علي ما يبدو فإن أي حرب مستقبلية بين جيشين نظاميين ستكون حافلة بالكثير من المستجدات، مع حالة التطور السريعة في التكنولوجيا المستخدمة في الأغراض والتطبيقات العسكرية.
اليوم، اجتمع قادة القوات الجوية الأمريكية في مقر قيادة القتال الجوي، انه احتفال بانشاء وحدة ستتخصص وتكرس عملها في تأمين ميزة قتالية فريدة من نوعها للقوات المسلحة الأمريكية. إنها وحدة "حرب المجال الكهرومغناطيسي".
جناح حرب الطيف ٣٥٠:
ستحمل الوحدة الجديدة اسم "جناح حرب الطيف رقم ٣٥٠".
فرانك فون هيلاند، مساعد طيار برتبة نقيب في القوات الجوية الأمريكية، السرب القتالي الإلكتروني الحادي والأربعين، يفحص قناع الأكسجين الخاص به على طائرة الحرب الإلكترونية EC-130H في قاعدة باغرام الجوية، أفغانستان، بتاريخ ١٢ سبتمبر ٢٠١٤. صورة من القوات الجوية الأمريكية / طاقم فريق اس جي تي . إيفلين شافيز
وكانت الوحدة قد تم إدخالها للخدمة في سلسلة القيادة بالقوات الجوية الأمريكية بالفعل منذ أسبوع، وبالتحديد في ٢٥ يونيو الماضي.
ستكلف هذه الوحدة بمهام تجهيز وتمكين وتحسين قدرات القوات الجوية الأمريكية، وذلك كما ورد في بيان صدر عن قيادة القوات الجوية الأمريكية.
"منح الولايات المتحدة وحلفائها، ميزة التفوق المستدام علي خصومها في مجال الطيف الكهرومغناطيسي".
لكن ما هي الحرب الكهرومغناطيسية؟، وما هي أسلحتها؟.
بداية، فإن الاستخدام الرئيسي للتكنولوجيا الكهرومغناطيسية في المجال العسكري يأخذ صورة "قنابل".
القنبلة الكهرومغناطيسية، أو سلاح الدمار الشامل الكهربائي بحسب مسماها الثاني، هي قنبلة نووية من نوع خاص جدا، لا يصيب الهدف بالدمار المادي ولا بالنيران حتى، وانما بنبضات كهرومغناطيسية ناتجة عن الانفجار النووي.
هذه النبضات تجعل المنطقة المستهدفة حرفيا تعود في لحظات إلي العصر الحجري، ستتوقف كل أنظمة النقل فيها، سيتم تدمير جميع وسائط وشبكات الاتصال التليفونية أو تلك التي تعمل بالإنترنت، أجهزة الرادار، معدات الطائرات، شبكات الكهرباء ومحطات توليدها، محطات المياه، وماكينات الصراف الآلي ATM، الهواتف الذكية ومختلف أنواع الكمبيوتر، نعم لن يموت فرد واحد، ولكن مدينة وربما بلدا كاملة قد تخسر كل شيء في لحظات.
مدى تأثير تلك القنبلة يعتمد علي شقين، الاول: هو القدرة الخاصة بالقنبلة نفسها. الثاني: هو ارتفاع انفجارها، فعلي عكس معظم أنواع الأسلحة، يستحب للقنبلة الكهرومغناطيسية أن تنفجر فوق هدفها بمسافة كبيرة قد تصل لمئات الكيلومترات، هذا يجعلها تنتشر علي مساحة أكبر قد تصل لالاف الكيلومترات، فهذه النبضات تنزل علي الارض من السماء كالمطر غير المرئي.
قدرات الطيف الكهرومغناطيسي في الحرب لا تتوقف عند هذا الحد المفجع، فهناك قدرات أقل من هذا الاثر التدميري الأشبه بأفلام الخيال العلمي، ومنها استخدامها في صورة مدافع تستطيع اطلاق نبضات تسقط الطائرات دون طيار، تغرق القطع البحرية، تدمر الصواريخ الباليستية خلال طيرانها نحو أهدافها.
هل قمت بقلي السمك من قبل؟ أو شاهدت والدتك او زوجتك تقليه.. بتلك الصورة حرفيا ستجد الموصلات الإلكترونية والكهربائية لاي جهاز أو سلاح يتم الهجوم عليه بالطيف الكهرومغناطيسي، سيتم قليها.
الجيوش والدول الأكثر قوة كالولايات المتحدة، روسيا، والصين.. تدرك جيدا أن خصومها أقوياء، ولذا فإنها تطور هذه الاسلحة تهدف لكسر امكاناتهم الصناعية والتكنولوجية قبل قدراتهم العسكرية.
لا سبيل حاليا للدفاع ضد هذا التهديد، إلا عن طريق تدمير القنبلة أو الصاروخ قبل وصوله لهدفه، لكن هناك أبحاث تجري الآن حول امكانية تحصين المنشآت الهامة وشبكات الكهرباء من هذه الهجمات. بتركيب مواد تعمل كمضادات أو موانع للطاقة الكهرومغناطيسية.
المهام:
علي وجه التحديد، ستصبح وحدة حرب الطيف الكهرومغناطيسي الجديدة والتي اعلن عنها الامريكيين اليوم، هي المختصة داخل القوات الجوية الأمريكية بمهام الحرب الإلكترونية، وعمليات الطيف الكهرومغناطيسي كجزء منها، والتي تعرف اختصارا باسم EMSO.
الكولونيل ويليام يونغ من سلاح الجو الأمريكي يتسلم قيادة الجناح 350 جناح حرب الطيف الكهرومغناطيسي، من قائد مركز الحرب في القوات الجوية الأمريكية الميجر جنرال كيس كننغهام، صورة من القوات الجوية الأمريكية.
"لقد أصبح التنافس في مجال قدرات الحرب في الطيف الكهرومغناطيسي أكثر أهمية من أي وقت مضي... وإننا اذا ما خسرنا معركتنا في مجال الطيف الكهرومغناطيسي، فسوف نخسر معركتنا في جميع المجالات الأخرى، ونحن هنا للتأكد من عدم حدوث ذلك" كانت تلك تصريحات قائد الجناح الجديد في القوات الجوية الأمريكية، العقيد ويليام يونغ.
في غضون ذلك، يؤمن قادة القوات الجوية الأمريكية أن هذا الجناح الجديد سيعطي القوات المسلحة الأمريكية عموما اليد العليا في مجال الحرب الكهرومغناطيسية، بجمع قدرات وإمكانيات القوات الجوية الأمريكية مجالي الحرب الإلكترونية وحرب الطيف الكهرومغناطيسي في يد واحدة، وسيتم جمع بداخلها وحدة أخرى كانت تعمل بذات المجال من قبل وهي "الجناح ٥٣".
ووفقًا لمسؤولي القيادة في القوات الجوية الأمريكية. سيكون مقر الجناح القتالي الجديد أيضًا بشكل مؤقتً في قاعدة إيجلين الجوية في فلوريدا، حيث سينتظرون نتائج الدراسات البيئية لمقر التشكيل الجديد، وهل سيكون هناك حاجة لتغييره ام لا.