أخيرا، وبعد ما يقارب الأسبوعين من القتال المتبادل المركز بين القصف المدفعي والبحري وبالطيران من إسرائيل، والرد عليه بالصواريخ من الفصائل في غزة وعلي رأسها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والتي نتج عنها استشهاد ٢٣٢ فلسطينيا بينهم ٦٥ طفلا و٣٩ امرأة وأصيب ١٩٠٠ آخرون، ومقتل ١٢ إسرائيلي بينهم جندي، بينما اصيب المئات.
انفجارات وحرائق وألسنة دخان تندلع من غزة في وقت سابق جراء القصف الإسرائيلي، صورة من رويترز.
أخيرا، تم الاتفاق علي هدنة بين الطرفين توقف أعنف اشتباكات شهدتها المنطقة منذ سنوات، والتي وصفها أمين عام الأمم المتحدة بأن "الجحيم علي الأرض هو ما يشهده الأطفال في غزة"، لتسري بالفعل منذ ساعات فجر هذا اليوم الجمعة الحادي والعشرين من مايو، نتيجة وساطة سعت مصر لاقرارها وبذلت الكثير من الجهد وأجرت الكثير من الاتصالات منذ عدة أيام.
اللحظات الأخيرة:
كانت اللحظات الأخيرة قبل إقرار الهدنة وإعلان كلا الطرفين قبولها، قد شهدت اتصالات دبلوماسية مكثفة، أجراها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع كل من أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، والرئيس الأمريكي جو بايدن.
الرئيسان المصري والأمريكي، صورة من موقع الرئاسة المصرية.
الرئيس المصري لم يكتفي باتصالاته لفرض وقف اطلاق النار، بل تمسك بموقف مصر الثابت في بضرورة التوصل لحل جذري شامل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والطبيعية كسائر شعوب العالم في إقامة دولته وفق المرجعيات الدولية، ومن ثم إنهاء حالة العنف والتوتر المزمنة في المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار بها.
في تلك الاثناء، كانت هيئة البث الإسرائيلية المعروفة اختصارا باسم (كان) قد أعلنت أن الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة ستصوت علي هدنة مقترحة.
بيان رئاسة الوزراء الإسرائيلية:
بعد ساعات، بينت إسرائيل أن مجلس وزرائها وافق "بالإجماع" في اجتماع استمر أكثر من ساعتين، علي قبول المبادرة المصرية "غير المشروطة" لوقف إطلاق النار. والتي كان قد أوصي بقبولها كافة الاجهزة الأمنية الإسرائيلية وهم -رئيس الأركان، ورئيس الشاباك، ورئيس الموساد، ورئيس مجلس الأمن القومي-.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبجواره بيني غانتس وزير الدفاع. صورة من وكالة رويترز للأنباء.
فيما كان وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني غانتس" قد كتب علي حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر" أن الهجوم علي قطاع غزة حقق مكاسب عسكرية وصفها بغير المسبوقة.
من غزة:
من غزة كذلك، أعلن مسئولين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي الموافقة علي الهدنة المصرية، وذلك في تصريحات أدلوا بها لوكالة الصحافة الفرنسية وعدد من الوكالات والصحف الأخرى، ووصفوها بانتصار للمقاومة الفلسطينية.
عملية تلقيم لقاذف صواريخ من طراز Q-20 التي قالت كتائب عز الدين القسام أنها استخدمتها في قصف مدن وبلدات إسرائيلية (صورة من مواقع التواصل).
وقال المتحدث العسكري باسم حماس أن الحركة علقت ضربة صاروخية كانت ستغطي -حسب قوله- ضربة صاروخية كبيرة كانت ستغطي كل فلسطين المحتلة من حيفا حتى رامون، وأنهم سيراقبون سلوك العدو الإسرائيلي في الإلتزام بالهدنة.
وفدان:
القاهرة ولضمان التزام الطرفين بالهدنة، والسيطرة علي أي خروقات قد تحدث من أي طرف، أرسلت وفدان إلي كل من قطاع غزة وإسرائيل.
وكطلقات ختامية للمعركة، وقبل دقائق من موعد سريان الهدنة، شنت إسرائيل غارة جوية واحدة علي قطاع غزة، بينما قصفت الفصائل الفلسطينية مستوطنات وبلدات إسرائيلية بالصواريخ.
فرحة وتقدير:
هذا وقد خرجت مسيرات في غزة للاحتفال بوقف إطلاق النار، شهدت اطلاق النساء لزغاريد الفرح، بينما حمل العديد من المشاركين بها اعلام مصر، محيين الرئيس المصري علي جهده الذي أثمر هذا الاتفاق الذي انهي القصف الإسرائيلي الهائل فوق الرؤوس منذ أيام.
الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه أيضا الشكر للرئيس المصري، معربا عن امتنانه للدور الدبلوماسي للرئيس ولمصر الذي ادي لوقف إطلاق النار، وشدد الرئيس الأمريكي على حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش في أمان، قائلًا: "لدينا فرصة لإحراز تقدم في هذا الأمر"
بايدن لم يفته كذلك الترويج لمنتجات بلاده، حينما تحدث عن ما وصفه "تقدير" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنظومة الدفاع الصاروخية "القبة الحديدية" التي استخدمتها إسرائيل طوال الصراع للتصدي للقذائف الصاروخية التي اطلقتها المقاومة، ووصفه بنظام صنعته امريكا وإسرائيل وانقذ حياة الكثير من مواطنين إسرائيل.
بعض المعلومات الواردة بالموضوع، تم الاعتماد فيها علي المصادر التالية:
-موقع الرئاسة المصرية.
-اليوم السابع.
-سويس إنفو، التابعة لهيئة الإذاعة والتليفزيون السويسرية.
-صحيفة الشرق الأوسط.
-سبوتنيك نيوز الروسية.
-ميدل ايست أونلاين.
-صحيفة الأهرام المصرية.
-المصري اليوم.
-العين الأخبارية الإماراتية.
-هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي عربي".