بثلاثة وسبعين مليون صوتا، وهو أعلي رقم أصوات يحصل عليه أي مرشح للرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة، أصبح جو بايدن "مرشح الحزب الديمقراطي" هو الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها، بعد أن ازاح منافسه الغير تقليدي، الرئيس دونالد ترامب.
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، whitehouse.gov، (CC BY 3.0 US) via wikimedia commons. |
لكن يبدو أن الأمر لن ينتهي سريعا، إذ أعلنت حملة ترامب أنه "لن ينتوي أن يتراجع". ولكن علي ما يبدو فإن ترامب وفقا لهذه الأرقام التي تعتبر الأكبر في نسب المشاركة في الانتخابات الأمريكية منذ عام 1900 أي منذ مائة وعشرين عاما، سيكون أول رئيس أمريكي منذ عهد "جورج بوش الأب" لا يحصل إلا علي دورة رئاسية واحدة فقط.
جو بايدن سيصبح أكبر رئيس أمريكي من حيث السن، إذ يبلغ عمره اليوم ثمانية وسبعين عاما، وهو بذلك لا يتوقف عن ضرب الأرقام القياسية في كل شيء في انتخابات رئاسية غير مألوفة.
كما أنه ولأول مرة في التاريخ ستتولي سيدة منصب "نائب الرئيس" وهي السيدة "كامالا هاريس" وهي أيضا أول امرأة سوداء تصل لهذا المنصب.
عن جو بايدن:
اسمه بالكامل، جوزيف روبينيت بايدن جونيور، من مواليد عام ١٩٤٢ في مدينة سكرانتون بولاية بنسلفانيا، ونشأ في ولاية ديلاوير.
وهو الابن الأول من بين أربعة أطفال لكاثرين يوجينيا فينيغان، وجوزيف روبينيت بايدن.
انتقلت عائلته في عام 1953 إلى كلايمونت بولاية ديلاوير، حيث أكمل الرئيس دراسته ليتخرج من كلية الحقوق بجامعة ديلاوير.
ويملك بايدن حياة سياسية حافلة، إذ أنه نجح وهو في سن التاسعة والعشرين في الوصول لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عقد السبعينيات في القرن العشرين، ليصبح أحد أصغر من انتخبوا لعضوية المجلس في تاريخ الولايات المتحدة.
لم يخسر جو بايدن أيا من ترشيحاته الستة لعضوية مجلس الشيوخ، فظل خلال ٣٦ عاما عضوا فيه. ترأس خلال السنوات الأخيرة منها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
ويشتهر جو بايدن بأنه أمضى الكثير من أوقاته في تلك السنوات الطويلة متنقلا بالقطار بين مقر مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن وبين ولايته ديلاوير، حرفيا استقل الرجل القطار في آلاف الرحلات حتى ينجح في تحقيق التواصل مع ناخبيه، وفي ذات الوقت التواجد المستمر والمؤثر في دوائر صنع القرار في مبني الكابيتول، لكن سببا إنسانيا آخر كان وراء حرصه على تلك الرحلات مهما بلغ إرهاقه منها، سنعرفه سويا في هذا التقرير.
جو بايدن في شبابه، ancestry.com، Syracuse University، public domain، via wikimedia commons |
البيت الأبيض ليس غريبا عن بايدن، إذ مكث فيه بين عامي ٢٠٠٩ : ٢٠١٧، لكن في منصب الرجل الثاني، إذ كان نائبا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما -كان بايدن نائب الرئيس رقم 47 في تاريخ الولايات المتحدة-.
اعتمد باراك أوباما كثيرا على جو بايدن في الملفات الخارجية، بناء علي ثقته في خبراته السياسية الكبيرة، إذ سافر خلال تلك السنوات الثمانية إلي أكثر من ٥٠ دولة، قاطعا مسافة تقدر ب٢ مليون كيلو متر خلال رحلات السفر تلك.
كانت الانتخابات التي ربحها بايدن هذه هي محاولته الثالثة للوصول لمنصب الرئيس ، إذ اخفق في انتخابات العام ١٩٨٨ ومجددا في انتخابات العام ٢٠٠٨. لكنه نجح هذه المرة في انتخابات ٢٠٢٠ الاستثنائية وسط سريان فيروس كورونا المستجد كوفيد-١٩ في أرجاء العالم، ومنافس عنيد اسمه دونالد ترامب، اتهمه بالتزوير، لكنه فشل دوما في إثبات ادعاءاته تلك.
تجربة إنسانية:
مر جو بايدن بتجربة إنسانية صعبة، وذلك في العام ٢٠١٥، حينما فقد إبنه "بو بايدن" عن عمر يناهز ستة وأربعين عاما، كان بو قد فقد حياته جراء إصابته بمرض سرطان الدماغ.
هناك مؤسسة تدعي "بو بايدن" نسبة إلي ابنه، تنشط في مجال مكافحة الانتهاكات ضد حقوق الأطفال.
بو بايدن، ابن الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي توفي متأثرا بسرطان الدماغ، Doug Gansler، (CC BY 2.0)،via wikimedia commons. |
لكن بو، لم يكن تجربة بايدن الصعبة الوحيدة، إذ أنه وبعد شهر واحد فقط من فوزه بالانتخابات التشريعية عن ولاية ديلاوير الصغيرة، وهي الانتخابات التي ادخلته مجلس الشيوخ الأمريكي لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني ١٩٧٢، فقد زوجته الأولي وابنته في حادث سير، وهو حادث اصيب فيه نجلاه كذلك هانتر وبو بجروح خطيرة.
ولك أن تعلم أنه قد تم إحضار انجيل خاص إلي مركز ويلمينغتون الطبي، حيث كان ولديه يتلقيان العلاج وهو بجوارهما لم يتركهما، كان الأنجيل من أجل أن يقسم عليه بايدن اليمين القانونية المقررة ليصبح عضوا بمجلس الشيوخ، فأدى القسم وهو يقف بجوار الأسرة التي يرقد عليها ابنيه.
الحادثة جعلت بايدن يحرص علي التقرب من ولديه اللذان نجيا منها، فكان يحرص علي الذهاب لمجلس الشيوخ والعودة منه يوميا عبر القطار، في رحلة كانت تستغرق تسعين دقيقة، لكنه لم يتوقف يوما عنها، حفاظا علي اتصاله بنجليه.
ابنه الثانتي هانتر، تم تسريحه من البحرية بسبب اثبات تحاليله تناوله للمخدرات، وكان بايدن وقتها يشغل منصب نائب الرئيس.
انخفاض الدخل:
من الناحية المالية، فإن فوز جو بايدن بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، سيجعل دخله ينخفض وليس العكس كما يظن الكثيرون.
فراتب الرئيس الأمريكي السنوي يصل إلي ٤٠٠ ألف دولار سنويا، بينما تقدم بايدن بإقرارات ضريبية بينت أن دخله وزوجته عام ٢٠٢٠ تجاوز ٦٠٠ ألف دولار، بينما كان ٩٨٥ مليون دولار عام ٢٠١٩.
وكان جو بايدن قد تزوج للمرة الثانية من السيدة (جيل جاكوبس) عام 1977، وفي عام 1980 اكتملت عائلتهما بميلاد آشلي بليزر بايدن.
عملت جيل كمعلمة طوال حياتها ، وحصلت على درجة الدكتوراه في التعليم وعادت للتدريس كأستاذة للغة الإنجليزية في كلية مجتمعية في فرجينيا.