دورة غير عادية عقدتها اليوم جامعة الدول العربية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تترأس الإمارة الخليجية هذه الدورة رقم "155" من مجلس الجامعة.
وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع التشاوري بالعاصمة القطرية الدوحة للمناقشة حول موقف الجامعة من سد النهضة الإثيوبي بطلب من مصر والسودان، يوم الثلاثاء 15 يونيو 2021، حقوق الصورة الأصلية لوكالة © أ ف ب.
الاجتماع جاء بناء علي طلب دولتين عضوتين في
الجامعة هما مصر والسودان، وذلك لبحث ملف سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا حاليا علي
مجري نهر النيل الأزرق.
إجراءات تدريجية:
الحديث عن إجراءات تدريجية قد تتخذها الدول
العربية ممثلة في جامعتها لدعم مصر والسودان في مواجهة إثيوبيا، جاء علي لسان وزير
الخارجية القطري "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني"، خلال مؤتمر صحفي عقده
الأخير مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. لكن الوزير القطري
لم يدلي بتفاصيل عن طبيعة تلك الإجراءات.
أبو الغيط بدوره قال إن الدول العربية تدعو
"مجلس الأمن" التابع للأمم المتحدة للانعقاد ومناقشة أزمة سد النهضة.
وهكذا، يبدو أن الدول العربية قد نجحت في
الوصول لموقف موحد وداعم لكل من مصر والسودان في خلافهما الطويل مع إثيوبيا حول
السد. وقد ورد في قرار المجلس الذي انعقد اليوم أن " التأكيد على أن الأمن المائي لكل من
جمهورية السودان وجمهورية مصر العربية هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي،
ورفض أي عمل أو إجراءات تمس بحقوقهما في مياه النيل".
كما دعا المجلس اليوم دولة تونس، باعتبارها
العضو العربي الحالي في مجلس الأمن، واللجنة العربية المكلفة بمتابعة تطورات الملف
والتنسيق مع مجلس الأمن، إلى تكثيف جهودها والاستمرار في التنسيق مع مصر والسودان بشأن
الخطوات المستقبلية في هذا الملف.
تعنت إثيوبي:
السفير سامح شكري وهو وزير الخارجية المصري،
ألقي كلمة بلاده مؤكدا أن مفاوضات سد النهضة التي انخرطت فيها مصر والسودان طيلة
عشرة سنوات هي الآن في حالة متعثرة، موضحا أن السبب وراء ذلك هو تعنت الإثيوبيين
إزاء أي مبادرات أو مقترحات تم تقديمها لحل تلك القضية، رغم ما أبدته مصر من نية
حسنة لإنجاز اتفاق قانوني وملزم يضمن لإثيوبيا حقها في التنمية دون افتئات علي حق
دولتي المصب.
الوزير المصري قال أيضا أن صبر بلاده تعرض
لاختبارات عدة، لكن بلاده تصرفت دوما "من منطلق
إدراكها لتبعات تصعيد التوتر على أمن واستقرار المنطقة".
لكنه أضاف أيضا أنه من غير المقبول استمرار
التفاوض مع إثيوبيا إلي ما لا نهاية، خصوصا أن مصر تدرك طبيعة نوايا الطرف الآخر
وأنه يقدم علي خطوات من شأنها إفراغ أي اتفاق من مضمونه، بأسلوب مراوغ تتبعه أديس
أبابا ظنا منها أنها قادرة علي فرض رؤيتها علي الآخرين وتجاهل مواقفهم.
تفاؤل مصري:
حالة من التفاؤل بدت في تصريحات الدكتور
"محمد نصر الدين علام" وزير الري والموارد المائية المصري الأسبق الذي
قال في تصريحات تليفزيونية أن قرار جامعة الدول العربية باتخاذ إجراءات تدريجية لدعم
مصر والسودان قد يشمل الكثير من الخطوات، وأنه قد يشهد إجراءات في منتهي القوة علي
حد وصفه.
الدكتور علام توقع أيضا أن يتأثر المجتمع
الدولي بقرارات مجلس الجامعة علي مستوي وزراء الخارجية التي اتخذت اليوم، وأن
إثيوبيا ستتراجع للخلف في مقابل ما يحدث.