عقد اليوم السيد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري مؤتمرا صحفيا، أعلن فيه قرارات "اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا".
الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، صورة من رئاسة مجلس الوزراء المصري. |
إجراءات جديدة:
وجاءت أهم القرارات التي أعلنها الدكتور مدبولي أنه واعتبارا من يوم غد، ولمدة أسبوعين، سيكون موعد الغلق لكل المحال والمولات التجارية والمقاهي والكافتيريات والمطاعم -يسمح لها بالعمل بطريقة الدليفري فقط-، ودور السينما والمسارح، وما يماثلها من ٩ مساء، وذلك للعمل على الحد من التزاحم. (تبدأ يوم ٦ مايو حتى الجمعة ٢١ مايو، وبعدها تجتمع اللجنة لدراسة مدى الحاجة لمد العمل بهذه الاجراءات من عدمه).
كما سيحظر إقامة أية مؤتمرات أو فعاليات أو الاحتفالات الفنية أو الحفلات في أية منشآت لضمان استقرار الأمور خلال تلك المدة.
رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي، ويظهر علي يمينه الدكتور محمد عوض تاج الدين المستشار الصحي لرئيس الجمهورية، وعلي اليسار الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، صورة من مجلس الوزراء المصري |
هذا وقد خاطب رئيس مجلس الوزراء الشعب المصري مشددا علي أنه لابد من وجود قناعة لدى المواطنين بأننا نمر بظروف "استثنائية" تفرضها الجائحة وأن المواطن عليه دور في تطبيق الإجراءات التي تضمن سلامته وسلامة المجتمع، ومنها أهمية تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة والتجمعات، وكذا ارتداء الكمامة، التي أكد العالم أجمع أنها السبيل الحقيقي للحد من انتشار الإصابة بالمرض.
وبين الدكتور مصطفى مدبولي إن سبب قرار الحكومة فرض غرامة على من لا يرتدي الكمامة هو ما رصدته من بداية الأزمة من عدم التزام أعداد كبيرة من المواطنين بارتداء الكمامة، مشيراً إلى أنه وحتى هذه اللحظة تم تسجيل نحو مليون وسبعمائة ألف غرامة في هذا الصدد، مؤكداً أن قيمة الغرامة والتي تقدر بـ ٥٠ جنيها تعادل شراء حوالي ٣٠ كمامة، وهو ما يكفي لتأمين احتياجات المواطن لنحو شهر من الكمامات.
مشيراً في هذا الصدد إلى أنه تم ضبط ومصادرة مئات الآلاف من "الأرجيلة "، والتي من المفروض أن يطبق حظر كامل بشأن باستخدامها وتداولها داخل المطاعم والمقاهي والكافيهات، وهو ما يدعو إلى القلق من عدم الالتزام بتطبيق مثل هذه القرارات والإجراءات بصورة كاملة، وإدراك مدى خطورة جائحة كورونا.
إجازة العيد:
وأما بالنسبة لإجازة عيد الفطر المبارك فلقد تم تحديدها حسبما أعلن رئيس الوزراء بداية من يوم الأربعاء المقبل الموافق ١٢ مايو الجاري، وتستمر حتى يوم الأحد ١٦ مايو، أي لمدة ٥ أيام.
وفي خلال هذه المدة أيضاً سيكون هناك غلق كامل للحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة، كما سيكون هناك حد من استخدام الحافلات الجماعية، وأتوبيسات الرحلات، التي تستهدف الذهاب إلى الشواطئ، حيث سيكون هناك حوكمة لعمل هذه الحافلات خلال إجازة العيد، بينما ستعمل وسائل النقل العادية والسيارات بصورة طبيعية.
وأكد الدكتور مدبولي أنه فيما يخص صلاة العيد، فقد تم التوافق على أن يتم التعامل معها مثل صلاة الجمعة، حيث سيسمح بصلاة العيد فقط في المساجد التي يقام فيها حالياً صلاة الجمعة، وبنفس الإجراءات الاحترازية، التي تتم في صلاة الجمعة، وأيضاً مع حظر اصطحاب الأطفال.
عن وباء كورونا:
الدكتور مصطفي مدبولي أكد أن الدولة تمكنت بفضل ﷲ من اجتياز الموجتين الأولى والثانية بنجاح وأقل ضرر ممكن.
اجتماع مجلس الوزراء المصري، صورة من رئاسة مجلس الوزراء |
وذكر المواطنين بأن بداية الفيروس كانت في مارس من العام الماضي، مضيفا أن ذروة الموجة الأولى كانت في نفس هذا الوقت من العام الماضي في أواخر شهر رمضان وحلول عيد الفطر.
ثم بدأت الموجة الثانية مع نهاية العام ٢٠٢٠ مع دخول فصل الشتاء ومطلع العام الحالي ٢٠٢١، وشهدت هذه الفترة تزايدا كبيرا في أعداد المصابين بالفيروس، ثم عادت الأمور تستقر..
