيعها لأسواق خارجية. مثلت الصفقة المصرية كسر النحس الذي لازم المقاتلة الفرنسية طويلا، فخلف الاختيارات المصرية للسلاح ثقة كبيرة علي الصعيد الدولي جعلت الصفقات تتوالي علي شركة داسو المصنعة للرافال، فجاءت دولة قطر بصفقة، ثم ربحت الرافال منافسة شديدة مع عدد من أحدث مقاتلات العالم وأكثرها تطورا لتنضم للقوات الجوية للهند، ثم جاء دور اليونانيين، وتبعتهم كرواتيا.
وكثمرة للصفقة المصرية الأولى التي ضمت 24
مقاتلة، اختار المصريين البود من من إنتاج شركة Thales الفرنسية الشهيرة المتخصصة في صناعة المعدات
العسكرية عالية التقنية، إنه البود الذي يحمل أسم Talios.
تم إعلان الصفقة بطريقة فريدة من نوعها، إذ وضعت لوحة عرض بجانب نموذج
مصغر للبود " Talios"، كتب عليها: ((تم شراءه من قبل القوات الجوية والبحرية
الفرنسية، والقوات الجوية المصرية)).
إمكانيات متطورة:
جمع هذا البود Talios العديد من الامكانيات
التكنولوجية المتطورة، ليكون مناسبا للحاجات التشغيلية للقوات الجوية التي تستعمله
فيما يتعلق بمهام الاستطلاع التكتيكي واستهداف الأهداف المعادية في آن واحد.
بداية من كونه أحدث ما اضافته شركة طاليس إلي عائلة منتجاتها، وهي
شركة تعمل في هذا المجال منذ نحو خمسين عاما، ما يعني خبرات متراكمة لا حصر لها،
تتميز بها عن الشركات الناشئة.
بخلاف خبرة الصانع، فلقد أخذ بعين الاعتبار عند تصميم البود الخبرات
السابقة لأسلحة الجو، يعني هذا أن التجارب الفعلية في التدريبات والمعارك جمعتها
الشركة لتعطي لمنتجها أداء أفضل يلبي احتياجات الحرب الحديثة.
صورة نشرتها شركة طاليس الفرنسية المصنعة للبود، تظهر البود وهو يستهدف مركبتين معاديتين.
بجانب ذلك كله، فإن البود
يتمتع بالقدرة علي القيام بسلسلة كاملة من القرارات الحاسمة أثناء القتال الجوي،
بداية من تمكنه من جمع المعلومات الاستخبارية عن سماء وأرض المعركة واعطاءها
للطيار في صور عالية الدقة بما في ذلك "صور ملونة"، وصولا حتى إلي قدرته
في نفس اللحظة التي يرصد فيها هدفه علي أن يقوم بوضعه في مرمي الأسلحة التي تحملها
الطائرة ويظل متابعا له سواء كان ثابتا أو متحركا، ومن ثم فإذا قرر الطيار الضرب،
يقوم البود بتوجيه الأسلحة التي تحملها المقاتلة إلي أهدافها لتصيبها بدقة
متناهية.
فالبود Talios يستطيع تنفيذ هجمات في
العمق المعادي عبر توجيه الصواريخ طويلة المدى، وكذلك القنابل إذا ما كان الهدف
أرضيا، وحتى لو كان الهدف مقاتلة أو طائرة معادية، فإن Talios يستطيع أن يحددها
للصواريخ "جو-جو" التي تحملها المقاتلة، وهو كذلك رائع في مهام الدعم الجوي
القريب، كما يستطيع تنفيذ مهام بشكل سريع للغاية لجمع المعلومات غير التقليدية،
المراقبة، والاستطلاع، والتي تعرف اختصارا بالإنجليزية باسم "NTISR".
البود
Talios يتميز بشدة في مهام الضربات
"جو-أرض"، فلقد صنعته شركة طاليس ليكون متوافقا مع الأسلحة الموجهة
بالليزر، وكذلك الصواريخ الموجهة بالقصور الذاتي، أو حتى تلك التي تستعمل أنظمة
التوجيه عبر نظام تحديد المواقع العالمي بالأقمار الصناعية المعروف اختصارا GPS، أيضا
يستطيع أن يقوم بتوجيه الأسلحة التي يتم توجيهها نحو الهدف بتزويد ذاكرتها بصورة
الهدف نفسه.
ولأن المعركة الجوية الحديثة تتسم بالتعقيد والشدة، فلدي
البود Talios قدرة العمل في الوضع المنفرد، أو أن يعمل
ضمن منظومة تعاون وتبادل المعلومات مع الأجهزة والمعدات الأخرى علي متن المقاتلة.
أيضا فباستخدام قدراته علي تحديد أهدافه بالليزر، وتعقبها بشكل لحظي، فان
البود لديه أيضا القدرة علي التعرف علي الهدف في البيئات المعقدة وتصويره بشكل 3D. كما أنه مزود أيضا بوصلة بيانات Data Link، يمكنه من
خلالها تبادل المعلومات مع الطائرات الصديقة، والأجهزة و حتى المنصات البرية
والبحرية في نفس اللحظة.
كما تم تزويد Talios بأحدث
أجيال المستشعرات عالية الدقة وأجهزة عالية الدقة لتحديد استقرار "خط البصر".
كما يقدم عبر رؤيته الواسعة الزوايا المعلومات الحرجة عن سياق الأحداث التي تدور
حول المقاتلة سواء كانت تتم من طائرات أو قوات صديقة أو معادية، مما يجعل البود
الذي يعتمد علي الذكاء الاصطناعي، مكونا أساسيا من مكونات البيئة البصرية للطيار
طوال مهمته.
