ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الشهيرة نقلا عن ما قالت أنه تقرير استخباراتي أمريكي، أن ثلاثة من باحثين معهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات سعوا للحصول علي الرعاية في المستشفي في نوفمبر ٢٠١٩، هذا التاريخ يسبق بشهر واحد ابلاغ الصين عن تسجيلها أول حالات الإصابة بكوفيد-١٩، كان ذلك في أواخر ايام ديسمبر ٢٠١٩.
لأول مرة:
الصحيفة قالت أن التقرير الذي لم يكشف عنه من قبل، يقدم تفاصيل جديدة عن عدد الباحثين المرضي في معهد ووهان للفيروسات. ليس ذلك فحسب، بل توقيت مرضهم، وزياراتهم للمستشفي.
رجال شرطة صينيين حول معهد الفيروسات في ووهان خلال زيارة وفد مفتشي الصحة العالمية للمدينة، File Photo.
وتري الصحيفة أن هذه المعلومات الواردة بالتقرير، قد تضيف وزنا جديدا إلي دعوات قائمة منذ فترة لإجراء تحقيق أوسع حول ما اذا كان فيروس كوفيد-١٩ قد خرج من ذلك المختبر عن غير قصد.
قوة الأدلة:
ستريت جورنال قالت أيضا إن عددا من المسئولين الحاليين والسابقين من المطلعين علي المعلومات الواردة بالتقرير، أعربوا عن مجموعة من الأراء حول "قوة الأدلة" الداعمة لذلك التقرير.
أحد المسئولين طلب عدم ذكر اسمه، قال أن المعلومات الواردة بالتقرير بحاجة إلى مزيد من التحقيقات والأدلة الإضافية لتأكيدها.
صورة من سوق المأكولات البحرية بالجملة في ووهان، حيث أصيب عدد من الأشخاص المرتبطين بالسوق بفيروس كوفيد-١٩، تم إغلاقه في ٢٣ يناير ٢٠٢٠، صورة بعدسة Dake Kang، صورة من AP.
نتذكر جميعا أنه قد تم الإبلاغ عن الحالات الأولي لما سيعرف بعد ذلك بفيروس كوفيد-١٩ في نهاية ديسمبر ٢٠١٩ في مدينة ووهان بوسط الصين، حيث يوجد المختبر المتطور المتخصص في أبحاث الفيروسات، وبالتحديد الفيروسات من عائلة كورونا والتي كان يوجد منها بالأصل عدد مكتشف قبل الفيروس الأخير.
رفض صيني:
باستمرار، رفض العلماء والمسؤولين الصينيين فرضية أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر ووهان. ويقولون أن الفيروس الذي حمل اسم "سارس-كوف-٢" من الممكن أن يكون قد انتشر في أماكن أخرى قبل أن يصل ووهان ويضربها. وربما أنه دخل الصين من بلد آخر عبر شحنات الغذاء المجمدة المستوردة، أو عبر تجارة الحيوانات البرية المنتشرة في الصين.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، "تشاو ليجيان" قال يوم الاثنين أنه من غير الصحيح علي الاطلاق أن ثلاثة من العاملين في معهد ووهان لعلم الفيروسات قد أصيبوا بالمرض.
المتحدث باسم الخارجية الصينية، صورة من الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية
مضيفا أن الولايات المتحدة تواصل الترويج لنظرية أن الفيروس قد تسرب من المختبر، متسائلا هل تهتم أمريكا بامكانية تتبع خط سير الفيروس، ام انها فقط تحاول تشتيت الانتباه.
مواقف متعددة:
جاء تقرير وول ستريت جورنال عشية اجتماع هيئة صنع القرار في منظمة الصحة العالمية، والذي من المتوقع أن يناقش المرحلة التالية من التحقيقات في أصول كوفيد-١٩ وكيف خرج لعالمنا.
وردا على سؤال عن التقرير الاستخباراتي الأمريكي، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جسارفيتش عبر البريد الإلكتروني إن الفرق الفنية بالمنظمة تتخذ الآن قرارًا بشأن الخطوات التالية.
بينما لم تعلق متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي على التقرير، لكنها قالت أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استمرت في طرح ما وصفته بالأسئلة الجادة حول الأيام الأولى لوباء كوفيد-١٩ ، بما في ذلك أصوله داخل جمهورية الصين الشعبية.
الرئيس الصيني شي جين بينغ، يزور مدينة ووهان الصينية، في الصورة يلوح لبعض المرضي المعزولين، صورة من وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا.
وتابعت بقولها أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، عملت مع منظمة الصحة العالمية ودول اعضاء بها لدعم التحقيق الذي يقوم به الخبراء لتحديد أصل الفيروس. وان التحقيق يخلو من محاولات التدخل في مجرياته أو التسييس.
مضيفة: "لن نصدر أحكامًا تستبق ما ستتوصل إليه دراسة جارية لمنظمة الصحة العالمية حول مصدر سارس كوف-٢، لكننا كنا واضحين في مسألة أن النظريات السليمة وذات المصداقية الفنية يجب أن يتم تقييمها بدقة من قبل خبراء دوليين". -قد تقصد أن ما تشير إليه التقارير من تسرب الفيروس من مختبر ووهان الصيني للفيروسات يجب أن يتم دراستها-.
ماذا يحدث:
جدير بالذكر، أن دراسة مشتركة أجريت من قبل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الصين، حول أصول كوفيد-١٩، وتم نشرها في نهاية مارس / آذار الماضي، إنه "من غير المحتمل للغاية" أن يكون الفيروس قد تسرب من المختبر.
علي الرغم من ذلك، فإن الصين متهمة بالفشل في الكشف عن البيانات الأولية الخاصة بحالات كوفيد-١٩ المبكرة والتي ظهرت في ديسمبر ٢٠١٩، لفريق منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة.
بيتر بن مبارك رئيس البعثة، وأعضاء آخرون في فريق منظمة الصحة العالمية المكلف بالتحقيق في أصول مرض فيروس كورونا (كوفيد -19) يصلون إلى مطار بودونغ الدولي في شنغهاي، الصين، في ١٠ فبراير ٢٠٢١، صورة من وكالة رويترز للأنباء، علي سونغ.
وكان الاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى، قد دعت العاصمة الصينية بكين إلي "تمكين" الخبراء المستقلين من الوصول الكامل للمعلومات المتعلقة بما جري في ووهان في ديسمبر ٢٠١٩.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد نشرت ما يسمي "صحيفة وقائع" في نهاية مدة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ورد فيها بأن لدى حكومة الولايات المتحدة سبب للاعتقاد بأن العديد من الباحثين داخل مختبر ووهان الصيني للفيروسات أصيبوا بالمرض في خريف ٢٠١٩، وذلك التاريخ بالطبع يسبق تاريخ أول حالة تم تحديد إصابتها بالفيروس الذي تفشي بعد ذلك حول العالم، بعد استخلاص الأعراض الخاصة بفيروس كوفيد-١٩، لكن تلك الصحيفة لم تذكر عدد الباحثين الذين قالت انهم اصيبوا بالفيروس وقتها.