موضحا أننا نشهد حاليا الموجة الثالثة من هذا الوباء، التي تتسم كما نُتابع على مستوى العالم بتزايد أعداد الحالات المصابة بصورة كبيرة جداً، كما شهدت دول أخرى تحورا لهذا الفيروس بطريقة شديدة الخطورة بدأت تصل إلى مرحلة الكارثة الإنسانية، وندعو الله أن يُجنب مصر هذه الظروف الصعبة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تعمل الحكومة على دعم العديد من الدول التي وصلت فيها الجائحة إلى مرحلة الكارثة الإنسانية إيماناً بدور مصر وقوتها لدعم الدول التي تمر بمثل هذه الظروف القاسية، مشيرا إلى أنه لم تكن توجد أي خبرات إنسانية سابقة للتعامل مع الجائحة، الأمر الذي دعا كل دولة أن تحاول بقدر الإمكان الاجتهاد لاتباع المسار المناسب للتعامل مع هذه الجائحة لديها، وفقا لإمكاناتها وقدراتها فيما يخص البنية الأساسية للمستشفيات وتوافر الأدوية والمنظومة الصحية.
|
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: نحن في مصر استطعنا، بفضل من الله، في نطاق حدود إمكاناتنا إدارة هذه الأزمة بطريقة يمكن القول بأنها إيجابية، رغم ما اعترى ذلك من بعض السلبيات نتيجة للظروف الضاغطة التي لا تؤثر على مصر فحسب، بل على العالم أجمع، لكننا حاولنا قدر الإمكان أن نجتهد في حل المشكلات التي واجهتنا، لافتا إلى أنه كان يوجد نقص في الأدوية خلال الموجة الأولى، لكن الدولة تحركت من خلال مؤسساتها المعنية في أكثر من اتجاه للتغلب على هذه المشكلة؛ فنحن اليوم نؤمن جميع المنتجات الطبية والأدوية ولا يوجد بها أي نقص، وهذه كانت نقطة شديدة الأهمية، كما أن الحكومة تحركت في نفس الوقت لفتح جميع المنشآت الطبية، جنبا إلى جنب، والقيام بتطوير كافة مستشفيات الحميات والصدر؛ لتصبح على مستوى عال في تقديم الخدمة الطبية اللائقة للمواطنين، كما عملت الدولة على شراء كم هائل من الأجهزة والمعدات والأدوات الطبية، ونجحنا في جميع خطواتنا على كافة الأصعدة لتأمين هذه الاحتياجات والمتطلبات اللازمة؛ لكي نتمم بها الإجراءات شديدة الاستثنائية لمواجهة هذا الوباء.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن هناك متابعة يومية وعلي مدار الساعة لمدى توافر الأكسجين والمستلزمات الطبية الأخرى في جميع المستشفيات بكافة محافظات الجمهورية.
وقد تقدم الدكتور مدبولي بالشكر والتقدير والتحية للأطقم الطبية الذين يبذلون جهدا بطوليا خلال التعامل مع تداعيات هذه الجائحة بصبر وجلد ورحابة صدر، لاسيما خلال تقديم الخدمة للمواطنين بشكل مباشر، مشيراً إلى أنه أصبح لهذه الأطقم الطبية خبرة متراكمة للتعامل مع هذه الأزمة.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتلقي جرعة لقاح كورونا في وقت سابق |
وفي الوقت نفسه، تطرق الدكتور مصطفي مدبولي إلى ملف توفير اللقاحات، موضحا أن مصر بدأت على الفور في الوقت الذي أعلنت فيه المؤسسات والدول والجهات المعنية عن اكتشاف لقاحات مضادة لفيروس "كورونا"، في محاولة تأمين أكبر حجم ممكن من هذه اللقاحات للمواطنين المصريين؛ ولذا فقد تحركت الدولة من خلال المؤسسات المعنية وعلى رأسها هيئة الدواء المصرية نحو تسجيل جميع اللقاحات التي ثبت، على مستوى العالم، أنها آمنة وفعالة وقادرة على تحقيق نسبة لا بأس بها من الحد من حدة المرض، كما أنها تقي المواطن من المرض بصورة كبيرة، مؤكداً أن مصر بالفعل استطاعت التسجيل بطريقة احترافية كل اللقاحات الرسمية التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية، وبدأت الدولة في تطعيم المواطنين بها.
ولفت إلي أن الدولة سارعت إلى توطين تصنيع اللقاحات أيضا، وفي هذا الصدد أشار مدبولي إلى البروتوكول الذي تم توقيعه للتعاقد على توطين تصنيع أحد هذه اللقاحات مع إحدى الشركات العالمية لإنتاج نحو 40 مليون جرعة خلال العام الحالي. مشيرا إلى أن هناك محاولة أخرى لتوطين تصنيع نوع آخر من اللقاحات بنفس العدد خلال هذا العام بهدف إتاحة اللقاحات لجميع المواطنين خلال المرحلة المقبلة، وأكد أن الرئيس السيسي يتابع هذا الملف بنفسه.
طاقم طبي مصري يفحص أشعة صدر أحد حالات الاشتباه بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" |
وقال رئيس الوزراء المصري أن إصابات كورونا حاليا تكون للأسرة بكاملها، تبدأ من فرد لا يكترث بالإجراءات الاحترازية فيصاب بالفيروس، ثم يقوم بنقله لأسرته بالكامل.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، أعرب رئيس الوزراء عن تمنياته لجموع الشعب المصري بأن تحمل له الأيام المقبلة كل الخير والصحة، منتهزاً الفرصة لتهنئة جموع الشعب بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، متمنياً أن يعيده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، وعلى مصرنا الحبيبة بالتقدم والازدهار.
-اعتمد هذا الموضوع علي:
رئاسة مجلس الوزراء المصري.